|
أخبار مساحة الجمهورية 668, كيلو متر مربع وعدد سكانها ثمانية ملايين ونصف مليون نسمة. وهي تعتبر من أقدم دول العالم يرجع تاريخها إلى آلاف السنين. وتدل الحفريات الأثرية أن هذه المنطقة كانت من أقدم المساكن للانسان البدائي ونشأت في أراضي أذربيجان دول ودويلات مختلفة كانت لها علاقات وثيقة مع الدول القديمة المجاورة مثل بابل وآشور وإيلام والخ. تعرضت أذربيجان لاحتلال وغزوات وفتوحات عديدة خلال تاريخها بسبب غنى أراضيها بالثروات الطبيعية وموقعها الجغرافي كما أنها لعبت دوراً خاصاً في تشكل الحضارة الإنسانية نظراً الى العلاقات مختلفة الجوانب مع الشعوب المجاورة, وهي كانت مهداً لديانات مختلفة مثل المجوسية والمسيحية والإسلام. في بداية القرن التاسع عشر انضم الجزء الشمالي لاذربيجان إلى روسيا واستقلت منه فقط بعد الحرب العالمية الاولى. نشأت جمهورية أذربيجان في 28 ( أيار) عام 1918 وهي تعتبر أول جمهورية تأسست في العالم الاسلامي. ويحتفل الشعب الاذربيجاني هذا اليوم كيوم للجمهورية وهو العيد الوطني الرسمي.سقطت الجمهورية الاولى في أيدي قوات الجيش الأحمر عام 1920 وانضمت إلى اتحاد الجمهوريات السوفييتية واستمرت هذه المرحلة من عام 1920 إلى 18 ( تشرين الاول) عام 1991 حين أعلنت أذربيجان عن استقلالها عن الاتحاد السوفييتي ودخلت عهداً جديداً من تاريخها. وبالرغم من صعوبات المرحلة الانتقالية استطاعت أذربيجان أن تقطع طريقاً كبيراً من النهضة وتحولت إلى أكثر دول العالم تطوراً في النمو الاقتصادي والفضل فيها يرجع إلى السياسة الحكيمة التي مارسها الزعيم الراحل الرئيس حيدر علييف ويواصلها رئيس الجمهورية الحالي السيد ( إلهام علييف). تعيش أذربيجان في أيامنا هذه مرحلة من الازدهار والنمو في مختلف المجالات بما فيها الاقتصاد والصناعة والزراعة والتعليم والصحة والثقافة, خلال السنوات الخمس الاخيرة أنشئت في أذربيجان مئات من المنشآت الحديثة في حقل الصناعة باستخدام أحدث التكنولوجيات. وكذلك المدارس والجامعات والمستشفيات المجهزة بأحدث المعدات المطلوبة وتجري أعمال واسعة في إعادة بناء البنية التحتية وإنشاء الطرق الجديدة أو ترميم وصيانة الآثار التاريخية بما فيها المساجد والجوامع. تشارك أذربيجان في المشاريع الاقتصادية الاقليمية الجبارة بشكل فعال. لقد تم إنشاء وتشغيل خط أنابيب النفط باكو تبيليسي جيهان وخط أنابيب الغاز باكو تبيليسي أرضروم اللذين يمكنان أذربيجان من تصدير ثرواتها المعدنية مثل النفط والغاز إلى الاسواق العالمية.وتجري في الوقت الحاضر أعمال إنشاء الخط الجديد لتوصيل السكك الحديدية الأذربيجانية إلى تركيا عبر جمهورية جورجيا الذي سوف يربطها بأوروبا. كما ذكرنا ان أذربيجان من دول العالم القديمة و لها حضارة و ثقافة قديمة جدا . قدمت اذربيجان الى الحضارة البشرية عددا كبيرا من العلماء و الشعراء و الموسيقيين وهم بدورهم لعبوا دورا ملموسا في انماء الحضارة الاسلامية . أذربيجان اول بلد في العالم الإسلامي تأسس فيها المسرح قبل 170سنة و اول بلد إسلامي وضع فيه اوبرا ( مجنون ليلى ) قبل 90 عاما و أول بلد وضع فيه باليه في العالم الاسلامي. أذربيجان بلد غني بالثروات المعدنية مثل النفط و الغاز و الفولاذ و النحاس و الالمنيوم وهي معروفة بجمال طبيعتها وجبالها و غاباتها و انهارها و بحيراتها و أراضيها الزراعية الخصبة و لكن اكبر ثروة لهذا البلد هي شعبها . كما تقول شخصيات بارزة في عالم السياسة و الدين ان أذربيجان مثال بارز للتسامح الديني حيث يعيش و يشترك في بناء الجمهورية الجديدة ممثلو مختلف الشعوب و الاديان جنبا الى جنب كاعضاء اسرة واحدة. رغم ان اذربيجان دولة علمانية تولي الحكومة اهتماما خاصا لبناء و ترميم الجوامع و الكنائس التي تعتبرها جزءا لا يتجزأ من تاريخ البلد و الشعوب التي تقطنها . ان جمهورية اذربيجان عضو في عدد من المنظمات الدولية مثل منظمة الأمم المتحدة و منظمة المؤتمر الإسلامي و عدد اخر من المنظمات الاقليمية و من ضمنها منظمة الطريق الحريرية التاريخية . فيما يخص قضية ناغورني قاراباغ فإن أذربيجان تسعى لحل هذه القضية بطريقة سلمية و طريقة الحوار في اطار القرارات الاربعة لمجلس الامن في منظمة الأمم المتحدة . تنتهج أذربيجان السياسة المستقلة السلمية و سياسة حسن الجوار وإننا في أذربيجان نحترم سيادة و سلامة أراضي الدول الاخرى و لانعتدي على أراضي الآخرين و لا ننشئ علاقاتنا مع الاخرين و لانختار اصدقاءنا بتوصية و نصائح من الاجانب . وهناك علاقات وثيقة بين أذربيجان و الدول المجاورة مثل روسيا الاتحادية و الجمهورية الاسلامية الايرانية و جورجيا و جمهورية تركيا في جميع المستويات فيما يخص علاقاتنا مع الدول الاسلامية و العربية وهي تحتل مرتبة اساسية في سياستنا الخارجية كدولة عضو في منظمة المؤتمر الاسلامي و أذربيجان تعتز بهذه العلاقات. لقد فتحت جمهورية أذربيجان سفاراتها في عديد من الدول العربية من ضمنها سورية الشقيقة حيث صادف هذا الحدث المهم في تاريخ العلاقات الأذربيجانية - السورية الخامس عشر من شهر أيار السنة الجارية . اننا نقدر تقديرا عاليا دور سورية في المنطقة و تعير أذربيجان شعبا وحكومة و رئيسا اهمية بالغة لعلاقاتها مع الجمهورية العربية السورية . و لهذه العلاقات تاريخ قديم يتوغل الى عصور ماقبل الإسلام و ما بعد الفتوحات الإسلامية في نفس الوقت اننا نعتبر ان الأسس الراسخة لهذه العلاقات في يومنا هذا وضعها الزعيمان الراحلان الرئيس حيدر علييف و الرئيس حافظ الأسد اللذان كانت تربطهما أواصر الصداقة الشخصية الوثيقة و علينا ان نحيي هذه الصداقة على مستوى الدولتين . ونحن في انتظار افتتاح السفارة السورية الشقيقة في أذربيجان في اوائل السنة القادمة كما أشار إليه فخامة الرئيس الدكتور بشار الأسد اثناء مراسم تقديمي أوراق اعتمادي لكوني سفيرا لجمهورية أذربيجان لدى بلدكم الموقر. إننا في أذربيجان ننظر إلى آفاق التعاون بين بلدينا بتفاؤل كبير ونتمنى أن نرى ثماره في أسرع وقت ممكن. وإنني أنتهز هذه الفرصة لاعرب باسم حكومة وشعب جمهورية أذربيجان عن أعمق شكرنا وامتناننا للحكومة السورية الحكيمة بقيادة صاحب الفخامة الدكتور بشار الأسد رئيس الجمهورية العربية السورية للتأييد الدائم لجمهورية أذربيجان في إطار منظمة الأمم المتحدة ومنظمة المؤتمر الاسلامي وللاهتمام الذي أبدوه مسؤولون في سورية من بداية نشاطنا في هذا البلد الشقيق. وبالمناسبة أريد أن أهنئ الشعب السوري بما شاهدناه من إنجازات وتطور وأعمال تنموية تجري هنا بالقيادة الحكيمة للسيد الرئيس بشار الأسد وأتمنى لبلادكم الرخاء والازدهار والسلام والاستقرار للمنطقة. يذكر أن الشعب الاذربيجاني قد أعاد هذا الاسبوع انتخاب فخامة الرئيس إلهام علييف لدورة دستورية رئاسية جديدة.. ومبارك لفخامته ولأذربيجان الصديقة. |
|