|
شؤون سياسية و النيل من مواقف سورية القومية والريادية في المنطقة ولاسيما موقفها المقاوم للمشاريع الاستعمارية والتقسيمية لدول المنطقة ودعمها اللامحدود لحركات التحرر والمقاومة العربية لكل أشكال الاحتلال والتي أسس لها وأرسى دعائمها حزب البعث خلال مسيرته التاريخية منذ 1947 وحتى الآن. لقد حقق الحزب على مدى 65 عاماً انتصارات وإنجازات كثيرة وكبيرة على الصعيد السياسي و المحلي والدولي حيث فجر عام 1963 ثورة الثامن من آذار رداً على جريمة الانفصال بين سورية ومصر ووقف بحزم ضد العدوان الثلاثي على مصر 1956 وجعل من القضية الفلسطينية في الداخل و الخارج في سلم أولويات جدول الأعمال في المحافل الدولية وخاض جيشنا العقائدي حرب تشرين التحريرية والتي وضعت حداً لمنهجية سلطات الاحتلال الإسرائيلي وباتت علامة مضيئة في تاريخ سورية والعرب حيث شكلت أيضاً بداية انتصارات العرب على العدو الصهيوني وقد تجلت سياسة الحزب الداعمة للمقاومات العربية بانتصار المقاومة اللبنانية عامي 2000 و 2006 وانتصار المقاومة الفلسطينية وصد العدوان الإسرائيلي عن غزة في 2008-2009 وهذا ما آثار غضب الدوائر الصهيونية والأميركية والقوى الاستعمارية والرجعية العربية من الدور الذي تلعبه سورية حيث أصبحت دولة محورية في المنطقة لايمكن تجاوزها ولاسيما في القضايا التي تعنى بشؤون المنطقة والصراع مع العدو الصهيوني. هذه المواقف الوطنية والقومية وغيرها من المواقف التي تؤكد تمسك سورية بثوابتها الوطنية والقومية والدفاع عن مصالح الشعب العربي دفعت المتآمرين والذين يتربصون شراً بالمنطقة وشعوبها إلى حياكة المؤامرات وتحقيق ماعجزوا عن تحقيقه في الماضي ولاسيما لجهة إيجاد مشاريع وأحلاف تتطلع إلى ربط الدول العربية المستقلة بسياسة الدول الاستعمارية الكبرى مثل العراق وغيره ولذلك كانت الهجمة الشرسة الأميركية الصهيونية الغربية وبعض الدول الإقليمية مثل تركيا ومشايخ النفط والدولار في الخليج العربي حيث سعوا جميعاً ومنذ سنتين حتى الآن إلى ذرع بذور الفتنة من خلال حملات التحريض والتشويش ضد السياسة السورية ومن أجل النيل من مواقف سورية وكسرإرادة شعبها في الصمود والممانعة ومحاولة تقسيمها إلى كيانات على أسس مذهبية وعرقية وطائفية وذلك من خلال دعم العصابات المسلحة التكفيرية واستقدام مجرمين وقتله من كل أصقاع الدنيا وتسهيل دخولهم إلى الأراضي السورية ودعمهم بالمال والسلاح من أجل ارتكاب المزيد من الجرائم واستهداف البنية التحتية ونقاط قوة الجيش العربي السوري الذي يعد العده للتصدي لمخططات القوى الاستعمارية والسعي الحثيث لتحرير الأراضي العربية المحتلة ولاسيما الجولان السوري المحتل. هذا الهجوم الشرس والذي تشترك فيه دول عديدة ولاسيما عربان الخليج الذين سخروا أموال النفط الخليجي من أجل بث الفوضى في سورية جوبه برد شعبي من قبل حزب البعث وجماهيره والجيش السوري العقائدي البطل حيث كان التلاحم في أبهى صورة وتجسد في المسيرات التي عمت مختلف ساحات المحافظات والمدن السورية ولاسيما في بداية تنفيذ المؤامرة الكونية وأقيمت الفعاليات الوطنية التي أكدت إرادة الصمود وإفشال المؤآمرة والالتفاف حول قيادة السيد الرئيس بشار الأسد والجيش العربي السوري البطل مطالبة إياه بضرب وملاحقة العصابات المجرمة التي تحاول العبث بمقدرات سورية وإنجازات حزب البعث لاسيما على الصعيد المحلي والتي هي بالمحصلة إنجازات للشعب السوري مؤكدين بذلك أن شعباً مثل الشعب السوري الذي لايعرف الخنوع والاستسلام وجيشاً عقائدياً يحظى بدعم شعبه لابد أن ينتصر على المرتزقة والمتآمرين الذين يرتكبون جرائمهم وينفذون أحقادهم بدافع المال والعمالة للأجنبي الذي يسعى إلى تحقيق مصالحه على حساب مصالح شعوب المنطقة. أن مناسبة ذكرى تأسيس حزب البعث العربي الاشتراكي تشكل أهمية بالغة في هذه الظروف الاستثنائية وللمارسة التقييم الموضوعي والبناء للأداء الحزبي بالشفافية اللازمة التي من شأنها تعزيز دوره ولاسيما أن الساحة السورية ونتيجة الاصلاحات التي شهدتها سورية باتت ساحة منافسة للأحزاب الوطنية من أجل تقديم الأفضل والأميز وهذا يدعو إلى إيجاد آليات وبرامج من شأنها تعميق مصداقية الحزب وكوادره وتحقيق المزيد من الالتفاف الجماهيري مع القيادة السياسية الحكيمة والجيش العربي السوري لمواجهة محاولات زرع الفتنة ووأدها وإفشال المخطط التآمري الذي يستهدف سورية وشعبها عبر تصعيد أساليب النضال وإبراز مضامين الغيرية والإيثار التي يتمتع بها البعثي الملتزم. لقد أفشل الشعب السوري على مدى العقود الماضية المؤامرات الاستعمارية وتصدى لمشاريع الهيمنة الغربية على المنطقة والأن بعزيمته وإرادته التي لاتلين سوف ينتصر على المتآمرين والمراهنين وعصابات الغدر والقتل والإجرام ولاسيما أنه أبدى صموداً أسطورياً في وجه أعتى حملة شرسة على مدى عامين ليؤكد بذلك أن من يملك قضية عادلة لابد أن ينتصر ولتبقى سورية كما كانت دائماً الصخرة التي يتكسر عليها أحلام المستعمرين والمتصهينين والمستعربين. |
|