تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


الحلقة الأعقد

معاً على الطريق
الأحد 7-4-2013
مصطفى المقداد

لعل الأزمة في سورية تجاوزت الحلقة الأكثر تعقيداً، ودخلت مرحلة الحل بعد انكشاف كل التداخلات المحلية والإقليمية والدولية

والتي استهدفت وحدة وكيان المجتمع السوري خدمة للهدف الاستعماري التاريخي في السيطرة على مقدرات الشعب العربي كله وضمان هيمنة الكيان العدواني على المنطقة كلها .‏

مض كثير من محاولات إسقاط الدولة إلى مذكرات التاريخ، وانتهت مواجهات دولية في أكثر من محفل أممي سواء داخل مجلس الأمن أو الجمعية العمومية أو مجلس حقوق الإنسان، وسقطت دعوات إيجاد مؤسسات بديلة يتم الاعتراف بها وفقاً للنموذج الليبي بعد عمليات الفشل المتكررة على أي موقع من المواقع الحدودية بدءاً من درعا وانتهاءً بالرقة مروراً في كل من إدلب وحلب ودير الزور والرقة، وانتهت حملات التحريض والتجييش الإعلامي بعد انكشاف أكاذيبها ورواياتها الإخبارية المفبركة، واعترفت الحكومات الغربية - الأميركية والأوروبية - بوجود عناصر إرهابية غريبة بينها أفراد من الدول الأوروبية نفسها تقاتل على الأراضي السورية تحت مختلف مسميات الجهاد الإسلامي كتلك المجموعات التي سبق لها أن قاتلت في كل من العراق وأفغانستان .‏

وعلى المستوى السياسي والدبلوماسية بدأت المواقف الدولية تأخذ منحى أكثر حدة ووضوحاً نظراً لما يمكن أن تحمل المواجهات في سورية من تطورات ستلقي بتأثيراتها على العالم كله بما فيها تلك الدول التي سعت إلى تسهيل دخول الإرهابيين إلى سورية أو تدريبهم أو مدهم بالسلاح أو تمويلهم بالأموال الكثيرة وخاصة كلا من قطر والسعودية وتركيا، فالدول الكبرى أيقنت أن إسقاط سورية ونظامها يدخل ضمن مفهوم المستحيلات في الزمن الحالي، كما أن ذلك لن يكون ممكناً على المدى المنظور، الأمر الذي دفع بالغرب والولايات المتحدة وخصوصاً أن تبحث عن مخرج لها بعد تورط إدارتها في دعم المجموعات المسلحة بصورة كبيرة خلال ولاية هيلاري كلينتون لحقيبة وزارة الداخلية خلال الفترة الماضية، وهي اليوم تتفاهم مع روسيا الاتحادية بعقل منفتح يدعو إلى تشجيع الحوار ودعم فكرته، وتأمين مستلزمات نجاحة بعد انكشاف كذب المزاعم التي كانت تدعي المطالب بالحرية والمشاركة أسلوباً لنشر ثقافة القتل والتدمير وزرع الفتنة والفرقة بين أبناء الشعب الواحد .‏

وبالفعل فقد بدأت تلوح تباشير النجاح في مسيرة الحوار الوطني على المستوى الداخلي، إذ تراجع بعض المسلحين عن مواقفهم وألقوا أسلحتهم وقبلوا بالمشاركة في جلسات الحوار المنتظرة، كما قبلت قوى خارجية بمبدأ الحوار بعد اشتراطات الحماية والرعاية والضمانة الدولية وخاصة من جانبي روسيا والولايات المتحدة الأميركية، وهو ما يحصل فعلاً إذ إن الحكومة أعدت كل التشريعات التي تضمن أمن وسلامة جميع المشاركين الراغبين في العودة إلى أرض الوطن والمشاركة في جلسات الحوار والمؤتمر الوطني القادم للحوار.‏

وتمضي مسيرة الحوار الوطني بعيداً عن كل المواجهات المسلحة، وتقوم الحكومة بمهماتها كاملة في فرض سيطرتها على كامل الأراضي السورية من خلال متابعة خدماتها في كل المناطق بما فيها تلك المناطق التي تسيطر عليها العصابات المسلحة الأمر الذي يؤكد الدخول في مرحلة تجاوز الازمة بالتأكيد .‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية