|
طهران وتناول الحديث عدداً من القضايا العربية والمستجدات على الساحتين الاقليمية والدولية والعلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين.
كما تناول لقاء الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد مع السيد الشرع في طهران مساء امس النتائج الايجابية لمؤتمر القمة الاقتصادي ايكو التي تساهم في تعزيز التعاون العربي والاسلامي. وتركز الحديث حول القضايا التي تهم الامتين العربية والاسلامية وسبل تعزيز التضامن فيما بينهما. ونقل الشرع خلال اللقاء أطيب تحيات السيد الرئيس بشار الأسد الى الرئيس أحمدي نجاد وتمنيات سيادته بالنجاح الدائم للشعب الايراني الصديق. وأعرب الرئيس أحمدي نجاد عن تقديره لسورية ودورها السياسي المهم على الصعيدين العربي والاسلامي محملا الشرع أطيب تحياته للرئيس الأسد ومنوها بالتطور المتواصل للعلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين بما يعزز التعاون فيما بين البلدان العربية والاسلامية. حضر اللقاء السيد أحمد عرنوس معاون وزير الخارجية والدكتور حامد حسن سفير سورية لدى طهران والدكتور منوشهر متقي وزير الخارجية الايراني. وكانت أعمال الدورة العاشرة لقمة منظمة التعاون الاقتصادي ايكو التي تبحث سبل تطوير العلاقات بين دول المنظمة اضافة إلى الازمة الاقتصادية العالمية وتأثيرها في المنطقة قد بدأت طهران. وأكد السيد فاروق الشرع نائب رئيس الجمهورية في كلمة سورية امام القمة اهمية مؤتمر ايكو الذي يهدف للتعاون الاقتصادي بين نخبة من الدول الاسلامية المتجاورة في الجغرافيا والمتقاربة في التاريخ والثقافة واصفا ذلك بأنه طموح مشروع سيكون حليفه النجاح وقال ان التعاون بين بعض الدول الاسلامية وتحديدا المتجاورة سيعرض امام عدد من الدول العربية ونحن نقدر هذه الدعوة. واضاف الشرع ان التعاون الاقتصادي بين الدول الاعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي ايكو يتعاظم على المستوى الاقليمي بعد ان فشلت سياسة احادية القطب المستمرة منذ عقدين من الزمن وما سبقتها من نهاية متسارعة لسياسة القطبية الثنائية دون وجود بدائل مطمئنة وعادلة للتعاون الدولي في المستقبل باستثناء العولمة التي اثبتت التجارب المختلفة بطلانها وعدم صلاحيتها حتى للانظمة التي روجت لها. واوضح الشرع ان هذا التعاون يشكل في الواقع معينا لاينضب ونسيجا لايعطب وطموحا مشروعا حليفه النجاح وان هذه هي قناعة الشعب العربي السوري وتاريخه الحضاري العريق. وقال ان التعاون الاقتصادي يكتسب قيمة مضافة في ظل الازمة المتفاقمة على مستوى العالم وليس من المتوقع ان تكون أي دولة بمنأى عنها ولعل أكبر المتضررين منها ليس قطاع المال والاعمال فحسب وانما الفقراء في كل مكان. ورأى نائب رئيس الجمهورية ان دور المنظمات الدولية وفي مقدمتها مجلس الامن قد فاقم هذه الازمة عندما رفض اصلاح نفسه طوال العقدين الماضيين رغم مناشدات جميع دول العالم خاصة عندما أمعنت الولايات المتحدة باستخدام حق النقض دفاعا عن اعتداءات اسرائيل في أغلب الاحيان. وقال الشرع انه وفي ظل هذا الوضع الدولي غير المتوازن هل نتوقع ان تأخذ العدالة الدولية مجراها الطبيعي وتتعامل بمصداقية ونزاهة مع حالة السودان لافتا إلى انه بعد الحرب على غزة والحصار المفروض على اهلها دون مبرر اخلاقي او قانوني وقبل ذلك العدوان الاسرائيلي على لبنان في تموز عام 2006 الذي احدث دمارا ومجازر هائلة فان مجلس الامن لم يتخذ قرارا بادانة العدوان رغم ان اسرائيل أطلقت على هذه الحروب اسماء معلنة مثل عناقيد الغضب والرصاص المصهور بحيث لا تترك مجالا للشك لدى اي عضو في الامم المتحدة بان اسرائيل قد خططت ونفذت هذا العدوان غير عابئة بالمجتمع الدولي. وقال ان قوة الردع التي كانوا يتغنون بها أصبحت قوة للظلم والقهر وقاموا بتحويلها الان إلى قوة ناعمة وهذا بحد ذاته انتصار مرحلي لبلداننا ولشعوبنا العربية والاسلامية وانتصار لجميع شعوب العالم المحبة للعدل والسلام في كل مكان. وأشار الشرع إلى ان معاناة العراق أعمق واكبر من اختزالها بعدة عبارات او كلمات لكن الامر الاكيد ان العراق الشقيق في طريقه إلى مزيد من الوحدة الوطنية والاستقلال الناجز وهو مصدر ارتياح عميق لنا جميعا. واختتم نائب رئيس الجمهورية كلمته بالقول ان سورية اليوم بقائدها وشعبها وصلت إلى مرحلة اليقين بقدرة امتنا على التضامن والتعاون اكثر من أي وقت مضى مؤكدا أن التضامن العربي والاسلامي طريق واحد وتعاون مشترك لا تعارض بينهما ومن يواصل التفريق بينهما هو الخاسر وقال ان الخدعة الكبرى داخل امريكا وحول اسرائيل قد انكشفت قبل ان تنكشف الحقائق في جميع ارجاء الشرق الاوسط. من جانبه قال الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد في كلمة له خلال الافتتاح ان ما يشهده العالم من ازمة اقتصادية هو نتيجة للرؤية الخاطئة للإنسان والعالم وان هذه الرؤية لا تحقق الرفاه ولا تلغي التمييز والتجاوز. واكد احمدي نجاد ضرورة ان يكون الاقتصاد في خدمة الانسان والبشرية وليس عكس ذلك وان الاوضاع العالمية تؤكد ان الاقتصاد الليبرالي قد باء بالفشل موضحاً ان الازمات الاقتصادية في العالم قد عادت اليوم بالضرر على من قاموا بتصديرها. واضاف الرئيس الايراني ان منظمة ايكو قادرة بما تمتلكه من ثروات وطاقات على تجاوز الازمات المالية وانه من الضروري توخي الحلول الناجعة للازمات المالية والتعامل بعملات دول منظمة ايكو موضحاً ان خفض الضرائب وتذليل الصعوبات بين دول المنطقة سيسهم في تحقيق النهوض الاقتصادي. وتضم منظمة ايكو التي اسستها ايران وافغانستان وتركيا وباكستان عام 1985 عشر دول ويشارك في اجتماعات قمتها في طهران رؤساء تركيا وباكستان واذربيجان وكازاخستان وقرغيزستان وطاجيكستان وتركمانستان واوزبكستان وافغانستان. وتشارك سورية في الدورة ضيفاً ممتازاً إلى جانب قطر والعراق. تفاصيل (ص عربي دولي) |
|