|
رؤية وحديثنا هنا ليس عن المهرجان بحد ذاته بل عن ظاهرة مرافقة تتكرر في كل عام.. فما أن تبدأ فعاليات المهرجان حتى تظهر على سطحه شخصيات تدعي النقد السينمائي, وتأخذ بالتنظير والتحليل للافلام والندوات وغيرها من الفعاليات, وما أن يعلن المهرجان اختتام فعالياته حتى يختفي هؤلاء, وكأن شيئا لم يكن. ومثل هذه الظاهرة تتكرر في فعاليات أخرى, ولا سيما مهرجان المسرح... وربما يكون نجوم مهرجان السينما هم ذاتهم نجوم مهرجان المسرح.. فالمهم لدى هؤلاء ان يكونوا في دائرة الأضواء المهرجانية. وأن يظهروا في وسائل الإعلام التي تغطي فعاليات المهرجان. صحيح أن ثمة تقارباً بين السينما والمسرح من بضعة جوانب, لكن من المعروف أن ثمة اختلافا جوهريا بين تحليل الفيلم أدبيا وفنيا وبين تحليل المسرحية. فهناك اختلاف في التقنيات والوسائل التي توصل الفيلم أو المسرحية الى الجمهور, وحتى أداء الممثل يختلف بين خشبة المسرح واستديو التصوير السينمائي. لهذا وذاك لا يحق لأحدهم أن يكون نجما في النقد السينمائي , ومنظرا مبدعا في النقد المسرحي في آن واحد. طبعا من المهم للمثقف أن يتابع مختلف الفعاليات الثقافية من سينما ومسرح وشعر ومحاضرات, وهو فعل إيجابي, لكن ليس من المنطقي أن يضع نفسه في دائرة الضوء, لمجرد الظهور في وسائل الإعلام المهرجانية المكتوبة والمسموعة والمرئية. والأمر يحتاج الى شيء من الكياسة والأدب, ورحم الله امرىء عرف حده فوقف عنده. |
|