تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


مع طبـــــيب.. تأخر النمو عند الأطفال (أسبابه- مظاهره- تشخيصه- علاجه)

طــــــــــــب
الإثنين 1-4-2013
الدكتور: بشار حاج علي *

يقصد بتأخر النمو أو فشل النمو كون الطفل أقل من أقرانه من حيث الوزن والطول ومحيط الجمجمة.،وهذا يؤدي إلى أداء وظيفي متدن على الصعيد الاجتماعي والتطوري والانفعالي، ويعتبر الطفل متأخراً بالنمو إذا تجاوز نقص النمو أكثر من معدلين مئويين كبيرين أو كان معدل النمو تحت المعدل الثالث المئوي لمخططات النمو.‏

يقسم فشل النمو من حيث الأسباب إلى فشل نمو عضوي، أي هناك مشكلة في أحد أجهزة الجسم كالرئتين أو المعدة أو القلب أو آفة غددية أو عصبية، وإلى فشل نمو وظيفي، أي فشل النمو الاجتماعي النفسي والذي يشيع في البلدان المتطورة، حيث تكمن أسبابه بفشل الوالدين في منح الطفل الرعاية والحنان وعدم التفاعل بين الطفل ووالديه اجتماعياً ونفسياً وتطورياً.‏‏

المظاهر السريرية لفشل النمو:‏‏

أول مظاهر الفشل هو تدني أرقام الوزن والطول عن المعدلات الطبيعية وفقدان النسيج الشحمي وتراجع الكتلة العضلية، ووجود التهابات جلدية أو تنفسية أو هضمية التي قد تصل إلى درجة السغل أو سوء التغذية.‏

وهنا لابد من أخذ قصة سريرية مفصلة عن الشكوى والأعراض منذ الولادة ومابعدها وقصة التغذية بالتفصيل مبتدئاً بالرضاعة الوالدية والاصطناعية وبدء إدخال الأطعمة الإضافية وكيفية استجابة الطفل للتغذية المنوعة، ثم ننتقل إلى إجراء الفحص السريري الشامل متضمناً وزن الولادة وفحص كل أجهزة الجسم وكشف العلامات المرضية التي تؤدي إلى فشل النمو.‏‏

بعد ذلك يمكن أن نطلب بعض التحاليل المخبرية والشعاعية المساعدة في معرفة سبب فشل النمو، منها صورة العمر العظمي وصورة الصدر وغيرها وقد يستعان ببعض التحاليل الهرمونية والاستقلابية الخاصة لبعض الأمراض الخاصة.‏‏

تدبير ومعالجة فشل النمو‏‏

يتطلب تدبير فشل النمو فهما كاملاً لكل العناصر التي تشارك في نمو الطفل كصحة الطفل، وحالته التغذوية، والقضايا العائلية، تفاعل بين الوالدين والطفل نفسياً واجتماعياً، حيث يلعب بناء مناخ غذائي ملائم دوراً مهماً في تدبير المشكلات الغذائية، يجب علاج الحالات المرضية العضوية المسببة لنقص النمو كمعالجة الجذر المعدي المريئي والطفيليات المعوية وحالات الربو والاستنشاق والآفات الكلوية والعصبية المزمنة، وهناك بعض الحالات المرضية التي يتطلب دخولها المشفى كسوء التغذية الشديد وعدم البلوغ وتكرر الالتهابات الجرثومية، أما الحالات اللاعضوية، فيمكن وضع الطفل في المشفى بهدف الحصول على نمو مضمون وتدريب الوالدين وتثقيفهما بطرق التغذية الحديثة.‏‏

وعلى العموم يتطلب كل الأطفال المصابين بفشل النمو تقييماً مستمراً ومراقبة دورية للوزن والطول ومراقبة التطور الروحي والانفعالي والاستعرافي مع المداخلة الملائمة حين الضرورة وإبداء الاستشارات اللازمة حسب الحالة التطورية والمعرفية.‏‏

* اختصاصي بطب الأطفال والرضع وحديثي الولادة‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية