تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


نجاح تجربة حصاد المياه في بادية درعا.. والاستفادة من الحفر التخزينية وإعادة تأهيل الآبار الرومانية القديمة

درعا
الثورة
مراسلون
الأحد 6-1-2013
عرف الحصاد المائي في محافظة درعا منذ القديم ولا زالت آثاره باقية حتى يومنا حسب ما ذكر المهندس مفيد الفقيه مدير فرع هيئة تنمية البادية بدرعا, مؤكداً أن درعا تعتبر من المناطق القديمة التي اشتهرت

في مواقع متعددة بالخزانات الأرضية المغطاة بالقناطر لمنع التبخر بعد أن حولت المياه إليها بواسطة أقنية حجرية تجمع من السفوح الجبلية المجاورة كما هو الحال في مدينة بصرى الشام أو جر المياه من مناطق تجمعها بواسطة أقنية حجرية إلى مناطق الاستعمال وسميت الأقنية الرومانية القديمة.‏

وأضاف الفقيه أن بادية درعا تقع في الشمال الشرقي من المحافظة ويحدها من الجنوب محافظة السويداء ومن الشرق والشمال محافظة ريف دمشق ومن الغرب طريق أتوستراد دمشق السويداء وتبلغ مساحتها حوالي 80 ألف دونم تشكل نسبة 2,1% من مساحة المحافظة وتشكل نسبة 78 % من إجمالي مساحة البادية بالقطر وتقع على منطقتين عقاريتين (بلي-الشقرانية) ومعدل الأمطار فيها وسطياً 120-200 ملم وهي منطقة استقرار خامسة.‏

وأضاف أنه وبالرغم من صغر مساحة البادية بدرعا إلا أنها غنية بالتنوع الجغرافي (تضاريس ومناخ) والتنوع الحيوي أيضاًُ وتصنف تربتها إلى ثلاثة أنواع:‏

1- الأرض المستوية:تربتها عميقة منشأها بازلتي عمقها أكثر من 200سم قوامها طيني ناعم نسبتها 70%.‏

2- تربة التلال والهضاب والمرتفعات(سطحية قليلة العمق ترتفع فيها نسبة الكلس والرمال ذات منشأ بازلتي نسبتها 10%.‏

3- أراض وعرة تربتها صفراء كلسية قليلة الخصوبة نسبتها 20%.‏

وفيما يخص أهمية التضاريس في الحصاد المائي أشار الفقيه إلى أن هناك مجموعة تلال ووديان ببادية درعا منها : (تلال الشقرانية-تل السخين-وادي تل السخين-تلال أبو ملعقة-تلال بلي-تل جب عبيد) التي ينتقل فيها الحصاد المائي منذ القديم حيث تعتبر التلال المحيطة بالبادية ذات ميول متوسط وكبير أحيانا وأغلب مناطقها عرضة للانجراف المائي 0 فالزراعات فيها لا تحصل على احتياجها المائي بسبب ارتفاع قيمة معامل الانجراف السطحي ناهيك عن تساقط الأمطار بشكل متقطع الأمر الذي يؤدي إلى نفاد المياه السطحية بشكل سريع وهنا لا بد من إيجاد حلول مناسبة للحد من تدهور التربة الزراعية وإعادة تأهيل الأراضي الرعوية في مواقع متعددة من خلال حماية الأرض من الفلاحات لتشجيع البصيلات للنباتات الرعوية على النمو من جديد و تعتبر الفياضات (المطخ) مناطق حصر لمياه الشتاء على شكل تجمعات مائية كبيرة أوجدها الإنسان في البادية منذ القديم بعد أن استفاد من تضاريس الطبيعة وجمع المياه في أربع مواقع سواء بما يدعى المطخ أو بواسطة سدات.‏

وقد حجزت المياه على مساحة تقدر بحوالي 5100 دونم في أربع مواقع هي:مطخ الطماسيات ومساحته /1500/ دونم ومطخ خيطين قرب السويمرة ومساحته/ 1000/ دونم ومطخ بلي الغربي مساحته /1100/ دونم وسدة بلي الشرقية ومساحتها /1500/ دونم 0‏

واشتهرت بادية درعا بالسدود السطحية كما هو في سدة بلي الشرقية وسد السماقيات والآبار الرومانية الموزعة في البادية والسهول وفي سفوح الجبال المحيطة بها مثل(بئر الظواهرة- جب عبيد- بئر الشواحنة-بئر نافعة- بئر الحمود- بئر الجسيم- بئر خربة بلي- بئر البصرة) وقد سميت هذه الآبار باسم العشائر التي كانت تقطن مع أغنامها البادية ويستفاد منها في حصاد المياه هناك حيث يتم جمع مياه الأمطار شتاء والاستفادة منها في أوقات الجفاف صيفاً.‏

وعرف مدير فرع تنمية البادية نظام الحصاد المائي المبسط بأنه عملية جمع وتركيز مياه الجريان السطحي الناجمة عن الهطولات المطرية للاستخدامات المختلفة ومراحله هي المسقط المائي ومنطقة الجريان و منطقة التخزين للاستعمال.‏

وأهم التقنيات القديمة المستخدمة في الحصاد المائي هي :‏

1-السدات الحجرية(سدة بلي الشرقي – نشر مياه الجريان السطحي بالحواف الحجرية المتعامدة على الميول المتوسطة).‏

2- حفر الآبار(الجب) في أسفل مناطق الميول وقد يطوى بالحجارة إذا كان الكلس رخواً أما إذا كان الكلس قوياً فيبقى الجب محفوراً فقط بالكلس.‏

هذا وقد اهتمت الهيئة العامة لإدارة وتنمية البادية بهذا الموضوع وأحدثت مشروع الحصاد المائي للتنمية‏

المستدامة في مديرية قطاع الزراعة والري بالهيئة وانبثق عنه دوائر في كافة فروع الهيئة بالمحافظات لما له من أهمية استراتيجية الحفاظ على المياه وحصادها للاستفادة منها بالشكل الأمثل سواء بإقامة الحفر التخزينية أو إعادة تأهيل الآبار الرومانية القديمة أو ترميم السدات والسدود وكذلك حصر الفيضات للاستفادة من مياهها في سقاية الحيوانات والنباتات الرعوية وإعادة الحياة البرية وإيجاد التنوع الحيوي بالبادية من نباتات وحيوانات.‏

وهنا لابد من القول: إن اهتمام الإنسان بالحصاد المائي كان منذ قديم الأزمان نظراً لأهمية المياه في الحياة ولابد من إعادة تفعيل هذه الطريقة في كل الأماكن بدرعا وخاصة ونحن نعيش في فترة قلة في الهاطل المطري ولابد من تبني جميع الجهات المعنية بالمسألة الزراعية الحصاد المائي لكل قطرة ماء تهطل أو تجري في أرض المحافظة 0‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية