|
وكالات - الثورة حيث بدأت في إيران أمس مراسم صب خرسانة مفاعل «بوشهر» الثاني بحضور علي أكبر صالحي رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، وألكسندر لوكاشين رئيس شركة «آتوم ستروي إكسبورت» الروسية. وقال علي أكبر صالحي خلال المراسم: محطة «بوشهر» تتمتع بأمن كامل ومستعدون لنقل خبراتنا النووية إلى دول المنطقة... طهران مستعدة للتعاون العلمي ونقل تجاربها في الصناعة النووية إلى دول الخليج». ولفت صالحي إلى أنه ستتوفر لدى إيران بفضل هذا المشروع 3 آلاف ميغا واط مع حلول عام 2027. وكان صالحي قد أكد أن كل خطوات بلاده في خفض التزاماتها تأتي في إطار الاتفاق النووي وليس خارجه. وأدلى صالحي بهذا التصريح إثر وصوله أول من أمس إلى محافظة بوشهر حيث تشرف الوكالة الفدرالية الروسية للطاقة الذرية «روس آتوم» على إنجاز مشروع بناء الوحدتين الثانية والثالثة في محطة «بوشهر» للطاقة النووية. وقال صالحي إن الدول الأوروبية الموقعة على الاتفاق، والولايات المتحدة التي انسحبت منه، تشعر بقلق إزاء مضي إيران قدما في خفض التزاماتها بموجب الصفقة، لأن ذلك يظهر أن البلاد تعزز قدراتها التي كانت «كامنة حتى تتحول إلى ملموسة». وأضاف أن الأوروبيين والأميركيين في حالة ارتباك حاليا لأنهم ظنوا أن إيران لا تملك قدرات كهذه. وأردف قائلا: إننا لم نكن البادئين في عدم الالتزام، بل هم الذين لم يلتزموا بتعهداتهم، وبطبيعة الحال لم تكن الجمهورية الإسلامية الإيرانية راضية عن تحول الاتفاق النووي إلى طريق باتجاه واحد، مشددا على أن إيران لا تتجاوز أحكام الاتفاق حينما تتخلى تدريجيا عن التزاماتها النووية، مشيرا إلى أن كل خطواتها تتوافق مع البند 26 من الوثيقة والذي يتيح لها هذا الحق في حال عدم وفاء الطرف الآخر بالتزاماته. ووصف صالحي إنشاء الوحدتين الثانية والثالثة في محطة بوشهر النووية بأنه أضخم مشروع في البلاد تبلغ كلفته 10 مليارات دولار. من جهته قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية عباس موسوي إن بلاده لم تتخذ قرارها النهائي بعد بصدد الانسحاب من معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية. ونقلت قناة « برس تي في» الإيرانية الناطقة باللغة الإنجليزية، تصريحات لموسوي جاء فيها: الجمهورية الإسلامية في إيران لم تقرر بعد الانسحاب من معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، مشيرا إلى أن بلاده وضعت سيناريوهات مختلفة لهذا الشأن وستتصرف بناء على المتطلبات المؤقتة والتدابير المتخذة من الجانب الآخر. وكان السفير الإيراني لدى لندن حميد بعيدي نجاد، قال أول أمس إن طهران بعد انسحاب الولايات المتحدة من الصفقة النووية، ستخفض التزاماتها بموجب الاتفاقية، و»قد تنسحب من معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية». من جانبه كشف مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون السياسية عباس عراقجي أن بلاده تحقق للكشف عن الجهة المسؤولة عن الهجوم على ناقلة النفط الإيرانية، مؤكدا أنها سترد في الزمان والمكان المناسبين. وقال عراقجي في كلمته التي ألقاها أول أمس في مؤتمر عدم الانتشار النووي في موسكو: لقد كان هناك عدد كبير من الحوادث والهجمات والحالات الأخرى، آخرها الهجوم الذي وقع قبل شهر على ناقلة نفط إيرانية باستهدافها بصاروخين وما زلنا نحقق، وسنرد في الزمان والمكان المناسبين. واعتبر عراقجي أن سياسة الضغوط القصوى التي تنتهجها الولايات المتحدة ضد إيران، هي سياسة فاشلة، ولم تجد نفعا ولم تحقق أهدافها... نعم في البداية كانت لدينا هزات، ولكننا الآن تأقلمنا مع الحظر، ونعرف كيف نتعامل معه. كما لفت عراقجي إلى أن سياسة تصفير صادرات النفط، كانت نعمة لإيران وشكلت فرصة ذهبية، لتخليص الاقتصاد من الاعتماد على النفط، وقال: نعمل على تنظيم الميزانية بناء على عدم الاعتماد على صادرات النفط. وفي سياق مواز أعلن الرئيس الإيراني حسن روحاني عن اكتشاف حقل نفطي ضخم في إيران تقدر احتياطاته المؤكدة بـ53 مليار برميل من الخام. وذكر روحاني في كلمة أمام أهالي محافظة يزد وسط البلاد أمس أن الحقل المكتشف مساحته تبلغ 2400 كم مربع، ويقع بين مدينتي بستان وأميدية في إقليم خوزستان جنوب غرب البلاد، ويصل عمق الطبقات النفطية في الحقل إلى 80 مترا، مؤكدا أن الصادرات غير النفطية لإيران تزداد رغم العقوبات والصعوبات. وأضاف أن اكتشاف حقل النفط هو هدية صغيرة من الحكومة ووزارة النفط و الشركة الوطنية الإيرانية للنفط للشعب الإيراني العظيم .. اكتشاف حقل النفط يدل على أن إيران بلد غني. ولفت الرئيس إلى أن اكتشاف حقل النفط هذا تم بفضل جهود الشركة الوطنية الإيرانية للنفط المبذولة منذ عام 2016 حتى الأسبوع الماضي، مشددا على أنه إذا استخرجت شركة النفط الإيرانية 1% من هذا الحقل فإن عائدات إيران من النفط ستزيد 32 مليار دولار. إلى ذلك دعا قائد قوات حرس الحدود في إيران العميد قاسم رضائي دول المنطقة إلى عدم تتبع سياسات الولايات المتحدة التي تثير الفتنة وتزعزع الأوضاع وتنشر الدمار والفوضى أينما وجدت. وقال رضائي في مؤتمر صحفي أمس: ان وجود الأسطول الأميركي في الخليج يتسبب بانعدام الأمن في المنطقة وانعدام التجارة والصيد لدولها، مشيرا إلى أن هناك مطالب واسعة بسحبها داعيا الأمم المتحدة إلى الدفاع عن حقوق الشعوب إزاء هذا الموضوع. من جانبه أكد قائد مقر عمليات الجيش الإيراني غرب البلاد العميد فرهاد اريان فر أن القوات المسلحة الإيرانية على أتم الاستعداد لرد أي عدوان مشيرا إلى أن قدرات إيران الدفاعية اليوم في مستوى ممتاز وخارج فهم وإدراك الأعداء. وفي موسكو حذر نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف، من عواقب وخيمة للانهيار المحتمل للاتفاق النووي، مشيرا إلى أن ذلك إن حصل سيؤدي إلى تصعيد حدة التوتر في العالم وقد يتحول إلى صراع مفتوح. وأعلن ريابكوف أن انهيار الاتفاق مع إيران بشأن البرنامج النووي سيؤثر، من بين أمور أخرى، على أسواق السلع، لافتا إلى أن موسكو تأمل أن يتم فهم تلك المخاطر في واشنطن. وقال ريابكوف في كلمة ألقاها في مؤتمر حظر الانتشار النووي الذي تستضفه موسكو: لن يستفيد أحد، لا إيران ولا الولايات المتحدة ولا أوروبا ولا بقية العالم، من انهيار خطة العمل الشاملة المشتركة بشأن البرنامج النووي الإيراني، لأن اشتداد حدة التوتر المحفوف باندلاع صراع مفتوح سيعود بعواقب وخيمة حول العالم بحيث سيؤثر على الاقتصاد وسيضرب أسواق السلع الأساسية والمالية. وأشار ريابكوف إلى أن الانهيار النهائي المفترض للاتفاق النووي بأكمله سيؤدي إلى نشوب أزمة كبرى جديدة في الشرق الأوسط»، مضيفا أن موسكو تأمل بأن تدرك واشنطن خطورة الحالة. |
|