|
سانا - الثورة ونموذجاً للتطور الاقتصادي والتكنولوجي وبهذه المناسبة قال السيد ( لي هواشين) سفير جمهورية الصين الشعبية في دمشق في لقاء مع وكالة سانا أنه في الاول من تشرين الاول عام 1949 أعلن الرئيس الصيني الراحل ماوتسي تونغ عن تأسيس جمهورية الصين الشعبية ومنذ ذلك الحين حققت الصين انجازات كبيرة نقلت هذه الدولة الى المرتبة الثالثة عالميا من حيث اجمالي الناتج القومي وأضاف لي هواشين أنه في هذا العام كانت الصين فقيرة ومتخلفة الا أنها بعد هذه السنين وخاصة منذ عام 1977 انتهجت سياسة الاصلاح والانفتاح وتغير وجه الصين وملامحها تماما الى أن وصل اجمالي الناتج القومي العام الماضي الى أربعة الاف مليار وأربعمئة دولار ما جعلها تحتل المرتبة الثالثة في العالم كما وصل حجم اجمالي التجارة الخارجية الى 2560 مليار دولار أما من حيث الصادرات فتحتل الصين المرتبة الثانية عالميا. وأضاف السفير الصيني لي هواشين انه رغم الازمة المالية العالمية الا أن وضع الصين لا يزال جيدا جدا حيث حققت في الجزء الاول من هذا العام معدل نمو وصل الى 7.1 بالمئة والهدف المنشود هو الوصول هذا العام الى 8 في المئة وهي تبذل جهودا جبارة من اجل ذلك. وحول العلاقات السورية الصينية التي شهدت نقلة نوعية مع زيارة السيد الرئيس بشار الأسد الى بكين عام 2004 التي تم خلالها توقيع اتفاقيات وبروتوكولات للتعاون في مجالات الموارد المائية والزراعية والاقتصادية والفنية والسياحية والنفط والغاز وتدريب الكوادر قال السفير الصيني.. نحن راضون ومرتاحون لمستوى علاقاتنا الدبلوماسية التي بدأت منذ عام 1956 وهناك تعاون وثيق بين بلدينا ونحن متفاهمون بشكل كبير تجاه القضايا الدولية و نؤيد ونتعاطف مع بعضنا البعض ومرتاحون جدا للتعاون السياسي وعلاقاتنا السياسية والحزبية ممتازة مضيفا ان البلدين يرتبطان بعلاقات ثنائية منذ تاريخ طويل وخلال هذه السنوات الخمسين تطورت في جميع المجالات. وقال السفير الصيني ان سورية دولة عربية مهمة ولا يمكن الوصول الى أي حل لمشكلة الشرق الاوسط دون مشاركتها.. ونحن نقدر دورها بهذا الصدد ونؤيد جهودها في استرجاع كامل الجولان المحتل وفقا لقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة. ولفت السفير الصيني الى أن الزيارات المتبادلة الرفيعة المستوى بين الجانبين مهمة جدا في زيادة التعاون وتعزيز العلاقات حيث زار سورية خلال العام الحالي في نيسان نائب رئيس المؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني ووزير الخارجية الصيني ورئيس لجنة الرياضة البدنية والمبعوث الخاص الصيني للشرق الاوسط اضافة الى الزيارات الاخرى على مستويات مختلفة. ونوه لي بالزيارات الهامة التي قام بها المسؤولون السوريون هذا العام الى الصين كزيارة الدكتور محمود الابرش رئيس مجلس الشعب في نيسان الماضي والدكتور أحمد بدر الدين حسون مفتي الجمهورية و نادر البني وزير الري وانتهاء بزيارة الدكتور محسن بلال وزير الاعلام هذا الشهر. ووصف السفير الصيني التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين بأنه جيد ويظهر ذلك في حجم التبادل التجاري الذي يزداد باستمرار حيث وصل العام الماضي الى 2.3 مليار دولار بمعدل تطور عن العام قبل الماضي ب 21 بالمئة وخلال النصف الاول من هذا العام ورغم الازمة الاقتصادية العالمية فاق حجم التبادل التجاري بين البلدين المليار دولار. وأوضح أن مجالات التعاون كبيرة بين البلدين فالصادرات تتسع وهناك مشاريع كبيرة وحديثة صينية في سورية في مجال النفط كشركة كوكب النفطية المشتركة التي تعمل في سورية منذ خمس سنوات في حقل الجبسة وحققت انجازات جيدة كما افتتحت شركة سيبك سورية المحدودة للنفط والمملوكة من قبل شركة ساينوبيك الصينية في حقل تشرين للنفط بالحسكة كما أن هناك مفاوضات جارية لاستقدام شركات نفطية صينية اضافة الى وجود شركات كبرى في مجال الاتصالات والغاز و محطات تحويل الكهرباء تعمل في سورية ومشروع للاسمنت في البادية الذي بدئ العمل به منذ عام مشيرا الى أن الجانبين السوري والصيني في مجال تفاوض لانجاز المزيد من المشاريع واستخدام المساعدات الصينية في مشاريع عديدة في سورية. وقال .. وقعنا مع الجانب السوري في أواخر العام الماضي اتفاقا حول القروض الميسرة لشراء حفارات نفط وفي بداية هذا العام اتفاق تعاون زراعي بين البلدين مضيفا ان التعاون الاقتصادي بين البلدين وصل الى مرحلة جيدة ولكنه حتى الان دون مستوى الطموح ونحن مستعدون للتعاون مع الجانب السوري لدفع التعاون والارتقاء به الى مرحلة جديدة حيث زار سورية خلال هذا العام وفد كبير يضم أكثر من 70 شخصا من غرفة التجارة الصينية ووفد اخر من معرض كوانغ جونغ الدولي لتعزيز وتطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين موضحا ان مجالات التعاون بين البلدين شاملة وسورية لديها بضائع ممتازة مرغوبة في الصين والاسواق الصينية مفتوحة أمام الصادرات السورية. واستعرض السفير الصيني أهم الاتفاقيات الموقعة بين البلدين في تاريخ علاقاتهما الثنائية كاتفاقية دفع التجارة عام 1955 أي قبل قيام العلاقات الدبلوماسية واتفاقية تشجيع وحماية الاستثمار 1996 واتفاقية التعاون التجاري والاقتصادي والفني عام 2000 واتفاقية بالاحرف الاولى لمنع الازدواج الضريبي واتفاقية للتعاون السياحي عام 2004 وتوقيع برنامجها التنفيذي 2006 الذي أثمر عن التوافد السياحي الملفت من الصين الى سورية واتفاق تعاون في مجال التعليم العالي وتبادل البعثات الطلابية عام 2000 بحيث توفد الصين بمنحة حكومية في كل عام من 15 الى 20 طالبا الى سورية اضافة الى حوالي 150 طالبا صينيا يدرسون في الجامعات السورية على نفقتهم الخاصة في حين ترسل سورية منذ عام 1957 طلابها الى الصين للدراسة ويدرس فيها الان حوالي 70 طالبا سوريا في مجالات مختلفة كاللغة الصينية والطب والعلوم وبعضهم وصل الى مستوى ماجستير و دكتوراه. وأشار السفير الصيني الى دور اللجنة المشتركة السورية الصينية للتعاون الاقتصادي والتجاري في تنفيذ الاتفاقيات الثنائية والتي عقدت الى الوقت الحالي 3 اجتماعات اخرها كان عام 2007. وفي مجال الاعلام بين لي أن هناك تعاونا دائما ومستمرا وزيارات سنوية متبادلة من اتحادي الصحفيين في البلدين لافتا الى مشاركة الوكالة العربية السورية للانباء سانا في قمة وكالات الانباء العالمية التي ستعقد في الصين في بداية الشهر القادم والتي سيتم خلالها فتح افاق جديدة للتعاون الاعلامي بين البلدين. وفيما يتعلق بعلاقة بلاده مع الدول العربية قال السفير الصيني ان الدول العربية تشكل قوة مهمة في العلاقات الدولية والصين تعتز بأواصر الصداقة والتعاون ونحن مستعدون لتعزيز التعاون الصيني العربي مؤكدا أن الصين منذ زمن بعيد تؤيد بقوة الدول العربية وقضاياها وجهودها من أجل تحقيق سيادتها واستقلالها وكرامتها. وأضاف.. نحن نحترم مساعي الدول العربية في جهودها الرامية لتحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة ومستعدون لتعزيز وتوثيق التعاون معها في هذا المجال. وحول سياسة بلاده الخارجية قال لي ان الصين عضو دائم في مجلس الامن وهي في نفس الوقت أكبر دولة نامية في العالم لذلك فان سياستنا الخارجية هي سياسة مستقلة وسلمية تستند الى المبادئ الخمسة للتعايش السلمي ونحن مستعدون للعب هذا الدور على الساحة الدولية وندعم العدالة والحق ونقف ضد سياسة الهيمنة ونرفض أي ظلم في العالم ونعمل من خلال مشاركاتنا في المحافل الدولية على لعب دور كعضو دائم في مجلس الامن من خلال رؤيتنا للاوضاع الدولية يساهم في صنع السلام وحفظ الاستقرار في العالم. وختم السفير الصيني اللقاء بالقول .. يسرنا أن يشاركنا الشعب السوري بهذه المناسبة السارة والصين سوف تستمر في تحقيق التنمية وتطوير اقتصادها الوطني وستساهم في تحقيق السلام والاستقرار في العالم وهي بنفس الوقت مستعدة لاستمرار تعزيز التعاون مع سورية البلد الصديق وقال أنا واثق من أن علاقاتنا ستشهد المزيد من التطور في الاعوام القادمة. |
|