|
نافذة على الحدث من الواضح فعلاً أن «الناتو» كأكبر وأقدم تحالف عسكري غربي قائم بعد الحرب العالمية الثانية قد دخل مرحلة من الخلافات والتناقضات بين أعضائه، قد تؤدي إلى تفككه في نهاية المطاف، وما من شك أن نظام أردوغان قد ساهم في تعميق هذه الخلافات، وذلك على خلفية الحرب على سورية إن كان بسبب تدخله العسكري في الشمال السوري أو عبر استغلاله قضية «اللاجئين» ورفعها في وجه الأوروبيين، دون أن نتجاهل امتعاض ترامب من المساهمة المالية الأوروبية الضعيفة تجاه الحلف وطريقته المستفزة في التعاطي مع بقية الأعضاء. الظروف التي أنشئ فيها الحلف اختلفت كثيراً، فالصراع مع الاتحاد السوفيتي وحالة الاستقطاب الشديدة التي كانت قائمة بين المعسكرين الشرقي والغربي انتهت، فها هي تركيا ثاني أكبر قوة عسكرية فيه تقترب شيئاً فشيئاً من روسيا بسبب المصالح المتبادلة وتشتري منها أسلحة متطورة كنوع من التمرد على قوانين الحلف وأعرافه وتقاليده، في حين ثمة أصوات في أوروبا تنادي بإنشاء قوة عسكرية خاصة بعيداً عن واشنطن، تختلف وظيفتها عن الوظيفة المُناطة بالناتو كقوة عدوان وعربدة واحتلال تحرّكها واشنطن متى شاءت ووفق مصالحها. ومن المتوقع أن تتفاقم الخلافات داخل الحلف بسبب ما يجري في ليبيا أيضاً، حيث يتواجه أعضاء الحلف عسكرياً بالواسطة على الأراضي الليبية بسبب تناقض المصالح والأجندات، وليس مستبعداً أن نشهد تفكك الحلف في وقت قريب إذا ما انتخب ترامب مجدداً، أو حاول الأوروبيون انتهاج سياسة مستقلة عن واشنطن من القضايا المطروحة على الساحة العالمية، ويقيناً أن النظام العالمي القائم حالياً سيتغير وقد يكون الناتو أول hsauood@gmail.com ">ضحاياه..! hsauood@gmail.com |
|