تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


لأجلهم نزرع الياسمين..

طفولة
الأحد 6-1-2013
ملك خدام

ماإن أتى من يبشرها بدخول وحيدها الصغير الجنة مع قافلة الذين قضوا في تفجير إرهابي دنيء حتى نهضت لتزرع الياسمين وعندما سألها أحد المعزين : لمن تزرعين الياسمين

قالت: لأحفاد لن أراهم قادمين من الغيب البعيد ينادوني في غفوتي وصحوتي أي أمنا أفيضي علينا من عطرك الدمشقي البديع كي تبدد به رائحة -مجون - الموت وعربدة القدر وننفي عن ديارنا رائحة النار والبارود أزرعه ... قلادة لأعناق الصبايا المشرئبة خلف حبيب ودعته بلا انتظار ليستيقظن ذات صباح على أغنية فيروزية تحدو الجثمان جايبلي سلام ..عصفور الحمام.. من عند الحبايب أزرعه لأم تضمخت مثلي بدم - وحيدها المتناثر إرباً إرباً على رصيف الطريق علها تفيق برائحة الياسمين من غيبوبتها التي طالت حزناً على تلاشي طفلها الوحيد، أزرعه لدمعة حرّى في مقلة صغير ألغى نفسه في ثانية فرداً بلاجناح أو عش يأويه ، أزرعه ...لشرفات حزينة هجرت السهر على ضوء القمر منذ أن سكنها قناصون يوزعون الموت سواسية على البشر .‏

أزرعه لأقدام آباء سقط من تحتها المحال ومن عقبيها أزهرت جنتان واحدة في الأرض وأخرى في السماء ألا تسمعون خبطة القوارير المعتقة من عطور الياسمين فهم الوعد الصادق ونسمة الحياة الواعدة بنصر وعز..أزرعه... ينعس يحملني بعد ذلك بسكينة بعيداً عن كوابيس مال؟ تمزقني ، فأنفرش كماخلقت في فراش وثير من تراب طاهر ألتحف أيضاً فيه ، ألسنا منه خلقنا وإليه نعود..‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية