|
معاً على الطريق ومنذ انفتحت أبواب معارجك للنبي محمد (ص) في الإسراء والمعراج. يا قدس.. أراك حمامة بيضاء مقصوصة الجناحين وهم يذبحون منك الأوصال.. أراك نجمة تخفق في سماء المحبة وتنطلق من جنوب الأرض إلى الشمال.. أراك طائرا قدسياً يحوم في أرجائك، داعيا للمحبة والسلام، مشتملا على العقائد السماوية وليس على الصهيونية كعقيدة استعمارية استيطانية.. طائراً يمشي فوق الماء كما المسيح في بحيرتك طبرية البيضاء.. وينقر بيادر القمح كما يقف على أغصان التفاح في الجولان وكما يفرد جناحيه فوق بيارات البرتقال والليمون. إنها بلاد الشام.. وما يؤذيك يا قدس يؤذينا جميعا.. والسلام فيك هو السلام لنا جميعا.. وما من قوة في الأرض تستطيع أن تفصل أجزاءنا بعضها عن بعض مهما أمعنت في الإجرام, ومهما أمعنت في العدوان كما هو الحال الآن في حي السلوان الطرف الأغر منك يا قدس, إنهم يهدمون البيوت فوق رؤوس أصحابها, أو يهجرونهم منها ظلما وبغيا تحت ذرائع لا تقرها القوانين ولا تندرج تحت أي شرائع. يا قدس.. أعلناك هذا الأسبوع عاصمة ثقافية عربية ونحن جميعا أمام مسؤولياتنا كعرب تجاهك.. وخاصة الكتَّاب والأدباء والشعراء والصحفيين وكل من يحملون القلم ويسطرون في هذا العالم المجنون.. علينا أن نحمل هذه الرسالة السهلة والعسيرة في آن معا.. نحملها رهيفة دقيقة لكنها حادة كالسكين لأنها الحقيقة.. علينا أن نبث أصواتنا في كل أنحاء العالم معلنين عن القدس وحقنا فيها كما تاريخها وارتباطها في كل عرق من عروقنا ولا سيما أن الحداثة وما فيها من وسائل اتصال قادرة على أن توصل أصواتنا إلى كل بقعة في الأرض وفي كل مجال.. علينا أن نعرَّف بالقدس وأن ننشر تاريخ القدس وأن نقف عند كل ما تقوم به الصهيونية من محو لمعالمها الأثرية الحضارية, ولكل ما يكرس لإعلانها عاصمة للدولة العبرية.. وها هي أجراس الكنائس في كل الأنحاء والأرجاء تؤيدنا.. وها هي قبة الصخرة المشرفة تطل على سماء العروبة والإسلام لتحمل رسالة السلام. أما أنا وقد ودعتك منذ عام 1966 قبل العدوان الغاشم في نكسة حزيران 1967 عندما اغتصبوك وجعلوك في أوهامهم جزءا من كيانهم.. ودعتك دون أن أعرف أن تلك الزيارة مع فريق من الأدباء والشعراء من الأردن بأنها آخر زيارة لأن الأقدام الوفية لن تطأ هذه الأرض أرض القدس إلا وقد عادت إلينا عربية أبية. يا قدس.. نناديك ونعلن مع كونك عاصمة ثقافية أننا لن نتخلى عنك.. وها هي أصواتنا وقد اقترب أسبوع المولد النبوي الشريف تدلنا على كل ما يمكن أن تهدينا إليه عقائدنا سواء في الانجيل أو في المصحف الشريف. يا قدس.. إليك عهدنا وولاؤنا ووفاؤنا.. يا قدس الأقداس يا سراً ينتشر في كل أنحاء المعمورة ولو استوطنت فيك الحرب كما تدل العلامات والنذر، فإنك ستدخلين إلى قلوب كل الناس كما دخلت إلى قلوب كل الأبرار والشهداء وكانوا لك العنوان والفداء.؟ |
|