|
|
عين المجتمع بعيدا عن هموم متراكمة وتدبير منزلي يصادر كل وقتها ولا وقت لديها للعناية بنفسها أو لا تستحق منها الاهتمام لأنه إهدار للوقت . وليس رب الأسرة بأفضل حال ،في ظل غلاء معيشي يحتم عليه تقديراً لذاته أن يكد ويتعب ويشقى ،إحساساً بمسؤوليته تجاه أسرته هو مستهلك بالكامل لتأمين لقمة العيش،ولا وقت لديه ليعيش مع نفسه ولا حتى مع أسرته ..حضوره مادي بامتياز . ويتوق الأبناء لوقت فراغ يقضونه متعة أو نزهة أو هواية مفضلة ولكن الأهل ينتظرون منهم أن « يدرسوا ويدرسوا ويدرسوا » ووقت الفراغ بالنسبة لهم مصيدة ومفسدة . ولا يرشد المربون والمدرسون أوقات الفراغ بشكل واع ومدروس ولايتم تفعيله رياضةً ورسماً و موسيقى تنمي الميول والاتجاهات الإيجابية. وقت الفراغ لن يأتي طواعية في دوامة الحصار الإرادي الذي يفرضه نظامنا اليومي ،في دوامة العمل والركض الروتيني الذي يأسر أيامنا ويستغرق طاقتنا وينهك أعصابنا . اليوم أكثر من أي وقت مضى نحتاج أن نهتم أكثر بحالتنا النفسية والعقلية والشعورية . أن نحصل على الراحة ،وأن نقتنص أوقاتاً للضحك ..للمرح ،للقاء من نحبهم ويحبوننا ، لنستعيد حيويتنا ونشاطنا ،ونركز أكثر وننجز أفضل ..عندها سيكون أمامنا متسع من الوقت لانجاز واجباتنا ،بإتقان وإخلاص وحب وصدق. |
|
