تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


التعليم المهني.. رافد قوي في بناء سورية

مجتمع
الأحد 7-4-2013
فاطمة حسين

سورية ستظل رمزاً للحضارة وعنواناً للتقدم مهما تكالبت عليها القوى المعادية ومهما حاولت أن توقف عجلة ازدهارها وتقدمها ولاسيما في قطاع التعليم ذلك القطاع الذي لازال يأخذ حيزاً مهماً من برامج الحكومة في مجال نشره على أكبر مساحة من الوطن السوري..

وعبر تاريخ سورية المعاصر بذلت وزارة التربية والتعليم جهوداً كبيرة وحثيثة في التخصص في ذلك القطاع الحيوي المهم وأصبح هناك مناح كثيرة لهذا التعليم فلم يقتصر على التعليم العام الذي اكتسب صفة كونه إلزامياً حتى نهاية المرحلة الإعدادية , فقد ظهرت أنواع أخرى للتعليم فتحت آفاقاً واسعة أمام الطالب الذي يتجه إليه لكونه يصنع له مستقبلاً عملياً ونقصد هنا التعليم المهني الذي استطاع أن يجد لنفسه مكاناً ومقصداً رئيسياً لكل الطلاب الذين يملكون مواهب سواء في المهن التي تخص الفتيات مثل الفنون النسوية أم التجارة التي تجمع الجنسين أم الصناعة بفروعها المتعددة والمتنوعة مثل النجارة والحدادة بالإضافة إلى الكهرباء والإلكترون وهي التي تقوم بتدريسها المدارس والمعاهد الصناعية. والمتميزون الأوائل يتجهون إلى الجامعات كل حسب الاختصاص الذي قام بدراسته في المعهد وحسب النسب التي تحددها وزارة التعليم العالي..‏

وفي هذه المناسبة الغالية على قلوبنا سنلقي الضوء على هذا النوع من التعليم المهني وأقدمها على الإطلاق ألا وهي (الصناعة) حيث أصبح لمعلم المهنة مكانته في المجتمع فتاريخ ظهور الثانوية الصناعية قديم يعود إلى فترة الخمسينات حيث كان أول ظهور لها ثم أخذت بالانتشار على مساحة القطر كافة بعد قيام ثورة آذار المجيدة، هذا ما حدثنا عنه السيد علي حسين أستاذ مادة الالكترونيات في المعهد الصناعي حيث تابع قائلاً: وفي عام 1982 وفي عهد الرئيس الراحل الخالد حافظ الأسد أحدثت 50 ثانوية صناعية في كافة مناطق ونواحي القطر وقد شملت كافة الاختصاصات في المدن ولكن في المناطق الأخرى والبعيدة عن تلك المراكز فالمهن التي تدرس فيها غير مكتملة وتختلف فمثلا هناك مادة التقنيات الالكترونية والتي تعطى في بانياس وهي غير موجودة في منطقة صافيتا وربما يعود السبب في هذا إلى أن نسبة عدد الطلاب أكثر عموماً. هناك مهن دخلت حديثا إلى المعاهد الصناعية وخاصة التي تتعلق بالحاسوب والمعلوماتية مثل المكننة الزراعية... وعن الصعوبات التي يعاني منها معلم المهنة أجاب: التعليم المهني ممتاز وتكمن الصعوبة بالنسبة للطالب حيث يجد صعوبة بالحاسوبية وبعض المهن الكهربائية ويعود السبب الرئيسي للعلامات المتدنية المطلوبة للقبول في الصناعة وبالتالي تكون سوية الطالب ضعيفة بالأساس... والأمر الآخر الذي يعانيه الطالب هو ساعات الدوام الطويلة ويقضي الطالب اغلبها في الدروس العملية وهذا ما يسبب له الملل والتعب حيث يمكن اختصار الساعات العملية المعطاة للطالب حتى لا يشعر بالملل... وعن الاختلاف بين معلم المهنة والمعلم العام أكد السيد علي: ليس هناك فروق ففي المجال الذي نعمل فيه يكون المعلم على تماس مباشر بالطالب حيث يقوم بتعليمه باليد والنظر والطالب في التعليم المهني يكتسب مهارات عملية وخبرة نتيجة تعامله المباشر مع الأجهزة بعكس المدارس العادية التي يعتمد الطالب فيها على التلقين والدروس النظرية فقط وعن سؤالنا ماذا أضاف التعليم المهني إلى التعليم العام كقيمة ونوع ولبنية المجتمع المختلفة حدثنا قائلا: وفي ظل الأزمة التي تعاني منها سورية يعود الفضل للتعليم المهني في رفد سوق العمل بكوادر فنية مدربة جيدة جدا وأيضا متابعة لكل جديد بشكل دائم بالإضافة إلى أن الطالب المهني يكون قد اكتسب حرفة يعيش منها وتعطيه عائدا ماديا ولاسيما في الفترة الأخيرة حيث الطلب الكبير لسوق العمل من خريجي الحاسوب والإلكترون والكمبيوتر فهي مهن مهمة ومطلوبة في الدولة والمجتمع ثم المهن الكهربائية والميكانيكية والحاسوبية تأتي تاليا في الانتشار والأهمية في التعليم المهني.. وفي النهاية حدثنا عن دور المعلم المهني في هذه الأزمة قائلا: إن جميع المهن التي يتعلمها الطلاب ولاسيما ما يخص النجارة والحدادة والكهرباء قد قام بتطبيقها الطلاب بتنفيذ ما تعلموه بشكل عملي في إعادة ترميم المدارس المهدمة من جراء تخريب العصابات المسلحة... وما أكثرها...‏

فالتعليم المهني يعتبر سندا مهماً يمكن الاعتماد عليه في إعادة إعمار سورية... فما خربته الأيدي الآثمة من جهة تبنيه أيدي طلابنا من جهة أخرى وكل هذا يعود فضله لمعلم المهنة الذي نكن له كل احترام وتبجيل وكل عام والمعلم السوري بالف خير في أي موقع كان....‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية