|
حديـــث الناس ومن هذه البدائل مادة الحطب التي كانت في السابق المصدر الاساسي للتدفئة، فقد عادت مدافئ الحطب الى الظهور في البيوت لتحتل مكانها بعد غياب. ومصادر الحطب متعددة، فمنها يأتي عن بقايا المناشر والمعامل التي تصنع المفروشات الخشبية والصناديق، ومنها يأتي من بقايا تقليم البساتين والكروم وتربية الاشجار ومن الاغصان اليابسة وغيرها من المخلفات الزراعية، ومنها يأتي من الغابات والحراج بشكل غير نظامي. وهناك مصادر جديدة للتدفئة وهي مادة الجفت المصنعة والمجففة من بقايا معاصر الزيتون، وخاصة في المحافظات التي تزرع الزيتون وحيث يتوفر عدد كبير من المعاصر وقد نجم عن ذلك صناعة انواع خاصة من المدافئ ووصل سعر طن الجفت الى نحو 5000 ليرة. هذه الحالة الجديدة ولدتها حاجة الناس الى التفتيش عن بدائل لمصادر التدفئة المعتادة وقد ارتفع ثمن طن الحطب حتى تجاوز الـ 6000 ليرة، ولا يعني هذا توفر الحطب في كل مكان، فالمصادر محدودة في المدن، كما ان قانون الحراج قد شدد العقوبات والغرامات على مرتكبي المخالفات والذين يتعدون على الحراج والغابات. وقد لجأ بعض الفلاحين والمزارعين في مناطق مختلفة الى قطع الاشجار في الاراضي الزراعية للحصول على الحطب لزوم التدفئة، وخاصة في المناطق الباردة والتي تحتاج الى تدفئة اكثر وزمن يمتد اكثر من بقية المناطق..!! وما دام سكان تلك المناطق يضطرون احيانا لقطع الاشجار والتعدي على الحراج، فلماذا لا تقوم وزارة الزراعة بتربية الغابات وتقليمها بمشاركة السكان المجاورين للغابات على ان يحصل هؤلاء على مخلفات التقليم، فتتم حماية الغابة من جهة والحصول على الحطب من جهة اخرى؟! |
|