تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


أمســــية طـــــرب

ثقافة
الخميس 12-3-2009
أحمد بوبس

ساعتان من الطرب الأصيل عاشهما الجمهور الذي غصت به قاعة الدراما في دار الأسد للثقافة والفنون، في الأمسية التي أحيتها فرقة قصيد بقيادة كمال سكيكر إحياء للذكرى الأربعين لرحيل رفيق شكري.

بدأت الأمسية بأغنية (نحنا رفقات الأيام) والأغنية في الأساس للمطربة كروان، لكن كمال أعاد توزيعها وقدمها بصوت المجموعة فاستمعنا إليها بأسلوب جديد لا يقل جمالاً عن النسخة الأصلية، ثم قدمت إيناس لطوف الطالبة في المعهد العالي للموسيقا أغنية (يا أختي حبيبي راح) التي كان رفيق شكري قد لحنها لسعاد محمد في خمسينيات القرن الماضي، وكان أداء إيناس رائعاً، فقد عبرت بصوتها وملامح وجهها عن المعاني الحزينة للأغنية وأبدت تفاعلاً عميقاً معها، وبعدها قدمت رنا سليمان لحني رفيق شكري (طال غيابك) و(بعد بكير) وكان قد لحنهما لكروان منذ نيف وأربعين عاماً، وأدتهما رنا بشكل جميل.‏

ومن ألحان رفيق شكري التي غناها بصوته قدمت الفرقة أربع أغنيات الأولى (كان القلب صحرا) وأداها في الأمسية بيان رضا وأحسن الأداء، ثم (يا ريت عنا موجات) من المجموعة، ثم جاء عبد الهادي ديب وغنى (بالفلا جمال ساري) التي كان رفيق شكري قد غناها عام 1942 وأبدع عبد الهادي في أدائها فجعل الجمهور يهتز طرباً، ثم قدم أيهم أبو عمار أغنية (خدوا معاهم مها) فعبر بصوته وتقاطيع وجهه عن معانيها الحزينة وتفاعل مع العبارات لتختم الأمسية بوصلة من ألحان رفيق شكري كانت مسك الختام.‏

ووقفة مع فرقة قصيد فقد كانت جيدة في أدائها، واستمعنا خلال الأمسية إلى عزف منفرد على العود والقانون والناي والكمان أثبتت قدرة العازفين، أما المجموعة الغنائية فتألفت من مطربين أصحاب أصوات جميلة.‏

ولا بد من الوقوف عند التوزيع الموفق لكمال سكيكر لموسيقا الألحان، فقد كان حريصاً على هوية الألحان وطابعها الشرقي، ولم يتدخل في تفصيلاتها كما يفعل البعض ولقد طبق طريقة جميلة في طريقة الغناء، فقد كان المغنون الذي قدموا الأغنيات جزءاً من الكورس، وكان المغني أو المغنية يؤدي الأغنية ثم يعود إلى الكورس مردداً، وهذه الطريقة ابتدعها عبد الحليم نويرة في الفرقة التي حملت اسمه منذ نحو أربعين عاماً، وكانت متخصصة في تقديم التراث.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية