تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


من يخدعون .. وعن أي هدوء يتكلمون ؟

 بقلم : اليكس فيشمان
يديعوت أحرنوت
ترجمـــــــــــة
الأحد 6-1-2013
 ترجمة: دلال ابراهيم

بدأ يتعكر صفو اتفاق وقف إطلاق النار الموقع بين إسرائيل وحماس , ولكن لا رغبة لدى أحد الساسة في إسرائيل في معرفة ما يجري هناك , كما ولا يملك وزير الحرب قوة سياسية ليملي سياسة ما .

فرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو آخر همه هو إجراء ترتيبات مع حماس أو لنقل وهم تفاهمات معها , فجل اهتمامه محصور في الانتخابات . ولا غرابة إن علمنا أن الوفد الإسرائيلي الذي يتفاوض في القاهرة , تحت رعاية مصرية مع حماس قد تلقى توجيهات من الحكومة في تل أبيب للمماطلة في التفاوض وعدم التوصل إلى أي اتفاق لغاية ما بعد الانتخابات , بينما على الأرض تجري الاستعدادات على قدم وساق لجولة حربية أخرى .‏

تقع المنطقة الأمنية الخاصة , وهي ذلك الشريط الممتد على طول الحدود في عمق نحو نصف كيلو متر من الأراضي الفلسطينية , والمحظور على الفلسطينيين دخوله لدواعي أمنية في عين العاصفة . ومنذ التفاهم على وقف إطلاق النار في 21 تشرين الثاني المنصرم عادت إسرائيل وحماس إلى التصرف وكأنه لم يكن هناك ( عمود السحاب ) لا زالت إسرائيل تسير دورياتها على هذا الشريط بحثاً عن عبوات ناسفة وأنفاق تفجرها , وما زال الفلسطينيون يحاولون دخول المنطقة الأمنية الخاصة . علماً أن الجيش الإسرائيلي أطلق النار ما لا يقل عن ثلاث مرات على فلسطينيين حاولا دخول المنطقة وأصيب عدد منهم بجروح . لا ننكر أن حماس تحاول منع التجمهر والتظاهر قرب تلك المنطقة الأمنية الخاصة , ولكنها في المقابل لا تمنع دخول أفراد . ويرجع السبب إلى أن الطرفين الإسرائيلي والحمساوي أسيرا دعايتهما الخاصة , حيث أقنع كل طرف جمهوره بأنه الطرف المنتصر في عملية ( عمود السحاب ) وحددت حماس الانتصار في البحر وعلى الأرض وأقنعت السكان الفلسطينيين في ذلك بقولها استطعنا توسيع منطقة الصيد في البحر واستطعنا الحصول على عمق 40 كم من الأراضي الممتدة على طول الجدار . ولكن في الواقع , عندما يجتازون خطوطاً ما في البحر يطلق سلاح البحرية النار عليهم وعندما يقتربون من الجدار للاستمتاع بثمرات النصر يطلق الجيش النار عليهم.خلال الأيام الأولى التالية لعملية (عمود السحاب ) لم يكن للطرفين الإسرائيلي والفلسطيني أي مصلحة في تعكير أجواء التفاهم . وذلك لأن العودة إلى تبادل إطلاق النار كان سيكشف لدى الطرفين خدعة الانجازات المحدودة التي تحققت , لأن الطرفين كانت غايتهما هي استخلاص أكبر عدد ممكن من الانجازات الوهمية المتخيلة , وليس إقامة هدنة .‏

وبالتالي , ففي حين تسعى إسرائيل إلى الحفاظ على الوضع الراهن في تلك المنطقة الأمنية , تحاول حماس من جانبها الحفاظ على الوضع الراهن في تهريب السلاح وامتلاك الاستراتيجي منه , والذي تراه إسرائيل الانجاز الرئيسي لعملية ( عمود السحاب ) حيث تبين أنه وحال توقف عملية ( عمود السحاب ) عادت حماس ومنظمات فلسطينية أخرى إلى انتاج وتطوير صواريخ بعيدة المدى . حتى أنه في إحدى المرات أطلقوا صاروخاً على إسرائيل , كان إما على سبيل التجربة وإما تحذيراً لإسرائيل من نشاطها على حدود القطاع . وفي تلك الأثناء تصرفت حماس وإسرائيل بصورة ( حضارية ) مثل دولتين بينهما نزاع حيث تقدم الطرفان بشكوى رسمية إلى الوسيط المصري . وكأن ثمة اتفاق لوقف إطلاق النار . ولكن سرعان ما انهار هذا التظاهر والتمثيل وعادت حماس إلى عادتها وكف المصريون عن التحذير , وتمت المماطلة في التفاوض في القاهرة . وكان المنسق العام للعمليات في المناطق قد أعلن منذ فترة قريبة أن إسرائيل سمحت لحماس بتجديد قافلة الشاحنات والحافلات لديها عن طريق ميناء أسدود - بعد خمس سنوات من الحصار – كما وتم إبطال العمل بقرار منع الاستيراد الشخصي لمواد البناء من إسرائيل إلى القطاع , وبررت إسرائيل ذلك بسبب تحقيق الهدوء القائم .أي هدوء ؟ ومن يخدعون ؟ لقد تم , في واقع الأمر الاتفاق على تلك الخطوات مع المصريين عقب عملية ( عمود السحاب ) بزمن قصير , وتلتزم فيها إسرائيل حالياً بهدف كسب الوقت تهرباً من أسئلة سيطرحها الجمهور الإسرائيلي في زمن الانتخابات , وأيضاً كي تكف حماس عن تمني النفس في الحصول على قطع حلوى أخرى .‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية