|
دمشق
وطالب مشعل في مؤتمر صحفي نقلته قناة الجزيرة مساء أمس بانضاج الموقف الفلسطيني والعربي الموحد في مواجهة الصلف الاسرائيلي الذي أدى الى الاحداث الدامية والمؤلمة بحق الفلسطينيين في المسجد الاقصى المبارك بالقدس المحتلة. واكد مشعل ان موقف المقاومة تجاه قضية القدس المحتلة ينطلق من الموقف الفلسطيني والعربي والاسلامي في ادارة الصراع مع الاحتلال الاسرائيلي موضحا ان الحركة تتابع جهود المصالحة الفلسطينية التي تدفعها أطراف عربية واسلامية عديدة وهي حريصة وجدية وملتزمة بانجاح مشروع المصالحة وانهاء حالة الانقسام. واضاف مشعل ان على الفصائل الفلسطينية اعادة الاعتبار الى المقاومة واطلاق يد الانسان الفلسطيني الذي يكتنز مخزونا هائلا من الرجولة والصمود للرد على الاعتداءات الاسرائيلية مؤكدا ضرورة العودة الى خيار المقاومة لانها الخيار الحقيقي في مواجهة الاحتلال الاسرائيلي. وقال مشعل ان المستوطنين المتطرفين يستغلون فترة اعيادهم لاستهداف المقدسات في محاولة لخلق اثار موجودة في اوهامهم فقط تحت المسجد الاقصى مؤكدا فشل الاحتلال الاسرائيلي في اثبات ادعاءاته المزعومة من وجود آثار ما يسمى بالهيكل في القدس المحتلة. واضاف مشعل ان المستوطنين يريدون خلق آثار مصطنعة تمنحهم الاذن بدخول المسجد الاقصى تمهيدا لتقسيمه ومن ثم هدمه واقامة هيكلهم المزعوم على انقاضه على غرار ما فعلته سلطات الاحتلال بحق الحرم الابراهيمي الشريف عندما حاولت تقسيمه واستولت على ثلث المسجد واربعة من ابوابه. وحذر مشعل من خطورة المخططات التي يبرمجها المستوطنون مؤكدا ان الاسرائيليين يحاولون خلق امر واقع جديد على المستوى العربي والدولي من خلال تكريس اعتداءات المستوطنين بحق القدس المحتلة بشكل مستمر ويومي فمنذ احتلالهم للقدس عام 1967 نفذوا اكثر من 30 عملية حفريات وهدم في المسجد الاقصى واساساته. وطالب مشعل المجتمع الدولي باتخاذ موقف محدد وصارم من الممارسات الاسرائيلية بحق القدس المحتلة من هدم للمنازل الفلسطينية وتدمير للاحياء العربية وتهجير للسكان المقدسيين ومحاولة لتغيير التركيبة السكانية في المدينة المقدسة واحاطتها بالتجمعات الاستيطانية الضخمة وعزلها عن الضفة الغربية. وقال مشعل ان اعتداءات الاحتلال الاسرائيلي المتواصلة تأتي في سياق تزوير التاريخ والسطو على المقدسات والحضارة العربية والاسلامية لفرض امر واقع يهدف لاخراج الارض والقدس وحق العودة من اي مفاوضات قادمة وبالتالي تصفية القضية الفلسطينية. ودعا مشعل الى توحيد الموقف الوطني الفلسطيني وانهاء حالة الانقسام والاسراع في انجاز المصالحة الوطنية الفلسطينية وانجاح الجهود العربية والاسلامية الرامية الى تحقيق ذلك معلنا ان الحركة تمد يدها الى جميع الفصائل والقوى الفلسطينية لطي صفحة الماضي وفتح صفحة جديدة. وقال مشعل ان وحدة الموقف الفلسطيني الضرورية والمطلوبة في الوقت الراهن تشكل مصلحة سياسية أكثر أهمية حاليا لنستطيع ادارة معركتنا الحقيقية مع العدو الاسرائيلي الذي يواجهنا في معركة شرسة حول الارض والقدس المحتلة وحق العودة وباقي الحقوق الفلسطينية. ودعا مشعل الدول العربية والاسلامية الى تحمل مسؤولياتها تجاه القدس والمسجد الاقصى والمقدسات الاسلامية والمسيحية وادارة علاقاتها مع الادارة الامريكية على أساس الحفاظ على الحقوق الفلسطينية ورفض الاستجابة للضغوط الامريكية الهادفة لاعطاء مكآفات لا تستحقها اسرائيل محذرا من أي خطوات تطبيع معها. وقال ان الاحتلال الاسرائيلي يعمل على مواصلة احكام الحصار على قطاع غزة والحصار الاقتصادي على الضفة الغربية بتقطيع أوصال الاراضي الفلسطينية المحتلة وتنفيذ الاعتداءات والاغتيالات واعتقال اكثر من 12 الف أسير وأسيرة من الشعب الفلسطيني الامر الذي يجعل الحاجة ماسة الى بذل المزيد من الجهود لتحقيق المصالحة لافتا الى ان الورقة المقدمة على طاولة الحوار تصلح كأرضية لتحقيق مشروع المصالحة. من جانب آخر ذكرت وكالة وفا الفلسطينية أمس أن قوات الاحتلال حولت مدينة القدس المحتلة الى ثكنة عسكرية بينما بقي سكان القدس على حالة من الترقب والحذر الشديدين من مغبة أي خطوة للمستوطنين لاقتحام الاقصى المبارك. وأضافت الوكالة انه تم نشر عشرات الدوريات العسكرية والبوليسية المشتركة الراجلة والمحمولة والخيالة في شوارع وطرقات المدينة وعند المعابر والحواجز العسكرية الثابتة وذلك بهدف عزلها بشكل كامل عن محيطها. في سياق متصل تجددت الانتهاكات امس الأول عندما قامت مجموعة من المستوطنين الصهاينة باقتحام احدى باحات المسجد محاولين اداء صلوات خاصة بهم متنكرين بزي سياح لتمويه محاولاتهم. وقد تجمع عشرات المستوطنين الصهاينة أول امس تحميهم عناصر من الشرطة والجيش الاسرائيلي وهم يقتربون من بابي الاسباط وحطة اللذين يوصلان الى المسجد الاقصى في محاولة لاقتحامه فتصدى لهم عشرات المصلين الفلسطينيين الذين هبوا للدفاع عن المسجد ومنع المستوطنين من الدخول اليه حيث اندلعت مواجهات عنيفة رشق فيها الفلسطينيون المستوطنين بالحجارة والكراسي والاحذية على حين اطلقت قوات الاحتلال الرصاص المعدني المغلف بالمطاط وقنابل الصوت والغاز المسيل للدموع على الفلسطينيين. ودعا الجامعة العربية ولجنة القدس ومنظمة المؤتمر الاسلامي الى عقد اجتماعات عاجلة لبحث انتهاكات سلطات الاحتلال في المدينة. هذه الاعتداءات ترافقت مع قيام مستوطنيين إسرائيليين بقطع عشرات الزيتون جنوب نابلس والضفة. وقال تيسير التميمي قاضي قضاة فلسطين ان اسرائيل تعد العدة لارتكاب مجزرة في القدس المحتلة بغية تنفيذ مخططها للاستيلاء على القدس بكاملها وتحويلها الى مدينة يهودية. وناشد التميمي المسلمين في جميع انحاء العالم للوقوف الى جانب المسجد الاقصى ونصرته والتصدي للمخطط الاسرائيلي المتطرف الهادف للسيطرة على الحرم القدسي الشريف. وقال مصطفى البرغوثي الامين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية ان اقتحام المستوطنين المتطرفين بحماية قوات الاحتلال الاسرائيلي للمسجد الاقصى المبارك هو جريمة اسرائيلية جديدة في اطار التطهير العرقي بالقدس المحتلة وانتهاك فاضح للاعراف الدولية ومساس بحرمة المسجد. وذكرت قناة الاقصى ان الفلسطينيين خرجوا شمالي القطاع بتظاهرة حاشدة للتعبير عن الغضب الفلسطيني تجاه ما يحدث من انتهاكات اسرائيلية بحق المسجد الاقصى الشريف. من جهتها أدانت الامانة العامة للاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب محاولات الكيان الصهيوني ومستوطنيه اقتحام المسجد الاقصى وحفر الانفاق تحت أساساته وتعزيز الانشطة الاستيطانية داخل مدينة القدس المحتلة وفي محيطها. ودعت الامانة العامة في بيان أصدرته أمس الحكومات العربية والمنظمات الشعبية والنقابية العربية والدولية والاقليمية الى تحمل مسؤوليتها لوضع حد للممارسات الاستعمارية الصهيونية في القدس والارض الفلسطينية المحتلة. من جهة ثانية اصيب عدد من الفلسطينيين أمس في قصف مدفعي لقوات الاحتلال الاسرائيلي استهدف منازلهم شرق مخيم المغازي في قطاع غزة. وقال موقع قدس نت الفلسطيني ان المدفعية الاسرائيلية أطلقت ست قذائف على الاقل تجاه منازل الفلسطينيين شرق المخيم. وتزامن العدوان الاسرائيلي شرق مخيم المغازي مع توغل عدد من الاليات العسكرية الاسرائيلية شرق المخيم وسط اطلاق نار وتحليق مكثف للطيران.كما أصيب فلسطيني آخر في مدينة رفح وقال شهود عيان ان عناصر من المقاومة الفلسطينية تصدت للقوات الاسرائيلية المتوغلة واطلقت عددا من قذائف الهاون والصواريخ تجاه المواقع العسكرية الاسرائيلية المحاذية للقطاع. وطالب مركز الميزان الفلسطيني لحقوق الانسان جميع أعضاء مجلس الامم المتحدة لحقوق الانسان بتصديق تقرير بعثة غولدستون بشأن التحقيق في العدوان الاسرائيلي على غزة وتبني توصياته معتبرا أن فشل المجلس في ذلك سيفتح المجال أمام منتهكي حقوق الانسان والقانون الدولي بارتكاب المزيد من الانتهاكات بكل حرية وبالافلات من العقاب. بموازاة ذلك قدمت دولة الامارات العربية المتحدة أمس 103 مركبات وحافلة وسيارة اسعاف هدية للشعب الفلسطيني ضمن حملة اغيثوهم وذلك ضمن جهود دولة الامارات المستمرة لتحسين الحياة ورفع المعاناة عن كاهل الفلسطينيين. من جهة اخرى شجبت الكاتبة البريطانية ياسمين البيهي براون الصمت العالمي حول ترسانة اسرائيل النووية وانتقدت الازدواجية التي تتعامل بها الدول الكبرى عندما يتعلق الامر باسرائيل. واكدت براون في مقال لها في صحيفة الاندبندنت البريطانية معارضتها للاسلحة النووية وانتقدت ازداوجية التفكير والتصرف عندما يتعلق الامر باسرائيل. من جانبه قال ديفيد ميليباند وزير الخارجية البريطاني أن بناء وتوسيع مستوطنات يعد خرقاً للقوانين الدولية ويسد الطريق نحو تحقيق السلام مؤكداً وضوح الموقف البريطاني تجاه اعتبار المستوطنات غير شرعية وتمثل عائقاً في طريق إقامة الدولة الفلسطينية. |
|