تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


حادثة طرد حررت أمة

استراحة
الجمعة 6-3-2009
يمن سليمان عباس

هل هي الأقدار التي تضع في مواجهتنا أحداثاً ومصاعب لتحول وجهة سيرنا أو لتستنتفر وتستفز قوانا؟

هل تعرضت يوماً إلى موقف جعل محور حياتك يتغير ودفعك نحو آفاق جديدة لاتقف نتائجها عليك بل على الآخرين؟.‏

في التاريخ محطات كثيرة وقعت وتدل على أن عباقرة في مختلف الفنون والعلوم قد غيروا توجهاتهم وكانت حوادث معينة سبباً لذلك حفزتهم ودفعتهم إلى قمم المجد السامقة.... ومن هؤلاء المهاتما غاندي الذي غير مجرى تاريخ الهند بسبب موقف جرى معه.‏

ففي أواخر القرن التاسع عشر كان غاندي المحامي مسافراً بقطار السكة الحديدية عبر إفريقيا الجنوبية وكان جالساً وحده في «صالون» بالدرجة الأولى ولما بلغ القطار محطة «مارتزبرج» فتح باب الصالون راكب أروربي وما أن وقع بصره على الشاب الهندي حتى أرغى وأزبد ثم نادى موظف القطار المختص وأمره بأن يطرد الشاب لينتقل إلى عربة الدرجة الثانية التي أعدت لأمثاله، لكن الشاب رفض أن ينتقل من مكانه لأن معه بطاقة سفر من الدرجة الأولى، وبعد مناقشة حادة أرغم الموظف الشاب الهندي على مغادرة القطار قوة واقتداراً فقضى ليلته على رصيف المحطة وهو يرتجف من شدة البرد.‏

لكن هذا الحادث لم يمر عبثاً فقد أثار الظلم والاستبداد نفس غاندي الشاب، فآلى أن يكرس حياته للكفاح في سبيل تحرير الشعب الهندي من سطوة المستعمر واستبداده.‏

وأتى جهاد الشاب ثماره وفي مقابل طرده من القطار تحررت «جوهرة التاج البريطاني» من الاستعمار بفضل كفاحه وعزيمته.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية