|
هآرتس-بقلم: عكيفا الدار ويحذر من المشاعر القومية التي تدفعهم للتمرد.وسيطالب أولئك بإغداق الأموال على آلسنة اللهب المشتعلة في عكا قبل ان تمتد النيران الى المدن المختلطة الأخرى. وسيدعو هؤلاء الى قمع المحرضين العكاويين بقبضة أكثر قوة حتى يتعظ الآخرون في يافا كالعادة في كل مرة.لا حاجة لان يكون المرء أستاذا في علم الاجتماع حتى يدرك ان التفرقة المزمنة ضد مواطني إسرائيل العرب في كل ما يتعلق بالخدمات والبنى التحتية والتربية والعمل لا تسهم في تقريب القلوب بينهم وبين الأغلبية اليهودية. غيران الانتفاضة الأولى التي اندلعت في المناطق في أواخر 1987 كشفت قصور ومحدودية نهج العصا والجزرة فقد تعلمت إسرائيل بصعوبة بالغة أن التحسن الملموس في نمط الحياة بالمقارنة مع الوضع الذي كان سائداً هناك في فترة الحكم الأردني والانخفاض الدراماتيكي في عدد وفيات الأطفال لم يحول الفلسطينيين الى عشاق لصهيون. الإيقاع الملموس في تأييد حركة حماس في شرقي القدس يشير الى التأثير المحدود للقيود المفروضه على حرية الحركة وغيرها من الامتيازات مثل مخصصات التأمين الوطني على سلوك سكان القدس هذا ان كان هناك تأثير أصلا ,و التصفية المنهجية لقادة حماس في الضفة والقدس والاعتقالات الجماعية لنشطائها وإغلاق مؤسساتها الخيرية زادت من جاذبيتها خصوصا في نظر الشرائح الشبابية.ومع ذلك فان الوضع في القدس يشير الى ان مصادرة أراضي والسيطرة الرسمية على السكان بما في ذلك ممارسة )القبضة القوية( وبناء الجدار الفاصل والاعتقالات الإدارية وتقييد الحركة ليست ضمانة للأمن ناهيك عن التعايش. صيحات الحرب التي أطلقها آفي ايتام وأقرانه في اليمين المتطرف ضد عرب إسرائيل في أعقاب اضطرابات عكا لن تهدئ الخواطر في المدينة بل ستحول المحرضين الى طليعة للجماهير اليوم. كما ان أصوات الأسى والتباكي التي يطلقها اليسار بسبب الإجحاف بحق الوسط العربي لن تخفض النفور في نفوس الشبان العرب بالتحديد الذين يعانون من ضائقة الأراضي للبناء وستبعدهم عن المؤسسات الرسمية الإسرائيلية. ولكن إي مال في العالم لن يحول جمهوراً عربيا فلسطينيا سواء كان مسلما أو مسيحياً أو علمانيا الى جزء عضوي من الدوله التي تعتبر نفسها )دولة يهودية( بناء على قومية الأغلبية فيها.ابتعاد ونفور المواطنين العرب عن هوية الدوله ورموزها الوطنية وتحويلهم الى )مشكلة ديمغرافية( يدفعهم للبحث عن هويتهم الخاصه في مجالات أخرى. طمس معالم الخط الأخضر والضم الزاحف وارتباطهم القوي وقربهم الاجتماعي والأسري من الفلسطينيين الذين يعيشون وراء الخط الأخضر الحدودي حول كل المناطق الواقعة بين شاطئ عكا وضفاف الأردن الى دولة مختلطة في نظر مواطني الدولة العرب. اغتيال رابين وخيبة الأمل من اوسلو وفشله والانتفاضة الثانية زادت كلها من حدة هذا التوتر. العوامل هذه عززت من تضامن بل تماثل عرب إسرائيل مع سكان المناطق (الضفة) ورفعت من مستوى المزاج القومي المتطرف خصوصا لدى الأجيال الشابة. |
|