|
ثقافة حضر الأمسية د.أسامة عدي عضو القيادة القطرية للحزب رئيس مكتب العمال والفلاحين القطري، وعدد من المسؤولين والمهتمين بالشأن الثقافي العام. بدأت الأمسية الشاعرة ابتسام صمادي قائلة: عندما كانت الحرب العدوانية على غزة شعرت ككل الشعراء، أننا أمام موقفين إما أن نعتزل المنبر وإما أن نقوم بواجبنا لنقول كلمة للتاريخ والموقف، وأنا كنت بين هذين الموقفين كالطفلة الحائرة بين أبوين متشاجرين، ثم قدمت قصيدة لغزة قالت فيها: وسال الدم في غزة وكل/شقائق النعمان ماست في روابينا/متى نرقى إلى دمهم؟/ أما رويت أراضينا؟ وألقت قصيدة ثانية صاغت مادتها من وحي حديث امرأة عندما طلبت عباءة سيد المقاومة حسن نصر الله على الشاشة حيث قالت: وزع عباءتك المهيبة ياحسن، وزع نسيج خيوطها، ضاقت بها الأحزان فاتسع الوطن، وزع عباءتك الرهيفة فوق سطح النوم أو قمح الزمن، مرت أمام الصمت فانبهرت بلاد النفط وانبهر الشجن، جالت على الطرقات فانشرح الهواء وكان متكئاً على أدق الوسن. وختمت بقصيدة بكت فيها حال الأمة ولامتهم على تقاعسهم وتخاذلهم عن نصرة المقاومة في كل مكان من وطننا الحبيب فقالت غاضبة: ما كنت أحيا ليوم نستباح إلى أن يفردونا على الدشات من جرب لم نزن قط بكم لم تزن جدتنا كنا الحرائر حتى مع أبي لهب لقد تشبع شعر ابتسام صمادي بعبق المقاومة وعشق الرجولة والكرامة، وحفلت قصائدها بالومضات المنسابة إلى القلب بسرعة كزخات مطر صيفية. أما الشاعر نزار بريك هنيدي فقد ألقى قصيدة نثرية نضحت عن نفسه الشفافة المنفعلة بالأحداث، فحيا بها المقاومة ومجد الشهادة فتصاعدت رؤاه بين الأمل والحزن ودفعنا إلى نفض غبار اليأس وتعميق ثقافة المقاومة إذ قال: كان لابد من أن تموت، أنت من قلب الشمعدان، فراح دعاة السلام، يقودون أغنامهم، نحو أعلى القمم، والسلاطين في وجل يركضون، ويخبئون وراء قناع الألم، أنت أرهبتهم، حينما رجف الجسد اللين.. فاستفاقت شعوب، ومادت عروش، وراحت تمزق ليل استكانتها المدن. كان لابد من أن تموت إذن، فبموتك، عاد إلى نفسه الوطن.. وشارك الشاعر محمود حامد بقصيدة امتزج فيها البوح الوجداني بالهم الوطني، فقال: يا طائر الزيتون قلبي موجع، ويداي متعبتان.. لا تلويحة تكفي ولا شال يرف بما تبوح يداكا.. وضننت حتى بالسلام، وما ضننت بذاكا، اطفأتني حد الثمالة، ثم تبعتني على ما تشتهيه ذراكا، وأنا التي ساويت بين علاي، في عشقي وبين علاكا. والشاعر ياسر الأطرش شارك بقصيدة كلاسيكية بعنوان (يسوع) فيها زخم عاطفي متدفق حيث قال: ويعرف أهلي أنني إذ جرحتهم فإني جرحت الليل كي أطلع الفجرا أصابع عيسى لا تزال طرية تذكر بالإحسان.. إن تنفع الذكرى فيا ربي أورثني الشقاء جميعه وجنب قلوب الناس أن تحمل القهرا وختمت الأمسية الشاعرة هيلانه عطا الله بقصيدتين وطنيتين أهدتهما للشام ولغزة، تعلو الأصوات تضج، وبريق يخترق الليل، وغبار الحرب يعج، تنوي بعث الأرض الثكلى.. وجماهير في كل مكان.. من أين يجيء الطوفان؟ كل الأبواب محكمة، والأفق ممتد بلا حد.. |
|