تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


عام الحسم

من البعيد
الخميس 17-9-2009م
نهلة اسماعيل

لم تعد قلة الموارد المائية، أزمة مخفية أو سراً رغم تفاوتها نسبياً بين منطقة وأخرى والمنطقة الساحلية، هي الأكثر معاناة لطبيعتها الجغرافية ، ولارتفاع معدل الهطل المطري فيها.

والذي كان أقلها العام الماضي ، وانعكس على المنتج الزراعي .‏

هذه المعاناة لم ترفع من نسبة تنفيذ شبكات الري في محافظة اللاذقية، ولم تحفز المزارعين للتحول إلى الري الحديث، حيث لم تتجاوز نسبة التنفيذ فيها 25٪، رغم المغريات في توفر قروض ، معفية من الفوائد ، علماً أن الوحدات الارشادية في منطقة جبلة ، تؤكد من خلال دراسات قامت بها، إن نصف المساحات المزروعة ، قد تحول الري فيها، إلى الري الحديث، وفي منطقة اللاذقية أيضاً. إلا أن مديرية الموارد المائية تؤكد بدورها أن النسب لم تصل حتى الـ 30٪ في أحسن الحالات ، وفي منطقة جبلة لم تتجاوز 20-25٪ لأن المضغوط المائي في الشبكات لم يعمل بعد، وهنا ليس بيت القصيد في اختلاف نسبة التنفيذ بين 20٪ أو 50 ٪ فكلتا النسبتين قليلة مع خطورة الوضع المائي في سورية، والتي تعد المنطقة الساحلية خزاناً لها. والأهم في هذا الموضوع معرفة سبب عزوف المزارعين التحول إلى هذا النمط من الري، رغم أن الخطط تشير إلى أن عام 2010 سيكون عام الحسم . وإذا رغبنا معرفة سبب عزوف المزارعين عن تمديد شبكات الري في مزارعهم ، فهو بالتأكيد ليس لعدم درايتهم بفوائده ، والذي يحد من استهلاك المياه ويخفف من الهدر ، وينظم التسميد، ويوزعه على كامل الارض ، ويخفف من ظهور الأعشاب البرية ، ويقدم منتجاً متساوياً في الشكل والحجم .. بل بسبب الروتين الذي يعد أحد أبطال هذه الرواية كغيرها من الروايات الواقعية التي عمرها سنين وتطال المواطنين بكل مفردات حياتهم، يحاصرهم كيفما اتجهوا. في وقت وأصبح لابد له « الروتين» ومن يفعل دوره أن يتنحى جانباً، ليس لمصلحة المواطن والمزارع وحسب، وإنما لصالح الاقتصاد الوطني، وللدخل القومي واذا بقي الحال كما هو، لن يكون عام ٢010 عام الحسم، ولا حتى في المنظور القريب أو البعيد؟؟؟‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية