|
ثقافة يكتب د. خليل الموسى العنوان السابق قائلاً : حقق النقد المعاصر وخاصة في القرن العشرين قفزات نوعية لم تعرف من قبل فقد سار النقد بخطوات ثابتة وسريعة ومختلفة واستطاع أن يخلص الناقد من القيود الكثيرة التي كانت تكبله وتحدد وظيفته فحرره أولاً من سلطة المؤلف والمرجعيات الاخرى حين أعلن أن النص مستقل عما يحيط به من عوامل اجتماعية وتاريخية وبيئية وايديولوجية وذهب إلى أن المرجعيات في النص نصية خالصة, والتشابه بينها وبين الواقع من قبيل المصادفة, فالنص الادبي عمل تخيلي أولاً وأخيراً , ووصلت سلطة النص الى ذروتها مع الشكلانية الروسية, ووليدتها البنيوية الشكلانية الفرنسية , ولكن الناقد الذي تحرر من سلطة المؤلف وقع في أسر النص وسلطته , وبدلاً من أن يجد إلهاً قديماً صار يمجد إلهاً جديداً , وهكذا انتقل من عبودية الى أخرى وظل المؤلف حاضراً في نصه بنسبة ما.. والناقد يرضي غروره حين يتعامل مع نصه على انه أنموذج المثال والجمال.. ولكن الناقد الذي كان وما زال يبحث عن مسوغات للانقضاض على مستعبديه في عصر تجاوز فيه الذاتية كل حدودها وجد فرصة ملائمة للتحرر من سلطة النص حين ذهب الى أنه مبدع حقيقي وهو قادر على أن يحول النقد الى نص ابداعي , وقد آمن أن ما يقدمه الشاعر أو الروائي أو المسرحي ليس أفضل مما يقدمه الناقد وحاول النقاد ان يتخلصوا من مقولة رددها كثير من المبدعين وهي أن وظيفة الناقد تقتصر على شرح أو تفسير أو بيان مواطن الجمال في النص الادبي أي أن الناقد في المرتبة الثانية بعد المبدع. |
|