تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


ليوقف اضطرابات البطالة ..الاقتصاد التونسي يبحث عن هوية

اقتصاد عربي ودولي
الأحد 7-4-2013
إعداد- قاسم البريدي

تواجه تونس بعد عامين من سقوط نظام زين العابدين بن علي مشكلات اقتصادية معقدة على رأسها البطالة وتراجع السياحة فضلا عن اضطرابات اجتماعية لم تهدأ حتى الآن أو تتوقف.

وأظهرت بيانات للبنك المركزي التونسي أن احتياطي البلاد من النقد الأجنبي يواصل تراجعه، حيث بلغ في 26 من الشهر الماضي 7 مليارات و245 مليون دولار، أي ما يغطي 106 أيام من الواردات التونسية مقابل 119 يوماً خلال الفترة نفسها من العام الماضي.‏‏

وعزا المركزي التونسي هذا التراجع إلى ما وصفه بارتفاع النفقات، وخاصة المتعلقة بتسديد الديون الخارجية، ولكنه اعتبر أن الأمر ما زال في وضع مريح نسبياً، مقارنة بالحد المرجعي المقبول وهو توفر احتياطي يؤمن واردات ثلاثة أشهر.‏‏

السياحة إلى الوراء‏‏

ومن جانب آخر، ذكر مدير الديوان الوطني للسياحة التونسية الحبيب عمار أن عائدات القطاع السياحي تقلصت خلال الشهر الجاري جراء انخفاض عدد الوافدين بسبب الأوضاع الأمنية التي شهدتها البلاد، حيث تراجعت الإيرادات بنسبة 7,5 % لغاية العشرين من الشهر الجاري مقارنة بالفترة نفسها من 2012لتصل إلى 265 مليون دولار .‏‏

هذا وتشير أرقام الديوان إلى انخفاض عدد السياح بنسبة 5% ليبلغ عددهم 760 ألفاً، حيث تراجع عدد السياح الأوروبيين بنسبة 7,4%، والسياح المغاربة بنسبة 4%، إضافة إلى كل من سياح فرنسا وإيطاليا وسويسرا وإسبانيا بنسبة 17% و6% و15% و4,5 % على التوالي وفي المقابل، شهدت أسواق أخرى زيادة في عدد السياح القادمين منها، مثل ألمانيا7,3%، وبريطانيا6%، وروسيا1,4 .هذا وإزاء هذا التراجع تعتزم تونس إطلاق حملة ترويجية لصالح القطاع السياحي ابتداء من الشهر الحالي تحت شعار «العيش في تونس بكل حرية»، وذلك في إطار الإعداد لموسم الصيف.‏‏

الديكتاتورية هي البديل‏‏

الى ذلك قال الرئيس التونسي المنصف المرزوقي إن بلاده بحاجة لنموذج اقتصادي جديد لانتشال خُمس سكان تونس ممن يعيشون في الفقر، لأن الهدف المرسوم هو إخراج مليوني تونسي من دائرة الفقر في غضون السنوات الخمس المقبلة.‏‏

واعترف المرزوقي خلال المنتدى المناهض للعولمة الذي عقد مؤخرا في تونس بأن «الاعتقاد بأن اقتصاد السوق أو الليبرالية أو الليبرالية الجديدة ستخرج التونسيين من الفقر؛ هو فكرة خاطئة وعقيمة» لكنه لم يوضح الطريقة البديلة التي سيتحقق بها هذا الهدف.‏‏

وأشار الرئيس التونسي إلى أنه في حالة عدم الإتيان بنموذج جديد لمحاربة الفقر فإن المطلوب هو تحسين النموذج القديم من خلال البحث عن طرق جديدة لمواجهة الفقر الذي يعتبر العامل الرئيسي الذي دفع التونسيين للثورة ضد النظام السابق مؤكداً أنه في ظل مناخ يسوده الفقر والتهميش فإن قيم الحرية والديمقراطية قد تؤدي إلى نشوء ديكتاتورية جديدة.‏‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية