تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


قراءات في الصحافة الإسرائيلية .. معاريف: في أعقاب زيارة أوباما... لم تعد منطقة الشرق الأوسط كما كانت!!

ترجمة
الأحد 7-4-2013
إعداد وترجمة :أحمد أبوهدبة

يجري الحديث في الاوساط السياسية والامنية الاسرائيلية بأن النتائج الكبيرة التي حققتها زيارة اوباما لاسرائيل كانت لها اثار كبيرة على خريطة الشرق الاوسط برمته وعلى اسرائيل بالتحديد على المستويات السياسية

والامنية الاستراتيجية ،فما ان غادر اوباما المنطقة حتى بدا الحديث على ان المقصود من وراء هذه الزيارة، هو ما يجري في سورية، وعلى الفور بدأت تصريحات المسؤولين الامنيين والعسكريين تظهر ما هو مخفي في هذه الزيارة.‏

فقد كانت تصريحات وزير الحرب موشيه يعلون واضحة في هذا الاتجاه حين قال (ان اسرائيل تراقب ما يجري في سورية وانها سترد على اي اطلاق نار) ثم جاءت تصريحات رئيس اركان جيش الاحتلال غانتس والتي يفهم منها بأن الحرب القادمة على علينا ستكون اخر الحروب واصعبها ومن بعده قائد ما يسمى بالجبهة الداخلية ايزنبرغ والذي قال ان الجبهة الداخلية معرضة لسقوط آلاف الصواريخ وانها سوف تتلقى ضربات قاسية وصعبة في حال نشوب حرب على الجبهة الشمالية، ثم بدأت التطورات تتسارع على الحدود مع الجولان حين اعلن قائد الجبهة الشمالية عن افتتاح مشفى لاستقبال جرحى المسلحين من المعارضة السورية وان الجيش يفكر بإقامة منطقة عازلة على الحدود مع سورية على غرار ما يسمى (الجدار الطيب) في جنوب لبنان اثناء الاحتلال الاسرائيلي للجنوب، من جانب اخر اخذت المناورات العسكرية على الحدود الشمالية طابعا واسعا ومكثفا اشتركت فيه مختلف الاسلحة في جيش الاحتلال، الى جانب ذلك كله، مايجري من حديث اسرائيلي متواصل حول عودة العلاقات الاستراتيجية مع تركيا وما تتركه من اثار مباشرة على البيئة الاستراتيجية المحيطة بإسرائيل عامة وعلى وما يسميه بعض القادة العسكريين في الكيان عودة الكماشة التركية الاسرائيلية حول سورية، على العموم، وصفت معاريف نتائج هذه الزيارة بأنها قد تغير صورة الشرق الاوسط برمته.‏

مساعدات امنية واقتصادية امريكية كبيرة‏

احدى النتائج السريعة والاولية لزيارة اوباما للكيان الاسرائيلي تمثلت في الصفقات التي تشمل رزمة من المساعدات الامنية والاقتصادية الكبيرة وبحسب معاريف: (من نتائج زيارة الرئيس الامريكي اوباما السريعة ان الطرفين سيبدآن قريبا محادثات على اتفاق جديد لمساعدات أمنية متعدد السنين. ويدور الحديث عن اتفاق يقرر ضمن امور اخرى اذا كان يمكن لاسرائيل أن تتزود بطائرات اخرى من طراز اف35، ووسائل قتالية أخرى في الخطة الخماسية التي تبدأ في العام 2018 في العام 2008 وهو ساري المفعول حتى العام 2017. وحسب الاتفاق، فعلى مدى نحو عشر سنوات، تحصل اسرائيل ما مجموعه نحو 30 مليار دولار، بمنحة سنوية تزداد في كل سنة ب 50 مليون دولار، كتعويض عن تآكل قيمة الدولار. وحسب هذه الصيغة، ففي العام 2013 تحصل اسرائيل من الولايات المتحدة على مساعدات أمنية تربو على 3,2 مليار دولار وترتبط الحاجة الى الشروع في المداولات حول اتفاق المساعدات الجديد، الذي سيدخل حيز التنفيذ في العام 2017 فقط، في أن اسرائيل لا يمكنها أن تتعهد مسبقا بالشراء في الولايات المتحدة بعد هذه السنة، دون أن تضمن لها مساعدات ثابتة. ومع ذلك، في الجيش الاسرائيلي معنيون بسرب آخر من طائرات اف 35، فضلا عن السرب الذي طُلب من قبل على حساب أموال المساعدات الموعودة في الخطة الخماسية الخاصة بالجيش الاسرائيلي والتي تسمى «عوز»، وتنتهي في العام 2017. وفي اسرائيل يأملون في أن يحترم اطار المساعدات الحالي في الاتفاق متعدد السنين التالي، ولكن هناك تخوف شديد من تقليص في المساعدات عقب الازمة الاقتصادية في الولايات المتحدة والتقليص الحاد في ميزانية الدفاع الامريكية. وقد يشمل التقليص المشاركة الامريكية في مشاريع الدفاع ضد الصواريخ «عصا سحرية» و «حيتس 3». وهذه مشاريع تمولها الدولتان بشكل مشترك خارج اطار المساعدات الامنية العادية وتشكل المساعدات الامنية الامريكية «العادية» اكثر من 20 في المائة من ميزانية الدفاع السنوية لاسرائيل. ويمكن لجهاز الامن أن يحول الى شواكل في كل سنة 450 مليون دولار من أصل المبلغ العام للمساعدات، اما باقي المبلغ فيمكن استخدامه فقط لغرض الشراء في الولايات المتحدة. وهذا هو السبب الذي يجعل معظم ميزانية التعاظم للجيش الاسرائيلي تقوم على اساس أموال المساعدات الامريكية لدرجة أن الجيش الاسرائيلي ينقل الى الانتاج في الولايات المتحدة حتى قسم هام من أجزاء مجنزرة مركباه «نمر» التي تم تطويرها في اسرائيل. ويستخدم الجيش الاسرائيلي ميزانيته الشيكلية أساسا لغرض العيش الجاري وشراء وسائل قتالية تنتج في اسرائيل. وفي هذه الاثناء جلبت زيارة اوباما معها بشرى واحدة: منحة خاصة بمبلغ 200 مليون دولار في العام 2013، للتزود ببطاريات قبة حديدية اخرى. ومولت اسرائيل من أموال دافعي الضرائب الاسرائيليين فقط البطاريتين الاوليين للقبة الحديدية حتى الان وتزودت باربع بطاريات اخرى، بتمويل أمريكي خاص. والنية هي للتزود بأربع بطاريات اخرى - هدية من الولايات المتحدة ومع ذلك، في جهاز الامن هناك تخوف من أن تضر التقليصات في ميزانية الامن الامريكية وخطط الادارة لتقليص العجز في الميزانية بوتيرة تقدم المشاريع المشتركة (عصا سحرية) و(حيتس) وكذا في حجم المساعدات الامنية من العام 2017 فما بعد وتقول مصادر في جهاز الامن أنها تأمل في أنه في أثناء المحادثات التي تبدأ قريبا سيبدي الامريكيون تفهما للاحتياجات الأمنية المتعاظمة لاسرائيل في ضوء انعدام الاستقرار الذي يتميز به الشرق الاوسط اليوم.‏

كبف نكافىء تركيا ؟‏

الحديث المتواصل في اسرائيل حول دور الولايات المتحدة والرئيس اوياما شخصيا في عودة العلاقات التركية - الاسرائيلية الى سابق عهدها وتأثيرات ذلك على المنطقة برمتها وعلى ما يجري في سورية بالتحديد وقد نقلت اسرائيل اليوم في هذا الاطار:»بان نتنياهو عين بعد تقديمه الاعتذار لاردوغان ريوسف تشخنوفر للتنسيق مع الاتراك التفاصيل المتعلقة بالتعويضات التي ستدفع في أعقاب قضية مرمرة وسينقل مدير عام وزارة الخارجية السابق الى الاتراك موقف اسرائيل التي ترغب في أن تنقل الاموال عبر صندوق جديد يتأسس وليس الى عائلات المواطنين الاتراك التسعة الذين قتلوا في المواجهة مع جنود الوحدة البحرية في سفينة مرمرة مباشرة. وسيتعين على الطرفين ان يتفقا على حجم مبلغ التعويض الذي سيصل الى عشرات ملايين الدولارات وقال نائب رئيس الحكومة التركية، بولنت ارينج انه بدأت الاتصالات الرسمية بين اسرائيل وتركيا حول التعويضات. ووصف ارينج الاعتذار الاسرائيلي بانه «نجاح لسياسة تركيا الخارجية». وتطرق وزير الخارجية احمد داوود اوغلو هو الاخر الى اعتذر نتنياهو الاسبوع الماضي وقال انه «مع أن اسرائيل تلبثت، الا انها في نهاية المطاف فعلت الامر السليم». كما روى داوود اوغلو الى أنه تحدث مع وزيرة العدل تسيبي لفني في موضوع دفع التعويضات، كجزء من ترتيب العلاقات بين الدولتين والى ذلك، فإن رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان لا يفوت اي فرصة للاعلان بان اسرائيل اعتذرت له وأن مطالبه نفذت. وذكر اردوغان في نقاش في البرلمان التركي بان اسرائيل اعتذرت، وروى بانه في الحديث الهاتفي مع نتنياهو طلب ان يتحدث أولا مع الرئيس الامريكي قائلا: «اشتقت لصوته»..‏

الحديث عن زيارة اوباما ونتائجها مازال متواصلاً‏

رغم مرور اكثر من اسبوعين على زيارة اوباما للمنطقة، لم تتوقف الصحافة الاسرائيلية ولو للحظة واحدة عن الحديث حول هذه الزيارة ونتائجها ومفاعيلها وما ستتركه على المنطقة واسرائيل من اثار كبيرة، فقد كتبت اسرائيل مقالا تحت عنوان «زيارة اوباما نقطة تحول» ينبغي ان نفترض ان قادة الولايات المتحدة ونظراءهم الاسرائيليين تنفسوا الصعداء حينما أقلعت ال «إير فورس 1» من مطار بن غوريون، وانتهت زيارة الرئيس اوباما بمذاق جيد بالنسبة للطرفين بدأ اوباما هجوما سحريا لم يسبق له مثيل بغرض التغلب على عدم الثقة القوي الذي يُظهره الاسرائيليون نحوه - وهو عدم ثقة ينبع من جهوده في اثناء ولايته الاولى لارضاء العرب ب «جعل بُعد» بين الولايات المتحدة واسرائيل. وفي اثناء زيارته قلب الامور رأسا على عقب فتناول في تأثر «الوطن اليهودي» الذي صلى فيه اليهود وفلحوا الارض مدة ثلاثة آلاف سنة، مع وصف ولادة الدولة اليهودية من جديد باعتبارها عملاً خاصاً تاريخيا لم يسبق له مثيل يضمن ألا تحدث محرقة اخرى أبدا. وصدق أن «الولايات المتحدة تفخر بالوقوف الى جانب اسرائيل باعتبارها أقوى حليفة وأفضل صديقة»، ووصف الحلف «الذي لايُكسر» و«الأبدي». برغم انه ضغط على نتنياهو كي يعتذر لتركيا لاسباب استراتيجية ملموسة، حرص في زيارته لقبر هرتسل على دحض مزاعم اردوغان الفاضحة المتعلقة بالصهيونية.‏

وحول المرحلة التالية في العلاقة التركية - الاسرائيلية كتب دوري غولد يقول:«تتطلب التفاهمات التي أحرزت بين اسرائيل وتركيا في اطار تطبيع العلاقات بينهما، نظرا أعمق في العلاقات بين الدولتين على خلفية الوضع الحالي في الشرق الاوسط. يوجد في أساس السعي الى المصالحة قلق أخذ يقوى عند الدولتين من موجة عدم الاستقرار الاقليمي الحالية ولاسيما في سورية، التي قد تنتقل الى دول جارة كالعراق برغم ان تركيا مرتبطة بالغرب عن طريق مؤسسات كثيرة كحلف شمال الاطلسي، فإنه مازال يحكمها حزب العدالة والتنمية الذي وصفت ايديولوجيته بأنها «عثمانية جديدة» في برقيات امريكية داخلية سُربت الى وسائل الاعلام. ومعنى هذا التعريف ان الحديث عن حزب يطمح الى توسيع دوائر تأثيره الى مناطق كانت جزءا من الدولة العثمانية قبل الحرب العالمية الاولى.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية