تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


الأمــراض المزمـــنة 40٪ تعـــود للســـلوكيات والعـــادات الخـــاطئة؟

مجتمع
الجمعة 6-3-2009م
ميساء الجردي

اذا كانت لغة العالم حسب الأعراف العالمية تترسخ في الموسيقا المنسجمة مع أوتار الحياة، فإن لغة الصحة مبنية على انسجام الإنسان مع السلوكيات والعادات الصحية.ومع الحديث المستمر عن الأمراض المزمنة

والمنتشرة بكثرة إلى درجة أصبحت تشكل 70٪ من الوفيات كان السؤال ملحا حول الأسباب الاجتماعية الكامنة وراء ارتفاعها والسلوكيات التي جعلتها تحتل مركز الصدارة بالنسبة للوفيات؟‏

لنعرف ماذا نأكل‏

الدكتور أحمد الجرد مدير السجل الوطني للسرطان والأمراض المزمنة أكد: أن السرطانات وأمراض السكري ومرضى القلب والأوعية والتهابات الرئة هي اليوم تشكل حاجزا كبيرا له تأثيراته على المريض وعلى جميع من حوله من أفراد العائلة بالإضافة إلى العبء المادي المترتب عليه وعلى الدولة.‏

وبينا منذ بداية اللقاء أن هذه الأمراض يمكن الوقاية منها إلى نسبة كبيرة فالأمر يتوقف على طبيعة الغذاء والعادات الصحية السليمة، فما المانع أن نعود بغذائنا إلى الطبيعة ونأخذ الوجبات الطازجة ونتاول الخضار والفواكه في مواسمها بدلا من تناولها مخزنة ومثلجة والابتعاد ما أمكن عن تناول الوجبات الجاهزة السريعة التي تحتوي على الكثير من الدهون والزيوت المحمية، والمواد الحافظة، والملونات وغيرها من مأكولات السوق، مضافا إليها المشروبات الغازية التي فيها الكثير من السكر والملونات.‏

إمكانية الحماية‏

وفي سؤال حول امكانية مقارعة أمراض السرطان والسكري وأمراض القلب ونسبة الوقاية منها رغم الشائع بأنه لاشفاء منها؟ أشار أن 40٪ من هذه الأمراض يتعلق بسلوكيات الإنسان وبغذائه وممكن التحكم به، ولو توقفنا عند مشكلة التدخين الشائعة بكثرة هذه الأيام ولدى جميع الأعمار تقريبا نجد أنها المسبب الأول لسرطانات الرئة وجوف الفم، والحنجرة مع ملاحظة ارتفاع نسبة سرطانات الثدي والرئة لدى النساء المدخنات. ووجود 90٪ من المصابين بسرطان الرئة هم من المدخنين وبالتالي كلما أوقف التدخين يخفض الأشخاص عن أنفسهم احتمالات الاصابة.‏

تأثيرات إضافية‏

وهذا السلوك في جوانبه الأخرى له الكثيرمن الأضرار ليس على الشخص المدخن فقط بل على المحيطين به «المدخن السلبي » والناس هذه الأيام نادرا ما يسألون الآخرين عن رأيهم إذا كان ممكن التدخين أم لا.‏

وفي حالات الإصابة بالأمراض المزمنة فإن هذا يؤثر على الحالة النفسية للمريض وأسرته وعلى المجتمع الذي يخسر فردا من أفراده، يفترض أن يكون شخصا منتجا وفعالا في مجتمعه.‏

والأزمة التي يعيشها أولاد الشخص المريض وعائلته بشكل عام يرافقها أزمة أخرى تتعلق بالعلاج وغلاء الدواء الذي يكون على الأغلب مكلفا جدا.‏

السكري وقلة الحركة‏

يقال في الحركة بركة، ويبدو أن المثل لم يأت من فراغ، فقد أكد الأطباء ضرورة أن يمشي الإنسان كل يوم من 40-50 دقيقة للابتعاد عن الأمراض المزمنة بشكل عام. وليصبح الجسم أكثر رشاقة ولكن ما هو الرابط بين الرشاقة والحركة والوقاية من أمراض السكري؟ الدكتور الجرد يفسر هذه المسألة قائلا: إن السكري بالأساس هو نقص بهرمون البنسلين الذي يفرزه البنكرياس، والسكري نوعان الأول: الذي يصيب الشباب الذين لديهم نقص كامل بالأنسولين نتيجة التهاب الكبد، والثاني وهو الأكثر انتشارا حيث 90٪ منه يأتي نتيجة زيادة الوزن واتساع محيط الخصر والتي يصاحبها قلة الحركة وارتفاع نسبة الكولسترول والشحوم.وبالتالي البدانة تساهم في مقاومة الجسم للبنسلين ما يؤدي إلى السكري. والشخص الذي لديه قابلية كبيرة لأكل الحلويات الصناعية بكثرة، فإن كمية الأنسولين التي لديه لاتكفي لحرق كمية السكر التي يتناولها، وإذا لم يمارس هذا الشخص الرياضة أو الحركة،تبدأ لديه علامات مرض السكري. والغالبية يعلم أن تطور هذا المرض وعدم الحمية يؤدي إلى مضاعفات كثيرة منها العمى، ومنها بتر القدم والقصور الكلوي مع أن حل المشكلة لايحتاج إلا لبعض القواعد الصحية في طعامنا وشرابنا وفي الرياضة العادية البسيطة، في حال عدم القدرة على ممارسة الرياضة النظامية في المراكز والنوادي...‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية