تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


اقتصاد الكازينو

اقتصاد عربي ودولي
الأحد 7-4-2013
مرشد النايف

في شوارع أثينا فقراء يمدون ايديهم للمارة طلبا لثمن قطعة خبز وفي بلغاريا وقبرص واسبانيا وما مجموعه عشرون دولة تنضوي تحت علم الاتحاد الأوروبي، كلها تشهد انزياحات في طبقتها الوسطى نحو طبقة الفقراء،

فمن كان يتصور أن ثلاثة ملايين اسباني يعولون على المساعدات الغذائية التي يقدمها الصليب الأحمر الدولي، اسبانيا التي كان ناتجها الإجمالي المحلي قبل عقد من الزمن يعادل ناتج الأمة العربية بكاملها نفطاً وغازاً.‏

ياللزمان ويا لتقلبات الدهر. الصليب الأحمر الدولي يوزع الغذاء للفقراء في أوروبا بشكل لم يسبق لها مثيل من حيث الكمية منذ الحرب العالمية الثانية، نعم لتقلبات الدهر فقد علمنا الحكماء أنه (الدهر) يومان يوم لك ويوم عليك، ويبدو انه هذه الفترة هو على الأوروبيين الذي كانوا ضحايا لتحقيق حلم بناء إمبراطورية من ورق اسمها اليورو، دونما تكاتف بين فقراء الدول وأغنيائها ودونما رسم الخارطة الإقليمية للدول الأعضاء، ولذلك نرى أن نظريات الترقيع ومنح القروض المشروطة لن تحل المشاكل بل تجعل وتدفع المجتمعات الأوروبية بأغلبها على حافة جهنم ولهيبها.‏

الإطلالة على جهنم تبدأ من نافذة التباين الاجتماعي، وهي بدأت تنفتح بالتدريج, وستنفتح قريباً نافذة اخرى اسمها الانقسام بين من يملكون وينفقون على الغذاء والصحة والتعليم وبين من يستولون في حاويات القمامة، وهو مابدأ في نصف مجموع الدول الأوروبية السبعة والعشرين.‏

أوروبا تشهد اليوم بزوغ جمعيات تجمع التبرعات لصالح المحرومين ممن فقدوا وظائفهم او كانوا في الأصل عاطلين عن العمل، ولأن العمل أفضل وسيلة لمكافحة الفقر كما يقولون في المأثورات الاقتصادية نجد «جماعة اليورو» ومن خلفهم الأوروبيون بين رحى تحقيق النمو الذي يحتاج إلى المزيد من بسط اليد وبين تقويم اعوجاجات «اقتصاد الكازينوهات» المنفلت.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية