|
حدث وتعليق عن طبيعة هذا الكيان العنصري ونسيجه الاجتماعي المفكك وحقد العصابات الاستيطانية على كل ما هو عربي وفلسطيني، لكن الشيء غير المفهوم هو سكوت العالم الغربي- الذي يسمي نفسه متحضراً- عن مثل هذه الشعارات الحاقدة. فالعالم الغربي بمؤسساته الإعلامية والحقوقية والسياسية نجده مستنفراً حين يمس أحد من العرب رمزاً من رموزهم الدينية والسياسية والثقافية وحين تقوم عصابات المستوطنين الصهاينة بالفعل ذاته نرى هذه المؤسسات وقد أصابها الخرس والعمى وكأن شيئاً لم يحصل، لا بل قد نرى توجيه اللوم للطرف الآخر واعتباره استفزازياً أو إرهابياً وغير ذلك من المصطلحات. ومثل هذه المواقف المتخاذلة لحكومات العم سام لا تقتصر على تلك الشعارات العنصرية بل تتعداها إلى كل المواقف المتصلة بالصراع العربي-الاسرائيلي، فحين تصدر اسرائيل القرارات العنصرية للتأكيد على هوية كيانها العنصري و«يهوديته» المزعومة نرى هذا الغرب مشجعاً لحكومات الكيان الإرهابي وطالباً من الفلسطينيين الموافقة على تلك القرارات. وحين يقوم الكيان الاسرائيلي باصدار التشريعات والقوانين التي تطمس حقوق الشعب الفلسطيني وهويته الوطنية نراه صامتاً غارقاً في سكوته لأن الحقوق لديه تتوزع إلى حقوق مقبولة وأخرى غير واردة. والأشد مرارة أنه عندما يقوم أحد في الغرب بتوجيه الانتقاد اللاذع إلى اسرائيل بسبب سياساتها العنصرية تصوب كل سهام النقد والحرب ضده وتقوم مؤسسات الغرب باتهامه بمعاداة السامية فإلى متى سيظل هذا العالم الغربي يضحك على الآخرين وينصب نفسه المدافع عن الانسان وحقوقه؟!. |
|