|
رؤية وقبل أن احاول فلسفة الامر في ذهني كنت أصمت طويلا، ظناً مني أنه بإمكاني اتقاء جدال لا طائل منه، إلا أنه كان يتحين فرص لقاءاتي اليومية، لينطقها، لا أستطيع التكهن متقصدا أو لاشعورياً..؟ قد نكون حينها (نتفرج على فيلم ما).. الأمر الذي يعينني عن اتقاء الصمت بمتابعته، ولكن إن انتقل إلى القنوات الإخبارية، حينها فسيكون ليلي حالكاً..! سواء أكنا مجتمعين أو منفردين.. بالنسبة له، «أنتم» يلفظها بخفة ولكنها تنسال نحوي كمادة كيميائية حارقة..! حين كان ينعزل ليرسم لوحاته لم أفهم يوماً، سر هذا الفصل الحاد بين العين والحاجب، بين الشعر والرأس.. تناهى الى ذهني انها مجرد تفاصيل فنية لا أفقه فيها باعتباري لم أطرق يوماً باب الفنون إلا كمتفرجة فضولية..! حين كانت عذوبة الألوان تغطي لوحته، لم أرتح يوما لها, ما إن أرى تلك الملامح المبعثرة، حتى أشك ان في اللوحة سراً مريباً.. سرعان ما أبعد إحساسي، ولكن حين أغادر، أسترق نظرة اخيرة، تشعرني اللوحات حينها ان حواجبي انتزعت رغما عني بعيداً عن عيوني.. اليوم حين أقارن.. حين أتذكر.. لطالما شعرت ان انفلات لوحاته وبعثرتها الغامضة كانت تؤلم روحي، وترمي بي بعيداً، متكئة على منطق اخرس، وكأن تلك اللوحات تقول: لاتحاولوا حتى.. لاتقتربوا من اي نقاش..! هل كان يعي ما يرسم..؟! قبل أعوام طويلة مضت.. قبل أكثر من عشرسنوات.. حين كنت أقترب من لوحاته والدنيا بأسرها لاتسعني.., كانت تبهرني أنامله الرقيقة وهي تقترب من الجميع.. يصافحهم بحرارة من يثق بهم كتلة منسجمة، لايترك أيا من ندوب الفراغ، أوعبودية فكرة تقترب منه أو تتسلل اليهم..! اليوم لو انه استعاد حرارة معارضه السالفة.. أي شيء سيتوارى خلف ألوانه.. لو أنه يعود فقط.. إلى مرسمه..! soadzz@yahoo.com |
|