|
دمشق
ورغم استهداف هذه الحرب الاجرامية للافكار والمبادئ التقدمية والسيادية الا أن الحزب اثبت استمرار نضاله في كل الساحات العربية ورسوخ مواقفه وأهدافه لتكون قواسم مشتركة مع كل حركات التحرر في الوطن العربي والتي تلتف حولها الشعوب العربية وامالها بالتحرر والتقدم.. ما يحتم عليه القيام بمسؤوليات كبرى ومهام عليا ترتبط بالعطاء والتضحية في سبيل مصلحة الوطن والامة العربية وقضاياها. وركز الحزب خلال الفترات الماضية والحالية على قضايا الامة العربية وصون حقوقها حيث شارك بفاعلية كبيرة في كل معاركها ووقف إلى جانب الدول العربية في مواجهة التحديات التي اعترضتها كالعراق ولبنان وفلسطين والجزائر واليمن والسودان ودعم المقاومة العربية في مختلف البلدان وخاض حروب التحرر وشارك في بناء سورية الحديثة بكوادره وقطاعاته المتعددة الاطياف والشرائح. وبما أن من لا يعمل لا يخطئ فان حزب البعث العربي الاشتراكي يسعى بمراجعة ذاتية دائمة إلى تدارك الاخطاء والسلبيات التي قد تقع في حياة الحزب نتيجة بعض المحسوبين عليه والمستغلين لاهدافه وهذا ما أكدته القيادة القومية للحزب في بيان لها في الذكرى السادسة والستين لتأسيسه ان بعض العرب الذين يزعمون بأن البعث فشل في تحقيق أهدافه القومية هم بذلك يعرون أنفسهم وهم الذين قاموا بحظر نشاط البعث في العديد من الاقطار العربية لما يعتبرونه وأسيادهم خطرا على أنظمتهم وعلى مشاريعهم الاستعمارية المستمرة في المنطقة العربية. وأشارت القيادة في بيانها إلى أن الحزب يعتمد على المصارحة والشفافية والنزاهة والممارسة الديمقراطية والنقد والنقد الذاتي في تقييمه لايجابيات وسلبيات انجازاته من خلال التواصل مع الجماهير عبر ايجاد وسائل حديثة جاذبة ومبتكرة بما يفعل الحياة الحزبية ويطورها باتجاه تعميق التواصل مع الجماهير والعمل معها لتحقيق مجتمع الحرية والكرامة والعدالة والمساواة بين كل أبناء الوطن. وفي جميع المراحل التي مر بها الحزب كان الايمان بمستقبل الامة والوفاء لجماهيرها والارادة الحاسمة والشجاعة والميراث التاريخي هو السلاح الأقوى والمعين الاكبر كي تحقق قواعد البعث الانجاز تلو الانجاز لتصل إلى المرحلة الراهنة وهي تمتلك أطر المساهمة في الحوار الوطني المواكبة لمشروع الاصلاح الشامل الذي يتم انجازه بالتعاون مع القوي والاحزاب الوطنية في سورية. وفي عرض مختصر لدور حزب البعث العربي الاشتراكي منذ تأسيسه في 7 نيسان عام 1947 يدرك المرء مدى مساهمة الحزب في رسم خارطة سورية الاجتماعية والاقتصادية والسياسية المتميزة بشمولها للطبقات الكادحة التي كانت مهمشة قبل استلام الحزب للسلطة في سورية دون أن يهمل دور القوى الأخرى في بنية مفاصل المجتمع السوري منحازا إلى العمال والفلاحين وصغار الكسبة ما أكسبه شرعية ومصداقية أدت إلى دعم أعداد كبيرة من المواطنين له والانتساب إلى صفوفه. وتمكن الحزب خلال مسيرته من قيادة الجماهير إلى تحقيق الوحدة بين سورية ومصر ومحاربة المشروعات الاستعمارية والاحتلال الغربي والكيان الصهيوني وتفجير ثورة الثامن من آذار وتوسيع قاعدة المشاركة الشعبية والانتصار في حرب تشرين التحريرية ومساعدة الشعوب المهجرة نتيجة الاحتلال اضافة إلى تمكنه من ترسيخ أهدافه في عقول أبناء سورية لتصدح حناجرهم بشعار وحدة حرية اشتراكية في مدارس الوطن مع العلم السوري المرفرف بأرجائها. ان المستجدات الاخيرة في سورية لا سيما ما يتعلق باقرار دستور جديد والغاء المادة الثامنة من الدستور السابق فرضت مسؤوليات كبيرة ومهام على حزب البعث لمواكبة هذه المستجدات وعلى عكس ما يعتقد البعض فان المضمون الجديد للمادة الثامنة هو تطور للمضمون السابق لان حزب البعث ينطلق منذ تأسيسه من مبدأ التعددية السياسية والحزبية ويدعو إلى الحوار مع الاحزاب والقوى السياسية أي ان الغاء المادة الثامنة لن يلغي دور الحزب وانما سيزيد من نضاله وكفاحه لانه حزب متجذر في التاريخ وبين الجماهير. ويتابع الحزب اليوم مسيرة ولادته التي جاءت من رحم الارض العربية بفكرها الثوري وقوميتها الانسانية ونضالها الدائم مؤكدا أن الحوار والاصلاح الوطني الاقتصادي والاجتماعي والسياسي سيكون هدفا جديدا للحزب إلى جانب أهدافه السابقة لتكون سورية صخرة تتحطم عليها مشاريع الغرب الاستعمارية الجديدة. |
|