|
متابعات سياسية التي يقوم بها التحالف الدولي ضد الإرهاب والانطلاق من دعم مهمة المبعوث الجديد الخاص للأمم المتحدة إلى سورية وليس وضع العصي بعجلاتها والعراقيل أمامها . وهذه الأصوات لم تعد تكتفي بالمطالبة بذلك فقط بل إنها راحت تؤكد أن مسألة منع التحاق المئات من الأوروبيين والأميركيين بالإرهابيين في العراق وسورية ليست سهلة وتحتاج تعاوناً متزايداً بين جميع الدول إذ لا يمكن وفق المعلومات الاستخباراتية تعقب الشبان والشابات فعشرات الآلاف منهم يسافرون إلى تركيا سنوياً ومن غير الممكن معرفة إن كانوا يذهبون في إجازات عادية أو للانضمام إلى التنظيمات المتطرفة ناهيك عن أن نجاح العمل في محاصرتهم تستدعي تعاوناً من قبل الجميع وخصوصاً أن التقارير الإعلامية من داخل تركيا تؤكد تورط حكومة حزب العدالة والتنمية بدعم الإرهابيين بجميع الوسائل وخاصة تسهيل تسللهم إلى سورية والعراق ودعمهم بالعتاد والذخائر وعودة المئات منهم قتلى إلى بلدانهم . ومثل هذا الكلام بدأت تتحدث عنه مراكز البحث الغربية بكل وضوح حيث كشف المركز الدولي لدراسة التطرف التابع لجامعة كينغ البريطانية في تقرير حديث أن إرهابي بريطاني يقتل كل ثلاثة أسابيع بعد انضمامه إلى صفوف التنظيمات الإرهابية المسلحة في سورية والعراق ووثق المركز حتى الآن مقتل 23 بريطانياً بعد سفرهم إلى العراق وسورية قتل منهم 16 شخصا منذ بداية العام الجاري و أن مدينة بورتسموث البريطانية شهدت وحدها مقتل ثلاثة من أبنائها، مشيرا إلى أن أنباء مقتل الإرهابيين البريطانيين تأتي من مواقع التواصل الاجتماعي أو من أسرهم مباشرة. وأصبحت العديد من الحكومات الغربية تتعرض للضغوط الشعبية لمواجهة ظاهرتي الإرهاب والتطرف وسط الاستياء والمخاوف التي باتت تعتري شعوب الغرب جراء تفشي هذا الطاعون في مجتمعاتها وبات القلق يعتريها من مخاطر ارتداد هذا التهديد على أمنها الخاص، بعد أن وصلت تداعياته إلى قلب هذه الدول وهذا ما يفاقم من مخاوف الأوروبيين والأميركيين من تشجيع المتطرفين على القيام بخطة ما على غرار ما حدث في هجمات الحادي عشر من أيلول عام 2001 في نيويورك أو هجوم 7 تموز عام 2005 في لندن . والخطر الآخر هو تعميم ظاهرة العنف في المجتمعات الغربية حيث يقول محلل الشؤون الدفاعية البريطاني كون كوغلن في مقال أوردته صحيفة ديلي تلغراف مؤخراً إن التحدي الأكبر الذي يواجه أجهزة الأمن في الغرب سيكون محاولة منع ما أطلق عليه مسمى « الذئاب المنفردة» المتطرفة من ارتكاب أعمال إرهابية في الغرب وذلك في إشارة إلى الأشخاص الذين يرتكبون أعمال عنف بشكل منفرد دون أن تربطهم علاقة واضحة بتنظيم ما، لافتاً إلى أن الهجوم الأخير الذي نفذه إرهابي في البرلمان الكندي قد يكون رد فعل على قرار كندا المشاركة في العمليات العسكرية في العراق وسورية وقد يكون ظاهرة منفردة بسبب انتشار هذه الأنواع من العنف والتطرف . ويقول كوغلين إن ما يعزز تلك المخاوف ما كشف عنه جهاز الشرطة البريطانية مؤخرا بشأن إحباط مخطط لخلية إرهابية كان أفرادها يعدون للقيام بهجمات منفردة مشابهة لما قام به مهاجم البرلمان الكندي. باختصار ستبقى المجتمعات الغربية تعاني ما تعاني منه اليوم إن لم تصبح المطالبات التي أشرنا إليها في البداية من قبل بعض الدبلوماسيين والباحثين تياراً جارفاً يجبر الحكومات الغربية على تغيير سياساتها الداعمة للإرهاب بيد والزاعمة بمحاربته باليد الأخرى . |
|