|
الكنز وعلى هذا الأساس فإن التنمية البشرية هي المدخل الأهم والحاسم لهذا المشروع الحضاري الذي نعلق عليه الآمال الكبيرة لعبور سورية إلى المستقبل المنشود . وإذا كانت الحكومة وبتعاون المجتمع بكل أطيافه قد نجحت وبشكل باهر في استمرار الحياة التعليمية بكل مراحلها ..فإن ذلك يحتاج أيضا إلى متابعة أعمق من خلال التركيز على النوع لا الكم أي جودة التعليم . والمعروف أن ربط التعليم بالعمل هو الأساس وإلا نكون قد عملنا على توسيع البطالة المقنعة وأضعنا الوقت والجهد ..وهنا علينا أن نكون صادقين مع أنفسنا لأن مخرجات التعليم حاليا باتت بعيدة عن متطلبات سوق العمل بل تدنت بشكل ملحوظ سواء بتغليب الجانب النظري على العملي أو الاعتماد على الملخصات للنجاح دون المرور بالعلوم وتفاصيلها بعيدا عن الابداع والتمييز.. ولانذيع سرا إذا قلنا أن بعض الجامعات والمعاهد الخاصة تتحمل مسؤولياتها في هذا الترهل الذي نمى في ظل الأزمة بحجة أن الحياة المعيشية صعبة ولابد من نجاح جميع الطلاب وبأي طريقة كانت ..وهذا مانخشاه ويؤثر وإن كان بشكل غير مباشر على سمعة جامعاتنا العريقة . ولهذا لابد من العمل على متابعة واقع التعليم بكل مراحله ومراقبته وتقييمه وربطه بسوق العمل ..ولا ننسى أهمية التوجه إلى التعليم المهني والفني وتحويل المدارس والمعاهد إلى ورش عمل حقيقية وإبداع ليكون الخريج جاهزا فورا للعمل ..بل تتسابق الجهات الخاصة والعامة على الإفادة منه ..وهذا مطلوب في كل القطاعات من زراعة وصناعة وانشاء وطاقة وكهرباء واتصالات وقطاع مالي ومصرفي وتجارة وتسويق وغيرها . كما لابد من تحويل الجامعات إلى حاضنات إبداع ومراكز دراسات وأبحاث وتدريب وهذا يتطلب مشاركة القطاع الخاص كغرف التجارة والصناعة والسياحة وغيرها و هو الطريق الأقصر للتنمية المستدامة والاعمار وخلق آلاف بل مئات الألوف من فرص العمل لأن الانسان السوري مبدع على مدى التاريخ وقادر أيضا أن يقود بلاده الى بر الأمان والمستقبل اعتمادا على الذات . |
|