تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


أكد أنها أداة لخدمة أجندات قطر وسوّقت لمشاريع لا تخدم القضايا العربية .. سليمان: «الجزيرة» استخدمت أسلوب التحريض ضد سورية ومارست التعتيم والانتقائية

برلين
سانا
صفحة أولى
الأحد 6-1-2013
بعد ان لفظتها الذائقة العامة نظرا لفجاجة الطرح الاقصائي والتحيز الواضح لتيارات فكرية وسياسية تتصف بالاصولية باتت قناة الجزيرة القطرية ابعد ما تكون عن القدرة على مواصلة الدور المناط بها

لتسويق المشاريع الغربية في المنطقة مع انسحاب كوادرها من الصحفيين المهنيين الذين يرفضون ان يتحولوا لمجرد ابواق تنطق بما لا يقنعها قبل ان يقنع الرأي العام.‏

السقوط المهني والاعلامي الفاضح وضع الجزيرة امام الرأي العام ليحاكمها على عدم التوازن والكيل بمكيالين في تناولها لموضوعات المنطقة العربية وخصوصا تغطيتها للاحداث في بعض الدول العربية وهو ما اشار اليه أكثم سليمان المدير المستقيل لمكتب الجزيرة في برلين الذي اكد ان منتقدي الجزيرة يرون أن ابتعادها عن المعايير المهنية ظهر بشكل جلي في ارتباكها في تغطية أحداث ما يسمى الربيع العربي وبدعمها للاسلاميين وخصوصا جماعة الاخوان المسلمين على حساب التيارات السياسية الاخرى في العالم العربي.‏

وتساءل سليمان في مقال بموقع دويتشه فيله الالماني هل يمكن فعلا اختزال الجزيرة في أنها مجرد أداة لخدمة طموحات حكومة قطر أم إن هناك مبالغة ليجيب عن هذا السؤال بالقول ان عددا من المراقبين يجمعون على اعتبار الجزيرة أداة أساسية في ما يسمى باستراتيجية القوة الناعمة التي تعتمدها امارة قطر على المستويين العربي والدولي والتي جعلتها تضطلع بدور اقليمي ودولي أكبر بكثير من وزنها الاستراتيجي جغرافيا وعسكريا.‏

وحسب سليمان فان بعض التأويلات تذهب لاعتبار هذا الاندفاع الخارجي لقطر بتجلياته الاعلامية والدبلوماسية والمالية نوعا من التأمين على الحياة لدولة صغيرة محاطة بقوى اقليمية كبيرة ذات مصالح متضاربة.‏

واوضح سليمان انه حينما بدأ العمل لدى الجزيرة عام 2002 لم تكن القناة تشكو عجزا في المهنية الا ان سؤال الاجندة كان سؤالا سياسيا بالدرجة الاولى بالنسبة لها واعتبر انه اذا كان لمالكي القناة أجندة معينة فان المهنية تفرض الا يتم ذلك على حساب جودة العمل الصحفي وهنا تكمن المشكلة اذ ان هيئة التحرير عملت بوضوح على فرض أجندة دولة قطر على الجزيرة.‏

وبين سليمان ان المدير السابق لمكتب القناة في بروكسل أحمد كامل لم ينف بشكل قاطع الروابط القائمة بين القناة والتوجهات الاستراتيجية لدولة قطر وقال حينها ان الجزيرة ليست جمعية خيرية.‏

واشار سليمان إلى ان قناة الجزيرة كانت توصف بالقناة القريبة من نبض الشارع العربي الا أن الاحداث في بعض الدول العربية خلقت ارتباكا في توجه الجزيرة ظهر في اسلوب تعاملها مع الاحداث في كل دولة وهو ما وضعها أمام تحد مهني حقيقي بعد ان قدمت عند انطلاقتها نموذجا مهنيا تميز بالحرية والجرأة متسائلا هل حان الوقت للجزم بفشلها في هذا الامتحان.‏

وحسب مختصين بالشأن الاعلامي فان الجزيرة ومالكيها وراسمي استراتيجيتها ضيعوا استثمار سنوات طويلة من العمل الذي غلف بالمهنية والموضوعية وتبني قضايا الشارع العربي اذ انهم بالغوا في محاولة استثمار الماضي لرسم الحاضر حسب رؤيتهم وتخلوا بسرعة فائقة عن غطاء المهنية دون ان يدركوا ان الشارع الذي صدق الجزيرة يوما كان يصدق قضيته وعندما غابت القضية عن الاجندة الاعلامية لها كان لا بد من ترك القناة والبحث عن مصادر اخرى وهو ما حصل بالفعل اذ ان الرأي العام لا يمكن ان يقف ضد نفسه وكما اختار الجزيرة يوما بناء على معايير محددة فانه لفظها بناء على المعايير نفسها.‏

وربما تكون الجزيرة هي السلاح الاول الذي فقد فعاليته في العدوان على سورية بشكل مبكر بعد ان انكشفت امام الراي العام وهي تسوق لمشاريع لا تخدم القضايا العربية وخاصة لجهة استهداف محور المقاومة الذي اعطاها سابقا شرعية معينة وكانت موجة الانشقاقات الاعلامية على شكل استقالات اكبر من ان تصمد الجزيرة امامها نظرا للمصداقية التي يتمتع بها الصحفيون المستقيلون امثال غسان بن جدو وحافظ الميرازي وأكرم خزام وجمانة نمور ولينا زهر الدين وجلنار موسى ولونا الشبل ونوفر عفلي وسامي حداد وحسين عبد الغني نظرا لخروجها عن المهنية في تغطيتها للاحداث في كل من سورية وليبيا واستخدامها أسلوب التعبئة والتحريض.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية