|
متابعات سياسية ومواقفها المتحولة والمتبدلة بين الفينة والأخرى على خلفية الأدوار والمهام والمصالح والطموحات المتورمة لكل طرف من الإطراف، والتي جعلت كل طرف يغني على ليلاه وفقا لأهوائه و مصالحه وطموحاته الخاصة، رغم الاتفاق المسبق بين تلك الأطراف على العناوين العريضة والاستراتيجيات الكبرى. على وقع تلك الخلافات المتصاعدة تجري لعبة التحالف نحو المجهول الذي قد يكون الأسوأ لجهة كارثيته ودمويته ليس على المنطقة فحسب بل على العالم اجمع، وما كان يدبر ويحاك خلف الكواليس أصبح يفعل أمامها بعد افتضاح الغايات والأهداف الحقيقية للتحالف ودوله و أدواته وأتباعه. خلافات التحالف التي قد تتحول إلى صراعات في المستقبل المنظور لا تزال يعكسها بشكل واضح إصرار البعض داخل التحالف على التمسك بتحقيق أحلامه و طموحاته رغم استحالتها وفشل تنفيذها على الأرض، كالتركي الذي يغرق في أحلام المناطق الآمنة والعازلة والسعودي والقطري اللذين لا يزالان يغطان في كابوس تدمير الدولة السورية وإحلال الفوضى والخراب مكانهما. خلافات دول التحالف صارت المادة المفضلة لمعظم وسائل الإعلام الغربية خلال الأيام القليلة الماضية نظرا لتصاعد نيرانها من جهة ونظرا لتأثيرها المباشر على الحلف كمنظومة وكيان لايزال يكافح لتحقيق شيء مما يحلم به على الأرض، وفي هذا السياق نشرت مجلة (فورين بوليسي )الأميركية الأسبوع الفائت تقريرا هاما تحدثت فيه عن تصاعد الخلافات بين أطراف التحالف الدولي بشكل لافت للانتباه على خلفية سياسات ومواقف بعض الأطراف وهو الأمر الذي دفع نائب الرئيس الأميركي جو بايدن في وقت سابق إلى تقديم اعتذاره من السعودية والإمارات وتركيا ، مضيفة أن سبب الخلاف الناشب بين الحلفاء يعود إلى الخلافات حول طريقة التعامل مع قضايا الشرق الأوسط وحول توزيع المكاسب والغنائم التي أرخت بظلالها السوداء على علاقات واشنطن بكل من أنقرة والرياض بعدما قرر الطرفان استخدام سياسات خاطئة خاصة بهم تختلف كليا عن سياسة الولايات المتحدة سيدتهم و آمرة عملياتهم . وأوضحت المجلة أن سبب الامتعاض الأميركي من سياسات الحكومتين التركية والسعودية يعود إلى دعمهما المعلن للتنظيمات الإرهابية في سورية وعلى رأسها تنظيم داعش، على عكس ماتريده وتطلبه الإدارة الأميركية التي تفضل أن يكون الدعم لتلك التنظيمات كما تفعل هي بالخفاء والسر وخلف الكواليس حتى لا يتسبب ذلك بالإحراج لها أمام الرأي العام الأميركي خاصة والعالمي عموما، وحتى يجنبها الكثير من الانتقادات الحادة التي يوجهها لها المناهضون لسياستها داخل الولايات المتحدة وخارجها . ما نشرته مجلة (فورين بوليسي) الأميركية يتفق مع ما نشرته محطة (سي إن إن) الأميركية التي تحدثت عن خلافات حادة تعصف بين الحلفاء على خلفية انتهاج كل طرف سياسة مخالفة للولايات المتحدة التي تدير اللعبة والحرب، مضيفة أن خلافات حادة ما زالت تعصف بأطراف «التحالف ضد داعش» على خلفية موقف بعض الأطراف لإسقاط سورية وتعتبر أنه يتعين على واشنطن الإقرار بحقيقة أن الحرب توشك أن تبوء بالفشل لاسيما وأن دولة الخلافة المزعومة لم تتعرض لأي انتكاسات. في السياق ذاته أكدت صحيفة «واشنطن بوست» عمق الأزمة التي لا تزال تعصف بتحالف واشنطن، معتبرة أنه لا يزال يعاني من خلافات ذات طبيعة إستراتيجية تهدد بتقويض تماسكه، مشيرة إلى أن حضور الرئيس الأميركي باراك أوباما الجلسة الافتتاحية للقادة العسكريين للدول المشاركة كان يهدف إلى تبديد أي شكوك حول التزام واشنطن طويل الأجل مع حلفائها. وأشارت الصحيفة إلى فشل الحرب ضد ما يسمى بـ (الدولة الإسلامية) ، داعية واشنطن إلى الإقرار بحقيقة أن الحرب توشك أن تبوء بالفشل ، واتهمت الصحيفة الرئيس أوباما ومساعديه بالإفراط في التفاؤل وخداع الذات، رغم انه أدرك منذ البداية أن الأزمة هي سياسية بالدرجة الأولى ولا يمكن حلها بالعمل العسكري وحده. |
|