|
أضواء ، وفي ضوء التشريع الذي أقره الكنيست والذي يربط الانسحاب الإسرائيلي من الجولان بالحصول على أغلبية ثمانين عضو كنيست من مجموع 120 عضواً، أو الحصول على أغلبية في استفتاء عام ، رغم أنه لم يجر في إسرائيل أي استفتاء من قبل . ورغم وجود أغلبية كبيرة في الرأي العام الإسرائيلي ضد الانسحاب من الجولان، فإنه في حالة ما إذا وقّعت الحكومة الإسرائيلية في المستقبل على اتفاقية سلام مع سورية وبدعم ورعاية أميركية، لن تجد الحكومة الإسرائيلية صعوبة كبيرة في الحصول على أغلبية في الاستفتاء العام ، فالنخب في إسرائيل، وخاصة قيادات المؤسسة العسكرية والأمنية، هي التي تساهم مساهمة كبيرة في تشكيل الرأي العام وليس العكس ، إضافة لذلك، يشكل العرب في إسرائيل 14% من مجموع ذوي الحق في المشاركة في الاستفتاء العام، ومن المتوقع ان تكون مشاركتهم مرتفعة في الاستفتاء وداعمة لاتفاقية سلام مع سورية، التي تضمن انسحاب إسرائيل من الجولان. ومع ذلك تتواصل التصريحات في إسرائيل ومن مختلف المستويات التي تعارض الانسحاب من الجولان السوري وذلك لأسباب استراتيجية وعسكرية واستيطانية بحسب تعبير عوزي أراد رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي . لكن هناك تأكيدات تشير إلى تعهد نتنياهو عام 1996حين كان رئيسا للحكومة الاسرائيلية بالانسحاب من الجولان من خلال وثيقة عرفت بـ ( وثيقة لاودر) التي أبدى فيها نتنياهو موافقته على الانسحاب من الجولان في حين انه يعتبر الآن أن عملية التسوية يجب أن تكون في معزل عن التخلي عن الأراضي المحتلة0 ووثيقة لاودر تتسم بأهمية كبيرة الآن في ظل ادعاء نتنياهو المتواصل أنه ضد الانسحاب من هضبة الجولان وأنه لم يوافق أبدا على مثل هذا الانسحاب. والواقع أن «وثيقة لاودر» لم تكن سرية ، فقد جرى تسريب أمرها من قبل إيهود باراك عام 2000، حين هاجم نتنياهو بسبب ما دعاه تنازلات قدمها في مفاوضاته مع سورية ، كما أن هناك أهمية للجهة التي تقف خلف نشر الوثيقة ، وهي داني ياتوم ، الذي خدم وقت إعداد الوثيقة كسكرتير عسكري لأسحق رابين، ثم عمل كرئيس للموساد في عهد نتنياهو. وتظهر الوثيقة في إطار الترويج لكتاب جديد تصدره صحيفة «يديعوت أحرنوت » لداني ياتوم، عكف على إعداده منذ سنوات بعنوان (شريك سر – من دورية الأركان وحتى الموساد). ويحوي الكتاب تفاصيل أخرى عن المفاوضات مع سورية، بينها الوثيقة التي نقلها إلى الرئيس الأميركي بيل كلينتون الملياردير اليهودي الأميركي رون لاودر ، المقرب من نتنياهو0 وتتضمن الوثيقة استعدادا واضحا للانسحاب الإسرائيلي من هضبة الجولان إلى حدود تقوم على أساس خطوط الرابع من حزيران. وتورد الصحيفة نص رسالة لاودر للرئيس كلينتون الذي يطلعه فيها على المواقف الأخيرة للطرفين وتظهر فيها موافقة صريحة على الانسحاب من الجولان السوري المحتل ، مضيفة أن لاودر يشير إلى سبب توقف المباحثات رغم إحراز تقدم كبير، فالمحادثات توقفت عند مفترق مصيري ولم تكتمل لأنه لا يمكن التوصل إلى اتفاق حول المناطق الأمنية بين إسرائيل وسورية إلى أن توفر إسرائيل خريطة لحدود الرابع من حزيران 1967 0 وقد جاء في الوثيقة المعنونة باسم (معاهدة سلام بين إسرائيل وسورية) ثماني نقاط ، جاء في مقدمتها أن إسرائيل وسورية قررتا إقامة سلام بينهما، وقد وافق الطرفان على ما يلي: - إن إسرائيل ستنسحب من الأرض السورية التي احتلت في 1967، وفقا لقراري مجلس الأمن الدولي 242 و338 في إطار صيغة الأرض في مقابل السلام وأن الانسحاب سيكون إلى حدود متفق عليها، تقوم على أساس خط الرابع من حزيران 1967، وسيتم تنفيذ الانسحاب على ثلاث مراحل ويكتمل خلال 18 شهرا مع تطبيق التطبيع في المرحلة الثالثة وإعلان انتهاء حالة الحرب في المرحلة الأولى من الانسحاب0 ورغم كثرة الحديث سياسيا وإعلاميا في الماضي عن (وثيقة لاودر)، فقد جرى إنكار وجود هذه الوثيقة مرارا من قبل نتنياهو والمقربين منه ، ويقال ان العلاقة بين نتنياهو ولاودر ساءت كثيرا لمدة سنوات بسبب هذه الوثيقة ، وليس من المستبعد أن تثار قضية جنائية ضد داني ياتوم، ليس فقط لأنه نشرها، وإنما لأنه نقل إلى بيته وثيقة رسمية سرية اطلع عليها بحكم عمله. ومن المؤكد أن نشر الوثيقة في ظل تعاظم التقارير الإعلامية عن أكاذيب ديوان رئاسة الحكومة الإسرائيلية، يزيد وضع نتنياهو تعقيدا. فالكثيرون يتحدثون اليوم عن أكاذيب ديوان نتنياهو بشأن عدد من القضايا السياسية مثل الاستيطان والرحلة السرية الاخيرة إلى روسيا. الخلاصة هي أن نتنياهو أدار في الماضي اتصالات سياسية مع دمشق، واليوم أيضا يطلق تصريحات بين الفينة والاخرى حول استعداده لاستئناف المفاوضات مع سورية وقد بعث برسالة الى القيادة التركية يبلغها فيها استعداده لاستئناف المفاوضات غير المباشرة مع سورية، لكنه لا يزال أسير مواقف متناقضة حيث يعود ليعزف نغمة رفض الانسحاب من الجولان ارضاء لشركائه في الحكم وخلافا لموقف قادة الأجهزة الأمنية الإسرائيلية التي تؤكد جدوى اتفاق سلام مع سورية، حتى بثمن الانسحاب من الجولان . |
|