|
رؤيـــــــة وتلك المآسي لم نكن لنعلمها لولا متبطر نرويجي اسمه سيمن ساتره جال في عدد كبير من الدول الافريقية لينجز كتابا عنوانه شوكولاتة وقد ترجم الكتاب إلى العربية مؤخرا وصدر عن دار الشروق القاهرية. وفي الكتاب يتتبع المؤلف الشوكولاتة ويلهث وراءها بدءا من حقول الكاكاو في إفريقيا حتى وصولها إلى مستهلكيها في العالم الأول ليظهر خفايا عمالة الاطفال التي تشبه سوق الرقيق والشركات المتحكمة في هذه الصناعة ، التي شبهها بالمافيا، ويرسم المؤلف صورة فاقعة اللون ليافع في السادسة عشرة يهرب من احدى القرى في مالي إلى ساحل العاج حالما بحياة فوق خط الفقر لكنه لم يجد الا المزيد من العبودية والبؤس . قد يخطر ببال احدنا ان هذا الموضوع ترف زائد ولا يمكن ان ينجزه الا اولئك الكتاب الميسورين ، الذين تمكنهم أحوالهم المادية من الإنفاق على التنقل والسفر. وهو ما لا ينطبق على حال معظم كتابنا العرب ، الذين لم يخرجوا بعد من عباءة المحلي، وقد يكون مرد اهتمامهم بالمحلي لأنه يغذيهم وقدم لهم دسما يمدهم بالأفكار إلى أجل غير مسمى. ألا تمثل الفكرة او زاوية الرؤية التي اختلس النرويجي النظر منها ، فتحا جديدا يتلفقه الجميع على اختلاف لغاتهم ، بدليل ان الكتاب ترجم إلى عدة لغات، فالبداية التي انطلقت من الكاكاو ، على تواضعه، فتحت لنا عوالم سفلية ووحشية في نفس الوقت لم نكن نعلم عن مجاهلها شيئا. |
|