تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


مفرخة آل صهيون

نافذة على حدث
الأحد 7-4-2013
منير الموسى

هذا هو الناطق باسم العدوان على سورية حمد بن جاسم آل ثاني يدعو إسرائيل للتحرك مادام الغرب فشل في مساعيه الخبيثة باستهداف سورية! فقد انبرى الساسة الغربيون

وأعراب النفط للدفاع عن حقوق الإنسان بلسان خشبي واضعين العالم على مفصل حرب عالمية ثالثة قد يشتعل فتيلها بلا هوادة. وبدا أن زمن لعبة حقوق الإنسان ولوائح الاتهام ونهج محاكم التفتيش والقول في شكل إملاءات أميركية إن على الدولة الفلانية التزامات يجب عليها تنفيذها قد ولى وبدأ اللعب على المكشوف، سواء في الشرق الأوسط أم في شبه الجزيرة الكورية.‏

الالتزام الأميركي بأمن إسرائيل لم يخبُ قط، فهل يعتقد أحد أن سلوك حكام أميركا وبريطانيا تاريخياً لا ينم إلا عن سلوك صهيوني استعماري بحت؟. لقد أخطأ من اعتقد أن أوباما في ولايته الثانية سيكون متحرراً في سياساته لمصلحة القضية الفلسطينية، بل هو يشجع الاستيطان الإسرائيلي ويعلن أن قيام دولة فلسطينية أمر خاطئ ليظهر أن ما يفكر به الأميركيون هو فقط إقامة محمية فلسطينية مثل محميات الهنود الحمر التي أقامتها واشنطن لمن تبقى من سكان أميركا الأصليين بعد حروب الإبادة بحقهم. ولعل المقرر أن يعمم هذا النموذج في العالم العربي، في الوقت الذي أكدت فيه تقارير بأن 45% من سكان نيويورك وحدها ينامون في الشوارع، فهل الغربيون في صدد اكتشاف عالم جديد غير الأميركيتين من أجل استعماره واستيطانه؟!‏

والأنكى أن الإدارات الأوروبية تحت السيطرة الأميركية تمشى وراء واشنطن دون تبصر لمصالحها، وواشنطن تنساق لتنفيذ مشاريعها بوسائل همجية لم تعد تخفى على أحد، حتى على من لديهم قليل من التفكير وكثير من التكفير الذين آثروا خيانة أمتهم، والاصطفاف مع أعدائها لأسباب تتعلق بالنفط والمال والمناصب.‏

العالم اليوم على منزلق خطير وضعه فيه منظرو الإبادة الاقتصادية والعسكرية والساسة الأميركيون الذين ملؤوا العالم بملايين الجياع والضحايا، وأوروبا تسير الآن على هوى العقل الأميركي الذي نزع جزءاً من سيادات دولها الوطنية بتركيب حكام عليها بطرق يقال إنها ديمقراطية، أدى المال السياسي فيها ولوبيات الضغط الصهيونية دوراً أتى بزعماء ليسوا بمستوى القيادات التاريخية التي تقود المراحل الحرجة لبلدانها نحو بر الأمان.‏

وتبدى أن آل صهيون يفرخون حكاماً وفلاسفة في أوروبا ليسوا أفضل مستوى من فقس حكام الربيع العربي الجدد مضافاً إليهم المفرخة القديمة لحكام مشيخات القرون الوسطى، والذين جملةً وتفصيلاً يتنفسون اصطناعياً بالرئة الأميركية الصهيونية المتسرطنة بكل الملوثات الفكرية والنظريات المتغوّلة.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية