تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


احتفاء بالذكرى

البقعة الساخنة
الأحد 7-4-2013
ديب علي حسن

الثابت الوحيد في نواميس الكون هوالمتغيرات التي تبدأ ولاتنتهي ومن لايؤمن بهذه الحقيقة العلمية والفلسفية يبقى حيث هو في وادي النسيان والانتظار إلى أن يصبح رثاً بالياً لامعنى له ولا لوجوده

ومن هذا المنطلق نرى أن الذي يقف اليوم على تخوم ذكرى تأسيس حزب البعث العربي الاشتراكي ونحن نحتفي بالذكرى السادسة والستين لميلاده ،من يقف على هذه التخوم يجد أن البعث قد آمن بهذه الحقيقة الكونية الكبرى، لابل لنتفق على أن اسم البعث هو جزء من الحقيقة الفلسفية ، فالبعث إحياء وعطاء وعمل، ثورة على واقع مخجل آنئذ ،ثورة على مجتمع ساده الجهل والتخلف والتناحر،وكانت عقابيل الاستعمار وموروثاته تقذف إلى كل اتجاه..‏

فلاح يزرع ويحصد ولايأكل ، وعامل يفني العمر في العطاء وينتهي إلى حظيرة أوشبهها بلاكساء أو دواء ...طلاب لايجدون مدارس ولاجامعات ثروات ومقدرات تستباح ،وتراث أمه يسطو عليه الآخرون.. وإلى مافي القائمة من كوارث حلت بالأمة التي كانت جسد أمه بلاروح ولاقلب ولاقدرة لها على الاعتراض...‏

حال لانبالغ في وصفها أبداً ، فالتاريخ دوّن وسجل ماكانت عليه والظروف التي نشأ فيها حزب البعث العربي الاشتراكي وماوضعه من أهداف مرحلية واستراتيجية ، وماحققه خلال مسيرة نضاله الطويل قبل أن يكون قائداً في الدولة والمجتمع وبيدها ...‏

واليوم ونحن نحتفي بالذكرى حرّي بناألا نمر مرور الكرام أمامها بل علينا أن نلقي الأضواء الكاشفة على ماكان وماصار وماحققه حزب البعث العربي الاشتراكي خلال نضاله الدؤوب الذي وضع نصب عينيه مقولة هامة:‏

القطري في خدمة القومي أو بمعنى آخر كل مايوحد أبناء الأمة أولاً الهم القومي أولاً ومن ثم القطري ، وقد صدق من قال يزرع السوريون ليأكل أبناء الوطن العربي كله، لم يكن سد الفرات مثلاً إنجازاً للسوريين وحدهم بل للعرب جميعاً وحقول قمحه أغاثت العرب أينما كانوا.. جامعاتنا ، معاهدنا، مقدراتنا، توجهاتنا السياسية والفكرية ، لم تكن إلا في إطار الأهداف القومية العليا.‏

وللذين يأفكون اليوم ويتاجرون بدم أبناء سورية وحضارتها ورقيها وتقدمها، ويذهبون مذاهب الحقد والكراهية ويريدون تدمير كل ما أنجزته (ثورة البعث) هؤلاء نسألهم : هل هدم حزب البعث المشافي والمدارس والجامعات والمعاهد، والمصانع،ودمر حقول النفط وأحرقها ، أو باعها للسلاجقة الأتراك... ألم يطرح شعاراً ليت العرب أخذوا به (بترول العرب للعرب..) هل مد حزب البعث يد الخراب إلى حركات التحرر والاستقلال أم يد العون والمساعدة وعلى بقاع واسعة من الأرض العربية سقط شهداؤه .. هل انغمس في مؤامرات الغرب والصهيونية ضد أبناء الأمة... أم أنه كان الرائد والقائد في محاربة وكشف مؤامراتهم ...اليوم ونحن نحتفي بالذكرى يجب أن ننظر إلى المتغيرات التي مرت وبعين النقد الذاتي علينا أن نطور أدوات نضالنا ونرسم خطط مستقبلنا ولن ندفن رؤوسنا في التراب ونقول إن الأوضار التي علقت بمسيرتنا لم تكن مؤذية ،لم تكن مؤلمة ، لن نفعل ذلك، بل علينا أن بمهارة الجراح أن نستأصل ما تورم وماعلق بنا.. وبعين أخرى ننظر بثقة إلى البنيان الذي تحقق ولنرسخه يداً بيد مع أبناء الوطن كافة، فالبعث بتجربته النضالية يزداد ثقة وقدرة على التفاعل بالمحيط السياسي الوطني الناشئ يغنى به ويغنيه، يتفاعل ويتواصل ومعاً من أجل بعث سورية المتجددة ...‏

d.hasan09@gmail.com

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية