|
معاً على الطريق لاحقوه , ضيقوا عليه الخناق , اعتقلوه , سجنوه , عذبوه , اختطفوه , ورأى رفاق دربه يتساقطون غيلة أمام عينيه , وللتذكير فقد بلغ مجموع شهداء الصحافة (238) صحفياً ومساعداً إعلامياً منهم (22) أجانب . وبحسب الإحصاءات فإن: - (184) قتلوا على أيدي مسلحين مجهولين. - (32) قتلوا أثناء وجودهم في أماكن حدثت فيها انفجارات . - (20) بنيران القوات الأمريكية . - (2) اثنين بيد القوات العراقية ومن ذا الذي ينسى الإعلامية النشطة الشاعرة أطوار بهجت بنت الثلاثين ربيعاً التي كانت على وشك أن تزفّ إلى عريسها فزفّت شهيدة إلى الجنة . كان المنتظر سجيناً وبعد أن أطلق سراحه عاد الى ممارسة واجبه الإعلامي مراسلاً لقناة (البغدادية) ليقوم بتغطية المؤتمر الصحفي لدبليوبوش ونوري المالكي الذي عقد في الرابع عشر من كانون الأول (ديسمبر) 2008 في تلك اللحظة اشتعلت حرارة الإهانة في نفسه ؛ الإهانة التي اشتعلت في قلوب ملايين العرب والمسلمين الصامتين المغلوبين على أمرهم الغارقين في ظلام دامس فكسر القلم وحطم آلة التصوير ولم يجد من وسيلة إلا فردتي الحذاء فاندفع بكل مالديه من مشاعر وطنية وإنسانية وأهالهما الواحدة تلو الأخرى على الرئيس الأمريكي دبليوبوش . لقد خبّأ المنتظر تلك اللحظة في قرارة نفسه وعندما حان موعدها نفّذها غير آبه أن يفعلوا به مايشاؤون ؛ ولئن فوجئ بوش بالحذاء يتطاير نحو رأسه فإن المالكي ملأ قلبه الذعر من شبح مصير أسود يتخيّل أنه واقع فيه يوماً . جاء في صحيفة سعودية محلية أن رجلاً عرض شراء الحذاء بمليون دولار , أما الصحف الأمريكية فقد كان الحدث مثار اهتمامها ومما جاء في نيويورك تايمز أن الحذاء كان رمزاً للسخط على حرب لم تحظ بشعبية , وأنها كانت فرصة نادرة لتحقيق الوحدة في العالم العربي رغم مايعج به من خلافات وأشارت إلى أن الحذاء طغى على حديث الشارع ومحطات التلفزة ومواقع الدردشة في الإنترنت وقالت واشنطن بوست إن الحذاء الطائر يصنع بطلاً . وسجن المنتظر , وقبل أن يطلق سراحه يوم الثلاثاء الماضي أُغدقت عليه وعود كثيرة بالهدايا من بيت واسع للسكن وعمل بمستوى رفيع حتى إن أحدهم عرض عليه ابنته زوجة, وأطلق سراحه فاستقبل بحفاوة وحميمية . فواحرّ قلباه .. ياأمة خلقت للتصفيق والهتاف حتى التصفيق تكلّ به الأيدي والهتاف يتحشرج في الصدور والألسن , ولم يبق سوى الحذاء تعبيراً عن السخط ، فهل يكفي السخط وحده anhijazi@gmail.com ">؟ anhijazi@gmail.com |
|