تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


طائـــــر النــــور

طفولة
الأحد 6-1-2013

لابد أن أبدأ رحلتي فريشي الناري بدأ يخبو هكذا كلم طائر النور نفسه وبدأ رحلته بحثاً عن أعشاب عطرية يصنع منها عشه وبينما كان يطير ليلاً هبت نسمة تحمل رائحة عطر سحره..‏

وتعقب مصدر الرائحة فوجدها تنطلق من خلف أسوار ذهبية لمدينة سقفها ذهبي واحتاج -فينيق - وهو الاسم الحقيقي لطائر النور إلى بعض الوقت ليقتنع حارس المدينة أنه لايريد سرقة ذهبها وإنما البحث عن مصدر تلك الرائحة الجميلة المنبعثة من خلف أسوارها وماإن خطا إلى الداخل حتى أحس وكأنه يغرق في بحر من الظلمات فأشعة الشمس لاتدخل تلك المدينة وطلب منه حارس المدينة أن يرتدي في قدمه سواراً ذهبياً أسوة ببقية سكان المدينة حتى يتمكن الناس من رؤيته وسط الظلام.. فتلك قوانين المدينة ولاحظ فينيق أن حارس المدينة لايرتدي سواراً في قدمه كالآخرين وإنما وضع علىرأسه إكليلاً من الذهب هو الأشد لمعاناً من كل أساور الذهب وفي يوم من الأيام مر طائر النور من منزل حارس المدينة وأحس برائحة العتبة العطرية التي سحرته ومن دون تفكير تبع مصدر الرائحة فوجد في أحد زوايا المنزل المظلمة ضالته زهرة جميلة قطفها ليبني بها عشه غير أنه لفت نظره أكوام من الذهب كان حارس المدينة قد سرقه وعندئذ ضبطه حارس المدينة وقيد جناحيه وادعى افتراء بعد أن افتضح أمره بأنه سارق الذهب وصدقه أهل المدينة وأرادوا قتل فينيق الذي تمنى عليهم كأمنية أخيرة أن يسمحوا له بناء عشه وهنا بدأت النيران تتصاعد من ريشه وتحول لكتلة من ضياء كشفت أن أساور أهل المدينة من نحاس وإكليل حارس المدينة فقط من ذهب خالص فعرف أهل المدينة السارق الحقيقي للذهب ولكن بعد أن تحول طائر النور إلى كومة من الرماد..‏

فجلسوا أمامه يبكون وهم نادمون وفجأة تحرك الرماد وظهر من تحته طائر الفينيق ببهاء أشد ورش أكثر اشتعالاً وولد من جديد وراح يبوح بسره أنه كلما هرم يجمع لنفسه أجل الأعشاب العطرية ويصنع منها عشاً يحرق نفسه فيه فيخرج مجدداً من تحت الرماد أكثر قوة وشباباً ... وودع طائر النور أهل المدينة متمنياً عليهم أن يدعوا الشمس تدخل مدينتهم حتى يروا الأمور على حقيقتها فلايحسبون النحاس في الظلام ذهباً ...‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية