تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


تكريم وتذكير

رؤيـــــــة
الأحد 6-1-2013
 فادية مصارع

إن أكثر ماتأثر به نزار قباني الشاعر الدمشقي بعد أسابيع من تعافيه من الأزمة القلبية وخلال فترة النقاهة التي كان يعيشها، البشرى التي تلقاها من دمشق بقرار حضاري من الرئيس الراحل حافظ الأسد بإطلاق اسمه على أحد الشوارع العريقة في (أبو رمانة)

ومن رحم هذه الانفعالات والتأثر جادت القريحة بنزار لتولد مقالة شعرية بعنوان: (دمشق تهديني شارعاً) بدأها بالقول: (وأخيراً شرّفتني دمشق بوضع اسمي على شارع من أكثر شوارعها جمالاً ونضارة وخضرة.. هذا الشارع الذي أهدته دمشق إلي هو هدية العمر، وهو أجمل بيت أمتلكه على تراب الجنة«.‏

وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على الأثر الذي يتركه التكريم في نفس المبدع الذي كرمنا بعطاءاته وإنجازاته، ولعل مفاجأة الروائي الكبير حنا مينه بإطلاقه وصية يطلب فيها أن لا تقام له مراسم تأبين حين وفاته، ولا يذاع خبر الوفاة بأي وسيلة إعلامية، هي قرار منه ألا تكون نهاية حياته مناسبة للحديث عنه، وهي في الوقت نفسه تحمل رغبة خفية في تكريمه على حياة عينه، وهذا ما حصل فعلاً بأن مُنح ما يستحق من حفاوة بمنجزه الأدبي في ندوة تكريمية عُقدت على مدى يومين قبل سنوات ست، وفيها عبّر المحتفى به عن مدى سروره بهذا التكريم مفتخراً ببلده سورية التي كانت قديماً وحديثاً منجم إبداع ومنجم إشعاع وستبقى كذلك ما بقي الزمان البوصلة التي يهتدي بها المبدعون في وهج براعتهم ولا ننكر الجهد الذي تقوم به وزارة الثقافة بالاحتفاء بالمبدعين أحياء والتي كان آخرها تكريم المبدعين فوزات رزق والباحث المهتم بالدراسات الأدبية والتراث أحمد الحسين اللذين فازا بجوائزالدولة التشجيعية في مجالات الأدب والفنون والتي تعبّر عن اهتمام الدولة ودعمها وعنايتها برفد الثقافة وتكريم المثقفين، إلى جانب إصدار الأعمال الكاملة لأدباء ومفكرين راحلين، ويأتي إصدار مؤسسة البريد طوابع تذكارية مؤخرا باسم المبدعين السوريين ليستكمل هذا التكريم، فتلك القصاصة من الورق تحكي رحلة إبداع ومن شأنها أن تكون خير سفير يوصلهم إلى العالم، وبهذا نكون قد وفينا جزءاً بسيطاً لهؤلاء العظام.‏

fadiamsr@yahoo.com

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية