تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


(إلى نوار ) ... جديد الفنان التشكيلي صفوان داحول

ثقافة
الأحد 19/10/2008
قصي بدر

استضاف (غاليري أيام) لفترة قصيرة عرضاً فنياً مميزاً عبر موضوع يمتاز أيضاً بمزيد من الخصوصية لفنان يتصدر المشهد التشكيلي السوري بامتياز.

فبعد أن رحلت الفنانة نوار ناصر عن عالمنا تركت ما تركت من ذكريات وإرث هام من اللوحات التي تروي حكايتها مع الفن وشغفها بالحياة وحيويتها الدائمة. إلا أن رحيلها عن عالم زوجها الفنان صفوان داحول كان له وقع آخر ربما يصعب الحديث عنه. إلى نوار يقدم الفنان داحول عرضه هذا في مشهد اختلطت فيه المشاعر المؤلمة بالجماليات التعبيرية انفردت لوحة وحيدة في إحدى القاعتين وتمثل بورتريه كبير الحجم نسبياً مختلط التعابير, انفردت بالمتلقي لتضعه تحت تأثير عال من التداعيات الذهنية والقدرة الكبيرة الكامنة ضمن العمل الفني التي تسحر المتلقي وتعبر عن الحزن العميق. واقترن العمل بمساحة من التراب افترشت الأرض قبالة اللوحة وكانت بذات قياسات اللوحة وبالطبع دلالة ذلك واضحة للغاية.‏

ويخضع هذا العمل لفعل تشكيلي ذي أداء رفيع وحساسية تعبيرية فرضتها تلك الصياغة ومساحات اللون المتجاورة التي تسودها قيم الألوان الترابية والصفراء إضافة للمساحات القاتمة والخطوط المقتضبة بتأثيراتها البصرية القاسية حيناً واللينة في أماكن أخرى.‏

وفي القاعة الأخرى عرض الفنان داحول مجموعة من أعماله بقياسات متوسطة كان قد أنتجها مؤخراً وهي تمثل خلاصة تجربته التي تخضع لمزيد من البحث كما هو معهود عن الفنان.‏

تتصدر المرأة أعماله ضمن وضعيات وتكوينات مبتكرة للغاية ضمن أسلوب يلتصق بالفنان ويجعل من أعماله متفردة في خصوصيتها فهو يعيد تشكيل وخلق العنصر( الانسان) من جديد ضمن شكل غير مألوف وآلية ربط مختلفة وفق تداخلات ما بين المساحة الملونة والشكل تدفع بالمتلقي إلى حيز من الدهشة والاستمتاع الجمالي شديد التأثير.‏

للعرض خصوصيته التي تحيلنا إلى استحضار الذاكرة المرتبطة بأعمال الفنانة الراحلة وآلية التفكير في آلية التأثير الفنية والتعبير التي يمتلكها العمل الفني إضافة للإحاطة بتجربة الفنان داحول الفنية التي تجعله يتربع على عرش مذهب فني خاص وخاص جداً على الساحة التشكيلية التي تتجاوز حدود المكان.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية