تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


القانون الدولي.. مسؤولية مَن..؟!

الافتتاحية
الأربعاء 16-9-2009م
بقلم : رئيس التحرير - أسعد عبود

في تصريح سابق له أكد السيد بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة أن الاستيطان في الأراضي المحتلة مخالف للقانون الدولي.. ومجدداً يشدد السيد الأمين العام على ضرورة أن تقوم إسرائيل بوقف الاستيطان.

ثمة رسائل أخرى كثيرة بتصريحات وبيانات غائمة أحياناً «الولايات المتحدة» وواضحة «الاتحاد الأوروبي والصين وروسيا والعالم كله تقريباً».‏

على هؤلاء جميعاً يجيب نتنياهو ب «لا»..‏

ثم يعطي ل «لائه» احتمالاً من حيث تجميد جزئي في بعض المواقع ولوقت محدود..!‏

وعلى هذا الاحتمال الذي لا يعني شيئاً بالمطلق ثمة من يريد أن يدوِّر اللعبة..‏

يعني الانتقال بالقضية من حيث هي قضية احتلال وعدوان وحاجة للسلام، إلى أنها مسألة استيطان.. والاستيطان أحد أشكال العدوان.. هل تراجع العدوان عن غزة يوم تراجع الاستيطان..؟‏

إيقاف أي عدوان مهم جداً..‏

إيقافه عن غزة الصامدة الصابرة.. الصائم الوحيد في العالم الذي لا ينتظر مدافع العيد..‏

إيقافه ممثلاً بالاستيطان.. حيث الحرية للمجرم الوحش المستوطن المستعد علناً لأكل اللحم العربي..‏

إيقافه ممثلاً بالتهويد وإلغاء تاريخ وثقافة المنطقة...إلخ‏

كله مهم.. وكله لن يكون بمثل هذه اللغة الدبلوماسية الصقيعية، وهذه الاكتشافات المتجددة المتكررة يومياً.‏

إحصاء مخالفات إسرائيل للقانون الدولي أمر يطول فيه الكلام، والأسهل أن يتفضل المتحدثون عن الاستيطان فيقولون لنا:‏

أين تتفق إسرائيل مع القانون الدولي..؟!‏

في محكمة العدل..! في محكمة الجنايات الدولية..! في حظر انتشار الأسلحة النووية.. في اتفاقيات جنيف لمعاملة سكان الأراضي المحتلة..! في تحريم الفصل العنصري -وهي التي تريد دولة يهودية صافية العنصر-.. في جدار الفصل العنصري.. في حماية الثقافات والمعابد والأديان..؟!‏

أين؟!‏

أين تتفق إسرائيل مع القانون الدولي..؟!‏

في قرارات الشرعية الدولية.. والانسحاب من الأراضي المحتلة.. وإقامة السلام..؟!‏

فجأة يكتشفون أن إسرائيل بالاستيطان تخالف القانون الدولي..!‏

هذا جيد.. ولكن على ألا يعني:‏

1- أنها في غير الاستيطان لا تخالف القانون الدولي فهي محتل يرفض السلام قبل كل شيء.‏

2- أن القضية هي قضية استيطان وحسب..!‏

نقدِّر حجم ما يعانيه كل من يلتقي مسؤولاً إسرائيلياً ويحاول أن يقترب من معايير القانون والعدل الدوليين.. لكن.. ما مسؤوليتنا نحن..؟!‏

الذي أوصل إسرائيل إلى رأس الهرم ليتفضل وينزلها عنه.. من الأمم المتحدة الصانعة لها.. إلى الولايات المتحدة المتبنية.. إلى الغرب الأوروبي الداعم دائماً.. وصاحب الوعد المشؤوم.‏

أما مسؤوليتنا نحن كعرب.. أن نعرف قضيتنا وعدونا وإمكانياتنا. a-abboud@scs-net.org

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية