رأي...مشروع نهضوي ثقافي
ثقافة الجمعة 6-3-2009 الثقافة ليست فقط كتباً ومحاضرات وإصدارات، بل هي أعمق وأشمل من ذلك فهي سلوك حياتي متكامل والهوية الثقافية ليست لغة ننطقها، بل إحساس أعمق من اللغة وفكر يحيط بنا من كل جانب، ولهذا من الخطأ بمكان تجزئة الثقافة أو تأطيرها واختزالها في حيز ضيق وألق محدود - هكذا يرى سيف محمد المري رئيس تحرير دبي الثقافية في زاويته أجراس ويدعو إلى مشروع نهضوي ثقافي معلن مؤدلج ويخلص إلى القول:
إن أمتنا العربية بحاجة إلى مشروع حضاري موازٍ يحفظ كيان الأمة من أطماع وأحلام..ولابدّ للأمة أن تنتبه وتبني لنفسها مشروعاً ثقافياً نهضوياً واحداً تعمل على ترسيخه في عقول مثقفيها، وزرعه في قلوب أبنائها القادمين من الغيب بعد حين وإلاّ فإن كياننا كأمة عربية واحدة، مهدد أيمّا تهديد والخطر القادم يجب التعامل معه باستعداد، وماذلك الاستعداد إلاّ في إنتاج مشروع نهضوي يؤمن بالتعددية في الفكر ويعدّ الأمة جسداً واحداً وكياناً واحداً مع عدم إغفال الواقعين السياسي والاقتصادي، إذ هما الفرسان اللذان يقودان أيَّ مشروع ثقافي، ومن دون سياسة واقتصاد قويين ونافذين ومؤثرين لاوجود لأي مشروع نهضوي، وعلى النخبة المثقفة أن يكون لها دور تضطلع به في إيجاد المشروع النهضوي الذي على أكتافه سيتم إيجاد واقع أكثر قوة للأمة، ولا أدري عن الكيفية التي من المفترض أن يتم بها ذلك ولكنني أؤمن بأن طريق الألف ميل يبدأ بخطوة وأن طريق المشروع الثقافي النهضوي يبدأ بكلمة.
|