تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


قراءات في الصحافة الإسرائيلية.. إسرائيل اليوم.. صهيوني في البيت الأبيض

ترجمـــــــــــة
الإثنين 1-4-2013
إعداد وترجمة :أحمد أبوهدبة

ما إن حطت طائرة الرئيس أوباما في مطار اللد على الأرض الفلسطينية، حتى استحضر أوباما كل كلمات المديح والثناء الذي يحويه القاموس السياسي الأميركي بإسرائيل وزعمائها ، مستحضراً خلال مخاطبته زعماء الكيان الرواية الصهيونية في تحقيق المشروع الصهيوني واغتصاب الأرض العربية،

ومستشهداً بمقولات آباء الحركة الصهيونية الاوائل في تحقيق «معجزة» اقامة هذا الكيان على الارض الفلسطينية .‏

ولم ينس اوباما استخدام بعض مفردات اللغة العبرية في مخاطبتهم في التاكيد على التزام الولايات المتحدة «الابدي بامن اسرائيل ووجودها قائلا «من ينكر وجود السماء والارض ينكر وجود اسرائيل» والاكثر من ذلك فقد ذكرهم بالتحالف الابدي مع الولايات المتحدة «الدولة الاقوى في العالم» والتي ستحافظ على اسرائيل الدولة الاقوى والاكثر امنا في المنطقة»، فلم يصدق حتى اكثر الصهاينة تطرفا وعتوا ان يسمع كل هذا المديح والثناءلاسرائيل من قبل رئيس امريكي كاوباما ،ولم تسبق لعناوين الصحف الاسرائيلية ان امتلأت بالتحاليل التي تعكس الارتياح التام بما جاء به وقاله اوبما لاسرائيل وزعمائها في زيارته حتى بلغ باحد المعلقين بالقول: «لم يبق امام اوباما سوى ان يشهر يهوديته امام الاسرائيليين».‏

أوباما يريد ترتيب أوراقه في جميع الملفات في المنطقة‏

من الواضح من خلال ما ألقاه اوباما من كلمات امام زعماء الكيان او في الجامعة العبرية انه يريد إعادة ترتيب أوراق ادارته الامريكية على صعيد جميع الملفات في المنطقة لاسيما وان الادارة الامريكية فقدت اهم حليفين قويين في المنطقة، اذ بدا الحديث عن الملف الايراني قائلا بانه لن يسمح لايران بالوصول الى انتاج السلاح النووي مبقيا الباب مفتوحا امام الجهود االدبلوماسية مؤكدا على خطورة القوة والنفوذ الايرانيين في المنطقة، الامر الذي دغدغ عواطف الزعماء الاسرائيليين وبالنسبة لايران، وبحسب هارتس: «فان اوباما وقع مرة اخرى علنا على صك احباط التحول النووي العسكري، ولكنه لم يترك مجالا للشك في أن المسألة ليست اسرائيلية فقط، بل عالمية بشكل عام وامريكية بشكل خاص، وأنه حذار على اسرائيل التسرع الى حملة عسكرية من طرف واحد هدف اوباما في رحلته الى اسرائيل تحقق: فقد احتل قلوب الاسرائيليين وغرس فيهم احساس الامن، على أمل ان يأخذوا الان المسؤولية ويدفعوا القيادة نحو اتفاق سلام مع الفلسطينيين. ينبغي الامل في أن تقع رؤيا اوباما على آذان منصته» وقد أعاد اوباما التاكيد على مواقف ادارته حيال الازمة السورية.‏

المسألة الاخرى التي لامست اذان المسؤولين في الكيان ونفذت الى قلوبهم هي حديث اوباما عن حزب الله «باعتباره منظمة ارهابية» وهو يعرف جيدا مايشكله هذا الحزب من حضور وخطورة بالنسبة للكيان والمصالح الامريكية والتحالفات في المنطقة برمتها . ولم ينس اوباما دعوة حماس للاعتراف باسرائيل ونبذ ما أسماه بالعنف، متباكيا على الاطفال «الاسرائيليين» الذين تتساقط الصواريخ على رؤوسهم في مقابل التمني على الاسرائيليين النظر الى معاناة الاطفال الفلسطينيين على الحواجز والمعابروالحصارات ومختلف اشكال التنكيل من قبل جيش الاحتلال ،ولم يذكر ولو بكلمة واحدة جوهر المشكلة مع الشعب الفلسطيني وهو الاستيطان ومصادرة الارض وكل ما تريده اسرائيل من ارض. واخيرا دعا اوباما العرب كلهم الى الاعتراف باسرائيل «كدولة يهودية» وتطبيع العلاقات معها .‏

حكومة نتنياهو الجديدة تحظى بتأييد اوباما‏

تزامنت زيارة اوباما مع انتهاء نتنياهو وحكومته من اخذ ثقة الكنيست ، هذه الحكومة التي تجمع كثيرا من التناقضات والمفارقات غير المألوفه في تاريخ الكيان، فهي تجمع مختلف التيارات الاكثر تطرفا ويمينية التي دخلت هذه الحكومة كل على برنامجه السياسي وكل حسب تعزيز موقعة ورؤيته في مختلف القضايا والمشاكل، لكنهم يجمعون على غياب الحل مع الفلسطينيين والاستمرارفي الاستيطان، ولاغرابة ان يكون اول قرار تتخذه هذه الحكومة هو بناء مائتي وحدة سكنية في القدس وبحسب معاريف «لقد بث اوباما من المنصة الرائعة في مباني الامة الرسالة لنتنياهو وزعماء اسرائيل الجدد ايضا. هو لا يعول عليهم كثيرا. وهو يجد فيهم جمودا، وان كان مستعدا لان يمنحهم كل الضمانات والثقة اللازمة. اوباما، مثلما في المؤتمر الصحفي في منزل نتنياهو، قلب الجدول الزمني للزيارة رأسا على عقب لقد أراد نتنياهو أن تكون ايران في مركز الاهتمام. وكان يسر رئيس الوزراء ان يغلق الملف الفلسطيني داخل الجارور وأن يلقي بالمفتاح الى بحر غزة. اما اوباما فقد اراه ما هو المهم وما هو الملح من ناحيته أكثر. بعد الجزرة، جاءت العصا لم يجرِ اوباما تنزيلات للفلسطينيين أيضا. فقد عرض على الطرفين نقطة انطلاق: ان يعترف الفلسطينيون باسرائيل كدولة يهودية، إذ ان هذا هو شرط نتنياهو؛ واسرائيل توقف البناء في المستوطنات كما يطالب الفلسطينيون. الزعماء، بالطبع، لن يقبلوا الخطة، ولهذا فان الشباب مطالبون بان يخرجوا الى الشوارع بالمئات وبالالاف وان يفرضوا الطريق الصحيح على زعمائهم. «السلام يبدأ بقلوبكم»، اطلق اوباما السهم مباشرة الى مركز الجسد.‏

هدية أوباما إعادة العلاقات الاستراتيجية التركية - الاسرائيلية‏

اراد اوباما ان يفاجئ الكثير من القوى في المنطقة وليس اسرائيل بالتحديد عودة العلاقات الاسرائيلية- التركية الى سابق عهدها قبل قضية سفينة مرمرة عندما اتصل هاتفيا باردوغان من تل ابيب مبلغا اياه اعتذار اسرائيل الرسمي حول حادثة مرمرة حيث قابل اردوغان التحية بمثلها من قبل نتنياهو. وفي محاولة من طرف اوباما لاحياء التحالف التركي- الاسرائيلي القديم واضافته الى بعض الدول الاقليمبة التي تدور في الفلك الامريكي بالمطلق وهذه الخطوة بحسب الكثير من المراقبين لها علاقة مباشرة بما يجري في سورية واحداث ما يشبه الكماشة حول سورية وبحسب صحيفة اسرائيل اليوم: «بسبب سورية تعاد العلاقة مع تركية ، بعد ثلاث سنوات من حادثة اطلاق النار في سفينة «مرمرة» والتي في اثنائها قتل تسعة مواطنين أتراك على أيدي مقاتلي الوحدة البحرية، انتهت في نهاية الاسبوع القضية التي ألقت بظلالها على العلاقات الاسرائيلية - التركية، باعتذار رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لرئيس وزراء تركيا، رجب طيب اردوغان في مطار بن غوريون، بحضور الرئيس الامريكي باراك اوباما، تحدث نتنياهو هاتفيا مع اردوغان. واتفق الرجلان على اعادة العلاقات الطبيعية بين الدولتين، بما في ذلك اعادة السفيرين والغاء الاجراءات القضائية ضد جنود الجيش الاسرائيلي .‏

الصحافة الاسرائيلية عجت بالتحاليل والمقالات التي تعبر عن كامل ارتياحها لنتائج هذه الزيارة وان اسرائيل حصلت من اوباما ما لم تحصل عليه من اي رئيس امريكي آخر فقد كتبت هآرتس في افتتاحيتها: «رئيس الولايات المتحدة، باراك اوباما، دخل أمس قلب الجمهور الاسرائيلي في خطاب مؤثر ومقنع في مباني الامة. رسائل اوباما، التي وجهها الى جمهور الشباب الذي حضر في القاعة - وفي مئات الاف المنازل في اسرائيل وفي السلطة الفلسطينية - ذات مغزى أكبر بكثير من اقوال المجاملة التي يطلقها حسب قواعد البروتوكول في مناسبات اخرى، مع السياسيين وعلى رأسهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو اوباما يتطلع الى تغيير في الاجيال وفي الفئات. «ترددات الجيل المؤسس»، قال الرئيس، وقصد شريحة جيل قدامى الكنيست والحكومة الحالية، جيل الماضي الذي يتجمد في اراء قديمة وشكاكة ، وكتب شالوم يروشالمي في معاريف :«كان هذا خطابا تأسيسيا، بل حتى تاريخي. كانت فيه رؤيا، كانت فيه حماسة وانفعال في الغالب. كانت في خطة عمل مفاجئة وليست معيارية، كانت فيه ايضا رسائل منطقية تتداخل وتعهدات لاسرائيل بحجم خالد. كان هذا خطابا يقول فيه رئيس امريكي لابناء الشعب في اسرائيل: «اسمعوا يا جماعة أنا معكم على طول الطريق، ولكن انهضوا وافعلوا شيئا بقواكم الذاتية، من أجلكم، من اجل مستقبلكم، من فوق رؤوس زعمائكم الذين لن يأخذوا ابدا المخاطرة ولن يقودوكم الى اي مكان كانت هذه درة التاج لزيارة اوباما في البلاد. فبعد سنوات طويلة من الانشغال العقيم في السلام الاسرائيلي -الفلسطيني بما في ذلك في هذه الزيارة، اقتحم الرئيس مع الاحباط الذي راكمه الجمهور الاسرائيلي مباشرة. فقد بحث اوباما عن نفوس تفهمه، وتستوجب رسالته البسيطة: انتم اقوياء بما يكفي كي تصنعوا سلاما مع الفلسطينيين، فتمنحوهم دولة مستقلة وهكذا ايضا لن تخسروا الهوية اليهودية والديمقراطية لدولتكم. وفي نفس الوقت يمكنكم ان تحرروا الشعب الفلسطيني من معاناته، وهذه هي احدى فرائض عيد الفصح. «نحن معكم»، قال اوباما بالعبرية، «انتم لستم وحدكم‏

وكتبت يديعوت في السياق نفسه: «جاء هناك فجأة قبل الوقت المحدد بـ 25 دقيقة دون سابق إنذار ودون مصاحبة أو كلمات افتتاحية. فقد علا المنصة كأنه جاء من لا مكان بخطوة رشيقة لرجل يشعر بارتياح شديد لجسمه ويعلم بالضبط ما الذي يفعله هناك وخرج الجمع عن طوره كان يُخيل إلينا أنه ما كان أي نجم روك ليُستقبل بحماسة كتلك التي حظي بها الرئيس الامريكي. لم تكن هناك آلات جيتار كهربائية ولم تكن كهرباء في الجو. كان شخصا واحدا على المنصة الكبيرة وكانت المنصة مليئة. وكان شعور بأن شيئا ما عظيما يحدث وبأن آلاف الناس الشباب الذين جلسوا هناك في مباني الأمة في القدس يشعرون بحدث فريد من نوعه وبأنهم شركاء في زيارة تاريخية وبأنهم يشعرون صدقا وعدلا بأن للرجل القائم على المنصة قدرة، وارادة في الأساس على منحهم عالما أفضل.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية