|
دمشق
التي أقامتها لجنة التراث الهندسي في فرع دمشق لنقابة المهندسين والتي تهدف إلى حماية التراث الثقافي وإيجاد الحلول العملية للنهوض بواقع مدينة دمشق القديمة ووقف التدهور والحالة المتردية التي وصلت إليها المباني الأثرية فيها، واتخاذ الخطوة الأولى باتجاه إيجاد قاعدة عمل مشتركة بين جميع الجهات المعنية لإعادة إحياء دمشق وإعادة الألق إلى تراثنا والإضاءة على قيمنا الثقافية والجمالية والحضارية. وأوضح المهندس عبد الناصر عمايري رئيس لجنة التراث في فرع نقابة المهندسين بدمشق أن أولى تلك التوصيات دعت إلى إيقاف إصدار أي قرار استملاك جديد في المدينة القديمة إلا لحالات الضرورة القصوى مع تحديد أرقام العقارات المطلوب استملاكها بدقة، واقترحت التوصيات إصدار تشريع تُعتبر فيه جميع مراسيم الاستملاك لاغية في حال عدم استكمال الإجراءات الإدارية وبقاء العقارات بأسماء مالكيها في القيود العقارية، وكذلك مشاريع الاستملاك الصادرة بقرار عن المكتب التنفيذي في محافظة دمشق بما يخص المدينة القديمة. وفي حال استكمال جميع الإجراءات الإدارية ولكن لم يتم تنفيذ الاستملاك فعلاً، يتم إلزام الجهات المستملكة بترميم العقارات خلال برنامج زمني محدد، وتنفيذ الغاية من الاستملاك أو طرحه للاستثمار ضمن ضوابط ومحددات فنية واضحة بإشراف المديرية العامة للآثار والمتاحف ومديرية دمشق القديمة. كما تضمنت التوصيات تشكيل لجنة قضائية مختصة للنظر ودراسة الدعاوي القضائية والبت بها ليتم معالجتها، وإعادة النظر بقانون الاستملاك النافذ حالياً، وإصدار قانون عادل ينص على حصر إجراء الاستملاك بجهة مركزية واحدة (رئاسة مجلس الوزراء) حفاظاً على حماية الحقوق الفردية التي صانها الدستور من أي تعد جائر، وإعادة النظر بالمادة الثالثة من قانون الاستملاك التي شملت جميع الأعمال الإنشائية الاستثمارية والخدمية والسياحية والثقافية والعامة بمختلف أوجهها ضمن تعريف المشاريع ذات النفع العام، ما قد يسبب استغلالاً خاطئاً للسلطات الإدارية لهذه الصلاحية واستخدامها بشكل فيه تعدٍ على الملكيات الفردية، وإعادة النظر بأسس تقدير بدلات الاستملاك وفرض إعطاء القيمة الحقيقية للعقارات المستملكة انسجاماً مع مبادئ الدستور، وتعديل الفقرة الأولى من المادة رقم 35 من قانون الاستملاك التي تجيز تسجيل العقارات المستملكة والتي زالت عنها صفة النفع العام باسم الجهة المستملكة ومنحها الحق بالتصرف بها بكل وجوه التصرف، وتطبيق الفقرة الثانية على كامل العقارات المستملكة مع تحديد أسس تقييم البدل النقدي في حال رغبة مالكي العقارات الأصليين باسترجاع ملكية عقاراتهم، وأن يتضمن القانون الجديد نصاً واضحاً بإلغاء الربع المجاني في حال أن الاستملاك شمل كامل العقارات وليس جزءاً منه، باعتبار أن الربع المجاني معادل للمنفعة التي تعود على باقي أجزاء العقار. ومن الناحية الفنية لفت عمايري إلى أن التوصيات دعت إلى تشكيل لجنة مركزية بقرار من رئيس مجلس الوزراء تضم خبرات فنية وقانونية لدراسة جميع حالات الاستملاك واقتراح الحلول المناسبة حسب وضع كل حالة، على أن تعرض عليها أي مشاريع استملاك جديدة لدراستها، ووضع دراسة أولية لاحتياجات المدينة القديمة وفق المصور التوجيهي والتفصيلي لمدينة دمشق القديمة في ظل الظروف الحالية وإعادة تأهيل بعض العقارات المستملكة وتوظيفها إما بالاستثمار أو التنفيذ المباشر لتأمين مشاريع خدمية صغيرة لازمة لتنمية المجتمع الأهلي في المدينة القديمة مثل تطوير وإحياء الحرف التقليدية، وإقامة منتديات اجتماعية وثقافية، ومشاريع خدمية للأفراد ذوي الاحتياجات الخاصة وجرحى الحرب وذوي الشهداء. كما ركزت التوصيات على توجيه الجهات العامة المستملكة لعقارات ضمن المدينة القديمة بوضع ميزانيات خاصة ضمن موازنتها العامة المقررة من وزارة المالية، لأعمال إزالة الخطورة عن المباني الأثرية، وتنفيذ أعمال إزالة الأنقاض على أن تتم الأعمال بإشراف المديرية العامة للآثار والمتاحف حصراً، وإلزام الجهات العامة الراغبة بالاستملاك بإرفاق تقرير تفصيلي عن مشروع الاستملاك يتضمن المبررات القانونية والفنية للاستملاك، وإعداد دراسة متكاملة تبين التوظيف المستقبلي للمنطقة المراد استملاكها مع المخططات اللازمة ودراسة الجدوى من المشاريع، وكذلك السجلات العقارية لكامل العقارات المراد استملاكها، وتحديدها على المخطط الكادسترائي وضمان عدم التوسع لاحقاً، على حدود الاستملاك الموقعة على المخطط والمتضمنة في الدراسة، وتحديد الجدول الزمني للعمل، حيث يحق للجنة المركزية المشكلة لدراسة حالات الاستملاك متابعة تنفيذ الأعمال وإلزام الجهات المستملكة بالتقيد بالبرنامج تحت طائلة المساءلة واتخاذ الإجراءات لضمان حماية المباني الأثرية والحفاظ عليها، وعرض المشروع على المديرية العامة للآثار والمتاحف لأخذ الموافقة عملاً بأحكام قانون الآثار السوري قبل المباشرة بإجراءات الاستملاك. وأكدت التوصيات على دور نقابة المهندسين للمساهمة في إعداد التقارير الفنية وخطط إزالة الخطورة وترحيل الأنقاض وحساب الكلف التقديرية الأولية إضافة لوضع الدراسات الأولية اللازمة للترميم وإعادة التأهيل والتوظيف بإشراف الجهات ذات الصلة، وتخصيص ميزانية خاصة من قبل وزارة المالية في موازنة المديرية العامة للآثار والمتاحف لتفعيل قانون الآثار في مجال التدخل لتنفيذ بعض الأعمال المتعلقة بالترميم إذا لم تستطع الجهات المستملكة القيام بذلك وتحميل كافة النفقات للجهات المستملكة وتطبيق هذه التوصيات على الشرائح والمناطق الأثرية المسجلة خارج السور. |
|