تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


في ذكرى قرنين على ميلاده...الداروينية تطل برأسها من جديد ..

استراحة
الجمعة 6-3-2009
بدأت الاحتفالات في أماكن عديدة من العالم بمناسبة الذكرى المئوية الثانية على ميلاد عالم الأحياء تشارلز داروين، وأقيمت بهذه المناسبة ندوات تناولت نظرياته وإسهاماته في مجال الأحياء،

واستضافت العديد من الأساتذة والمتخصصين جرى فيها الحديث عن نظريات داروين الخاصة بالتطور، ومن المتوقع إقامة المزيد من الندواويبدو أن ذكرى ميلاد داروين جاءت مناسبة لإعادة إحياء نظريته حول أصل الإنسان، بل ذهب بعض العلماء بمن فيهم علماء عرب إلى أن نظرية داروين لم تعد مجرد فرض أو نظرية بل إنها أصبحت حقيقة علمية،فمثلما نقول: إن الأرض كروية، لا يستطيع أي بيولوجي أن ينكر حقيقة التطور، ومثلما قالوا: إن القرن العشرين هو قرن الثورة الكيميائية والفيزيائية، فإن القرن الواحد والعشرين هو قرن البيولوجيا واكتشفوا من خلال البحث العلمي انقراض كائنات وتعديلات لبعض آخر، وبالتالي فإن النظرية الوحيدة تفسر اختفاء أنواع وبقاء أنواع هي نظرية الانتخاب الطبيعي وشعارها البقاء للأصلح.‏

ويضيفون: إن التجارب العلمية الحديثة أثبتت صحة نظريات داروين، فعندما ظهرت النظرية اعتمد العلماء في البدء على دراسة وصفية بتشابه الملامح وتشابه التشريح، سواء في الكائنات المسجلة في الحفريات أمالموجودة فعلاً على الأرض، و كان في هذه الدراسات كثير من الحدس والتخمين كما أن سجل الحفريات الذين كانوا يعتمدون عليه ليس كاملا .‏

أما الاكتشاف الأعظم الذي أثبت صحة نظريات داروين حسب رأيهم فهو اكتشاف جزيء الحمض الريبي النووي واسمه الشائع (دي ان آي) هذا الحامض المكون الأساسي للجينات التي تحمل الصفات الرئيسية لكل كائن، فمجرد وجود هذا الحامض في جميع الكائنات الحية من أبسطها إلى أكثرها تعقيداً، يعتبر دليلا قاطعا على التطور، ويبين أن الحياة لها أصل واحد .‏

ويؤكد أنصار النظرية أن نظريات داروين في وقتها كانت صادقة، حيث إنه لا يمكن أن تصدر إلا في عصرها، وأن فكرة داروين ظهرت في عصر البورجوازية، بعد مرحلة حروب الفرنجة على الشرق، عندما بدأ الناس يعتمدون في نشاطهم الاقتصادي على التجارة والبيع والشراء ما أدى إلى إمكانية أن يكون بعض الناس ثروات ترفعهم من أسفل السلم الاجتماعي إلى أعلاه .‏

وبالمقابل لا يزال المحافظون من أديان مختلفة يرون أن الصهيونية وراء ترويج النظرية الداروينية التي تقوم على فكرة أن القرد أصل الإنسان لأن المعاندين من بني صهيون مسخوا قرودا عندما كذبوا الأنبياء، و الرد الطبيعي البسيط على أنصار داروين أنهم إذا أرادوا أن يكون أصلهم قرودا فإن نؤكد انتماءنا لآدم أبي البشر .‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية