تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


شـاعر مـن الوادي.. نجيب الغــربي

ثقافة
الجمعة 6-3-2009
إبراهيم ميخائيل شحادة

شاعر مجبول بتراب الوطن يحيا به ويتألق إبداعاً وأصالة ويلتهب ثورة وعاصفة من الشعر الحماسي والقومي والوجداني ويتغنى بأرق الشعر وأعذبه، ذلك هو الشاعر الغرّيد نجيب الغربي الذي ولد في بلدة القصير، الهادئة الوادعة التي تتكئ على ضفاف نهر العاصي وتجاوز قادش التي صدّت المعتدين والغازين.

ولد عام 1929، تلقى تعليمه الأول في المدرسة اليسوعية بحمص ثم انتقل بعدها إلى المدرسة الغسانية وتابع تعليمه حتى انتسب إلى سلك التعليم وراح يمارس هذه المهنة في مدارس القطر منذ عام 1953 وبقي في مجاله بمدرسة عناز- وادي النضارة حتى إحالته على التقاعد في بداية التسعينيات، وكان إلى جانب عمله في التعليم يقرض الشعر بين الفينة والأخرى ويكتب الخاطرة والمقالة ، والدراسة الأدبية وقد طرق أبواب الشعر التقليدية كافة وكان خطيباً من الطراز الأول يرتجل الكلام على المنابر بطلاقة وفصاحة نادرتين.‏

فمن حقل الشعر الوطني إلى القومي إلى الحقل الاجتماعي والمناسبات العامة إلى الوصف، وإلى رحاب الشعر الوجداني والتأملي والغزلي الذي أبدع فيه وأجاد، لقد تنوعت ألوان شعره وكل لون كان ذا عبير وعطر يفوح أريجاً وعذوبة وندىً ، وخلال فسحة هذا العمر لم يخمد فيه وهج الشعر ولا انطفأت جذوته ولا لانت له عريكة، نظم وكتب وألّف العشرات من الكتب والدواوين الشعرية حتى تراكم لديه نتاج كبير يدل على سعة اطلاع وغزارة معارف وإدمان قراءة بل نهم في شتى العلوم والفنون والأدب، حتى تكوّنت لديه مكتبة خاصة تحوي أكثر من عشرة آلاف كتاب تزخر بأمات الكتب والمراجع.‏

فمن مجموعاته الشعرية المطبوعة:‏

«ديوان نار ودماء» وهو باكورة إنتاجه فيه مزيج من الشعر والنثر.‏

- شرود: شعر.‏

- الرموش المخملية: شعر‏

- قيثارة الألم: شعر.‏

- أريج الدموع: شعر‏

إلى جانب دواوين أخرى ما زالت مخطوطة تنتظر الطبع «كديوان قوس كلوبيد» و«أهداب وحراب».‏

ومن مؤلفاته النثرية: - بنفسج وعوسج‏

- أرباب الحرب وآلهة الحب‏

- أساطير ومشاهير‏

- فرسان وشعراء وأدباء وهو تحليل ونظرات وآراء.‏

- الفارس المدرع، قصة تاريخية إلى جانب الكثير من الدراسات الأدبية حول شعراء من مختلف العصور العربية.‏

مدّ الله في عمر شاعرنا الحبيب ليرفدنا بالمزيد من باقات شعره ورياض نثره وأمسياته التي يخطر فيها النثر ويرقص في رحابها الشعر. لقد أحب الشاعر وطنه وعبّر عن خلجات نفسه وأحاسيسه بنفثات من الشعر، وتعبد في محراب الوطن العظيم فها هو يتغنى بالشام ويحيي العرب:‏

حيوا الشآم وحيّوا العرب والعلما‏

حيوا المروءة، حيّوا المجد والشيما‏

حيّوا الصمود، ألا حيّوا مكارمه‏

فاق الثريا وفاق البدر والنجما‏

ولم ينس فلسطين الجريحة أبداً، تلك الأرض المقدسة، فتغنى بشعبها البطل الجريء الشجاع الذي لا يسكتين لضيم ولا يلين لغاصب إنه رمز النضال والتضحية والبطولة والملحمة الأزلية الخالدة خلود الزمن، ففي نشيد الفدائي يقول:‏

لا لن أموت فلن يموت سوى الجبان، إن مات جسمي فلن تموت الروح، لن أخشى الهوان‏

إني خلقت لأن أكون أنا الزمان‏

وكذا الوطن‏

أحميه من نار المحن‏

إنه ينهل من التراث ويستوحي صوره من الواقع ومن شعر الأقدمين محاولاً التجديد في الصورة والعبارة دون أن يدخل في متاهات الرمزية والولوج إلى التعقيد في عالم الحداثة الشعرية التي تسعى إلى كسر طوق اللغة الشعرية القديمة، مازال وفياً للغته متمسكاً بلغة شعرائنا القدماء وجزالة تراكيبهم وعذوبة ألفاظهم، وتألق صورهم ساعياً إلى تحقيق رسالة الشعر العظيمة في الحياة، رسالة الشعر التربوية والوطنية والقومية، لقد ورّث شاعرنا الشعر لابنه دعاس الذي أصدر دواوين عدة منها عبير البنفسج حيث سار على نهج والده.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية