تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


منفى الانترنت

رؤية
الإثنين 1-4-2013
سعاد زاهر

ما إن أضغط أزرار كمبيوتري وأدخل إلى الفيس بوك،حتى ادخل إلى عالم كل مافيه يستحوذك..يسرق منك الدقائق لتتوالى الساعات دون أن تشعر أنك أمضيتها أمام جهاز بارد لاحس فيه...الآراء الساخنة المنفلتة بقوة من أرواح أصحابها غالبا.. المندفعة بلا أي قيد سوى مدى إحساس صاحبها بها....

تجعلك تشعر أنك في مباراة أدبية كل يريد أن يجذبك بعمق تعابيره..هنا المواهب تحرض بعضها لتلفت النظر دون أن تكون ساعية إلى أي شكل من أشكال المنافسة...مجرد حضور الكتروني يخفف وقع الوقت وربما ساعات الملل والوحدة تأتي أهميتها من طبيعة الحالة التي تعيشها وأنت تتابع كل تلك الكلمات التي تأسرك ولا تكاد تغيب عنك.‏

ما إن تنتقل من الفيس بوك إلى يوتيوب حتى تكون أمام كم كبير من الفيديوهات تارة المترفة -المحترفة وتارة أخرى بدائية ولكنها تملك حسا خاصا تجعلك تقف أمامها كثيرا دون أن تمل لأن حس الهواية يلغي أي اثر لفبركة أو ملل..يتركها تنساب أمامك صادقة عفوية...ناقلة إياك تارة إلى عالم الأغنية لتختار منها ماتشاء دون حاجتك إلى شراء أسطوانة...أو إلى عالم السينما وحتى المسرح...والدراما..كل ذلك يأتيك عبر نافذة صغيرة تفتح لك عالما فنيا..قد ينتقل أصحابه يوما ليصبحوا من المشاهير.‏

مجالات كثيرة تزداد يوما اثر آخر لتغني العملية الفنية والثقافية... والمشكلة أنها تدور في فلك خاص فيها قلما نرى الثقافة الاعتيادية تتفاعل مع هذه اللمحات أو حتى تدرسها او تقترب منها رغم تأثيرها وفاعليتها في حياتنا..‏

كل يوم يسرق هذا الجهاز رغما عنا ساعات من عمرنا..قد تفيد عملك..قد تغني ثقافتك..ولكنها تضعك أمام منفى من نوع خاص أنت تتواصل وفي الوقت ذات لاتتواصل أنت أمام حالة من الانهمارات الالكترونية السريعة...والعديمة التأثير الإنساني...والتي على ما يبدو فرضت تقنيتها وأصبحنا نشبة الروبوت التي من الممكن أن تسيطر قريبا على مستقبلنا.‏

soadzz@yahoo.com

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية