|
الفاتيكان - دمشق - محافظات
بأدوات باعت نفسها للأجنبي، هذا ما اقتصرت عليه أعياد الطوائف المسيحية في سورية، حيث أكدت عظات العيد المعاني السامية لعيد قيامة السيد المسيح رسول المحبة والسلام مؤكدة أن بلادنا سورية أرض الإنجيل والقيامة ولد فيها السيد المسيح وبها عاش وعلم فيها ومنها انتشر نور الإنجيل ليعم العالم أجمع، وأوضحت أن العيد خلال الأزمة جاء متشحاً بثوب سميك طويل من الحزن والسواد من الآلام والدموع والمآسي والمتاعب والأنين والصرخات والمجازر والتنكيل والقلق والكآبة، هذا في وقت دعا فيه البابا فرانسيس بابا الفاتيكان إلى السلام في سورية الحبيبة وإلى إيجاد حل سياسي إلى هذه الأزمة فيها، سائلاً الله أن يحول الموت إلى حياة والبغض إلى محبة والانتقام إلى غفران والحرب إلى سلام . وقال البابا خلال ترؤسه قداس عيد الفصح في الفاتيكان في رسالة وجهها إلى العالم إن المسيح سلامنا وبواسطته نلتمس السلام على العالم بأكمله,وأضاف البابا فرانسيس « إننا نسأل الله السلام من أجل سورية الحبيبة ومن أجل شعبها الذي يئن ويرزح تحت هول الجراح حتى يصل إلى السلام ونصلي من أجل الذين ينتظرون المساعدة والتعاضد والتعازي.. كم من الدماء نزفت وكم هي الآلام مهولة التي لا تزال تدمي الشعب وكم من الممكن أن تطول قبل أن يصلوا إلى إيجاد حل سياسي للأزمة «.
ودعا البابا فرانسيس إلى « السلام في الشرق الأوسط ووضع حد نهائي للصراع الذي طال أمده والمساعدة على استئناف المحادثات بين الفلسطينيين والإسرائيليين « وأيضا إلى السلام في العراق ووقف كل أعمال العنف فيه بصورة نهائية. كما دعا البابا إلى السلام في أفريقيا التي لا تزال أراضيها مسرحا للصراعات الدموية وخاصة في مالي والكونغو وأفريقيا الوسطى ونيجيريا حيث هناك عدد كبير من الأشخاص بينهم أطفال محتجزون كرهائن على أيدي الإرهابيين. وقال البابا فرانسيس «إننا نصلي من أجل السلام في آسيا وخاصة في شبه الجزيرة الكورية حتى يستطيع أهلها أن يتمكنوا من تجاوز الخلافات وإنضاج تجدد روحي هادف إلى تحقيق المصالحة»,وأضاف البابا فرانسيس «إننا نسأل الله السلام من أجل العالم بأكمله الذي لا تزال تسوده الأطماع وجشع الباحثين عن الأرباح السهلة المبنية على الأنانية التي تهدد الحياة البشرية»,وأدان البابا فرانسيس الاتجار بالبشر معتبرا أنه الاستعباد الأكثر انتشاراً في القرن الحادي والعشرين كما انتقد العنف المرتبط بتهريب المخدرات والاستغلال غير المنصف للموارد الطبيعية. ** البطريرك لحام: سورية أرض الإنجيل والقيامة.. الوقوف يداً واحدة لنشر المحبة والسلام
هذا واقتصرت احتفالات الطوائف المسيحية في سورية التي تسير على التقويم الغربي أمس بعيد الفصح المجيد عيد قيامة السيد المسيح رسول المحبة والسلام على إقامة الصلوات والقداديس في الكنائس وأماكن العبادة دون معايدات نظراً لما تمر به البلاد من أحداث بفعل الأعمال الإرهابية التي يرتكبها أعداء الوطن وإكراما للشهداء الأبرار الذين سقطوا في سبيل رفعة وصون كرامته. ففي كاتدرائية الروم الكاثوليك بدمشق أقيم احتفال ديني كبير ترأسه غبطة البطريرك غريغوريوس الثالث لحام بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الكاثوليك عاونه لفيف من الكهنة والشمامسة الأجلاء فيما قام بخدمة الاحتفال جوقة الكاتدرائية. وألقى البطريرك لحام عظة العيد تحدث فيها عن المعاني السامية لعيد قيامة السيد المسيح رسول المحبة والسلام مؤكدا أن بلادنا سورية أرض الإنجيل والقيامة ولد فيها السيد المسيح وبها عاش وعلم فيها ومنها انتشر نور الإنجيل ليعم العالم أجمع..ودعا غبطته إلى اتخاذ تعاليم الإنجيل المقدس نبراسا لنشر المحبة والسلام وخصوصا في هذه الأيام العصيبة التي نعيشها وأن نسترشد بوحيه وأن نتابع نشر الأمل والفرح والحوار والإصلاح والألفة والمحبة فمن هنا من بلادنا ومن شرقنا انطلق المسيح نور العالم ليعم العالم وعلينا أن نستمد من تعاليمه أملا وعزما ورجاء وأن ننشرها بين أبناء الوطن جميعا. وأشار البطريرك لحام إلى أنه كما انتهى درب صلب السيد المسيح بالقيامة نرجو الله أن ينتهي درب صلب عالمنا العربي بالقيامة ولاسيما درب سورية داعيا أبناء سورية إلى المزيد من المحبة وأن يعملوا يدا واحدة لإيقاف نزيف الدم السوري لافتا إلى أنه أرسل رسالة إلى البابا فرانسيسس دعاه فيها وكل الشرفاء في العالم إلى العمل من أجل سلام وأمن واستقرار سورية,وتضرع غبطة البطريرك لحام في ختام عظته إلى الله عز وجل أن يحفظ سورية وجيشها وقيادتها وأن يحل بها السلام. زاعور: ننتظر القيامة لسورية ونفوسنا بأمسّ الحاجة للسكينة والهدوء وفي الكنيسة الإنجيلية الوطنية بدمشق أقيم قداس ديني ترأسه القس بطرس زاعور الرئيس الروحي للكنيسة الذي تحدث في عظة العيد عن معاني هذه المناسبة وقال: "يأتينا عيد القيامة للمرة الثالثة اليوم بخطوات ثقيلة متشحاً بثوب سميك طويل من الحزن والسواد من الآلام والدموع والمآسي والمتاعب والأنين والصرخات والمجازر والتنكيل والقلق والكآبة". وأضاف" نحتفل اليوم بقيامة السيد المسيح وعيوننا وآذاننا مازالت تعاني من المشاهد المؤلمة والأحداث المزعجة ونحن ننتظر القيامة لبلدنا سورية فنفوسنا أمست اليوم بأمس الحاجة إلى السلام والسكينة والاطمئنان والهدوء.. يكفينا الألم والخوف والقتل والإرهاب والخطف والتنكيل والاغتصاب.. يكفينا الابتزاز بمعيشة وقوت المواطنين اليومي من قبل تجار جشعين فهذه الصفات ليست من شيم السوريين. وقال "لقد رأينا في فترة سنتين مشاهد مؤلمة تدمي القلوب وتؤلم النفوس لم نكن نعرفها ولا اختبرناها من قبل.. كنا نعيش بأمن وأمان وسلام ووحدة وطنية لكن هكذا أرادت الدول غريبة الأطوار أن تزج بلدنا سورية في دوامة العاصفة الهوجاء حتى أصبحت منطقتنا مختبرات للحروب وأماكن تصفية حسابات دولية وإقليمية.. صبوا جام غضبهم وجشعهم وأنانيتهم علينا نحن الآمنين ولم يدركوا بل تناسوا أن لنا جذورا قوية وطنية وقومية في تربة هذه الأرض الطيبة المباركة". ودعا زاعور إلى الجلوس حول طاولة الحوار كي ننهي هذه الأزمات بالحوار لا بالسلاح مؤكدا أن أهم ركائز الحوار هو قبول الطرف الآخر واحترام كيانه الإنساني وخصوصيته وعدم الالتفاف والتكبر على الآخرين. نالبنديان: الاقتداء بالسيرة الجليلة للسيد المسيح وتعميم مبادئ الخير كما أقيم قداس إلهي بهذه المناسبة في كنيسة مار سركيس للأرمن الأرثوذكس بدمشق ترأسه المطران أراماش نالبنديان مطران أبرشية دمشق وتوابعها عاونه لفيف من رجال الدين وألقى المطران نالبنديان عظة العيد التي تحدث فيها عن المعاني السامية التي يحملها عيد الفصح المجيد المتمثلة بالمحبة والإخاء والتسامح داعيا الجميع إلى الاقتداء بالسيرة الجليلة التي كرسها السيد المسيح رسول المحبة والسلام في نقله رسالة السماء إلى الأرض وتعميم مبادئ المحبة والخير والعدل والسلام بين الناس أجمعين. واستنكر المطران نالبنديان ما يدور في سورية من انتهاكات وقتل وما يسقط من شهداء في ساحات الدفاع عن السيادة والكرامة مؤكدا أن سورية التي رواها الشهداء بدمائهم الزكية الطاهرة لن ترضخ للابتزاز والضغوط مؤكدا أنه إذا كان هدف أعداء سورية التحريض والفتنة وإحداث شرخ بين أبناء الوطن الواحد فليعلموا أن السوريين يتوحدون كأقوى وأشرس ما يكون ضد التدخل السافر في شأن وطنهم وضد استهداف كرامته لأن سورية ستبقى دائما منارة للأمم في تعزيز روح التآخي الديني. طبي: التمسك بالوحدة الوطنية لمواجهة المؤامرة كما أقيم قداس الهي في كنيسة السيدة فاطمة ترأسه رئيس أساقفة دمشق للسريان الكاثوليك المطران الياس طبي الذي تحدث في عظة العيد عن المعاني السامية لقيامة السيد المسيح رسول المحبة والسلام وأكد ضرورة التمسك بالوحدة الوطنية القائمة على المحبة والحرص على المساهمة في تقدم وازدهار الوطن والوقوف صفاً واحدا في مواجهة المؤامرات التي تحاك للنيل من صموده وثنيه عن مواقفه الوطنية والقومية والابتعاد عن النزعات الضيقة والمصالح الشخصية. ** أجراس الفصح المجيد في الشام تبشر بقيامة الشعب السوري وانتصاره على صالبيه دمشق - سانا: في دمشق يعود الفصح المجيد هذا العام حاملا معه بشرى قيامتين قيامة السيد المسيح وقيامة الشعب السوري فكما قام المسيح منتصرا بعد صلبه فان الشعب السوري بات قريبا من القيامة والنصر بعد ان تجاوز جمعة احزانه التي طالت عامين فهذا الشعب قرر ان يكون خلاصه بدمه كحال السيد المسيح الذي لم ينتظر من يخلصه بل كان المخلص للبشرية جمعاء عندما اعلن انتصار المحبة على الكراهية. ومجددا دقت اجراس الكنائس في الشام معلنة انها هنا مهد الاديان ودار الوئام والمحبة ففي الشام بيوت لكل الانبياء والمؤمنين وفيها دار هدى لكل ضال وشاذ ومدرسة تعلم الاخاء وثقافة التنوع وكيف يكون الانسان قيمة بذاته لانه منطلق الحضارة ومستقرها. اجراس الفصح المجيد التي دقت نواقيسها في بلاد الشام أمس شكلت اعلان انتصار لثقافة التنوع على دعاة الاقصاء والقتل والارهاب فبعد عامين من الترهيب والقتل والتسليح وارسال المتطرفين والتكفيرين إلى الشام لهدم ثقافتها ها هي كنائس المشرق تتألق في فصحها المجيد لتقول للعالم ان من جرب الاخاء السوري وذاق طعم الامان في افياء الفيحاء والشهباء وباقي انحاء سورية لن تستطيع قوة ان تقتلعه من هذه الارض مهما غلت التضحيات وزادت المغريات. وتبدو سيرة السيد المسيح الذي ولد بافياء الشام وصلب على خشب زيتونها ليقدسه وكأنها اختصار لسيرة الشعب السوري الابي فكما خرج المسيح من بيت لحم حاملا رسالة المحبة والعدل ليرفع شان الانسان ودخل بيت المقدس متحديا جبروت روما وصلف كهنة المعبد وحطم موازينهم الفاسدة مبشرا بعصر انتصار الانسان على التوحش والعبودية فها هو الشعب السوري يخرج اليوم حاملا صليبه ممثلا بقيمه وحضارته التي يغار منها محدثو النعمة وتجار الشهوة دون ان يخيفه ظلم أو ارهاب ليقول للعالم ان المسيح كان فردا وانتصر على صالبيه الذين فازوا باللعنات فقط فكيف بشعب بأسره هو حفيد المسيح وبقية الانبياء اليس الاجدر به ان يعيد تاريخ اجداده وامجادهم وان تدق له النواقيس غدا معلنة انتصاره. وعلى طريق ارتقاء الجلجلة يسترشد السوريون وهم يسيرون نحو قيامتهم بكلمات المسيح الاخيرة يا أبتاه اغفر لهم لانهم لا يعلمون ماذا يفعلون فكما طلب المسيح الغفران لصالبيه لانه يعلم جهلهم كذلك هم السوريون يقولون ان من يجهل قدر سورية فقط يريد تدميرها وقتل ابنائها واذا كان اعداؤنا جاهلين إلى هذا الحد فان انتصارنا عليهم يكون بتعليمهم اصول الحضارة والثقافة والارتقاء بسورية إلى أعلى مما يستطيعون النظر وهذا ما يحصل على الارض اذ ان الجندي السوري الذي يتحدى جيوش التتار والرومان والترك واحفاد ابي جهل وعبيد هبل يضرب مثلا عظيما كيف تكون البطولة وكيف يحيا الانسان بموته وكيف تكون الحياة غالية عندما تراق من اجلها الدماء. ظلم المسيح فكانت قيامته فصحا مجيدا وظلم الشعب السوري وسيكون انتصاره عيدا وطنيا وكما سقط الكهنة في دماء المسيح كذلك سيسقط اعداء سورية لتغرقهم دماء السوريين الذين عرفوا عبر التاريخ كيف يعيشون واثبتوا للعالم اليوم انهم يتقنون فن الموت عندما تكون الحياة مختبئة في بسمة شهيد وهو يرتقي لتكون قيامة وطنه فصحه المجيد. وختاما فان اجراس الشام ستبقى بجوار مآذنها رغم انف الجهلاء تدق الأولى فتؤذن الأخرى معلنة ان الله واحد في السماء وكذلك الانسان واحد في الارض والطريق إلى الخير لا يخبو على ذي بصيرة فهذه رسالة سورية فلا التعصب دين فيها ولا التكفير مذهب لابنائها وسيعود جاهليو القرن الواحد والعشرين خاسئين لتقتلهم وهابيتهم وتكفيرهم وجبروت الغاز والنفط والدولار التي الهتهم عن قراءة فكر المسيح وتاريخ الاسلام وما فيهما من محبة وتسامح واخاء. ** وقداديس في المحافظات السورية: تعميق أواصر المحبة بين أبناء الوطن كما احتفلت الطوائف المسيحية في المحافظات بحلول عيد الفصح المجيد حيث أقيمت القداديس والعظات الدينية بهذه المناسبة تخليداً للمعاني والدلالات التي تحملها. وتحدث الوعاظ في هذه الكنائس عن المعاني السامية لهذه المناسبة العظيمة مؤكدين أن قيامة المسيح تعني السلام والرحمة والمحبة والعطاء من الخالق للخليقة. وتضرع الوعاظ إلى الله أن تزول هذه المحنة عن وطننا وأن ينعم على سورية بالسلام و الفرح والطمأنينة وأن يخرجها منتصرة على قوى الشر التي تحيط بها داعين إلى تعميق أواصر المحبة بين أبناء الوطن بمختلف أطيافهم وانتماءاتهم وتكريس المودة والتسامح الديني والتعايش بين شرائح المجتمع ورفض الطائفية والتطرف والتمسك بالوحدة الوطنية بين أبناء الوطن الواحد والحوار سبيلاً للخروج من الأزمة التي تعاني منها سورية. في السياق ذاته أقامت كنيسة يسوع الملك للاباء الكبوشيين الكاثوليك في السويداء التي تسير على التقويم الغربي قداسا وصلاة بمناسبة عيد الفصح المجيد ألقى خلالها الاب فادي زيادة راعي الكنيسة عظة تحدث فيها عن المعاني السامية لهذه المناسبة العظيمة مؤكدا أن قيامة المسيح رسول المحبة والسلام هي قيامة السلام والرحمة والمحبة والعطاء من الخالق للخليقة. وتضرع الأب زيادة إلى الله أن تزول هذه المحنة عن وطننا وأن ينعم على سورية بالسلام والفرح والطمأنينة وأن يخرجها منتصرة على قوى الشر التي تحيط بها داعيا إلى تعميق أواصر المحبة بين أبناء الوطن. وفي حلب قدم المحافظ محمد وحيد عقاد وامين فرع حزب البعث العربي الاشتراكي هلال هلال التهنئة للطوائف المسيحية حيث أكد أمين الفرع أنه رغم ما تمر به حلب من ألم ومصاعب جراء استهدافها من المجموعات الارهابية المسلحة فان ابناءها متمسكون بالحياة وماضون في ممارسة طقوسهم الدينية التي تؤكد للجميع أن سورية مستمرة في العيش المشترك بفضل تلاحم وتماسك ابنائها. من جانبه أكد المحافظ أن السوريين سيحتفلون قريبا بالنصر بعد دحر المجموعات الارهابية المسلحة بفضل صمود الشعب السوري وتلاحمه مع جيشه. واعتبر المطارنة رؤساء الطوائف أن فرحة عيد الفصح غير مكتملة بسبب ما تشهده سورية من أحداث مؤلمة معربين عن ثقتهم بأن سورية ستنتصر وستواصل نقل رسالتها الحضارية متمثلة بالمحبة والسلام والعيش المشترك. من جانبه لفت مدير اوقاف حلب الدكتور عبدالقادر الشهابي إلى ان السوريين سيظلون موحدين لتحقيق النصر وتجاوز الازمة مسلحين بالحق. وفي طرطوس قدم المحافظ نزار اسماعيل موسى وأمين فرع حزب البعث العربي الاشتراكي حسن شعبان التهاني لرؤساء الطوائف المسيحية بهذه المناسبة حيث أكد المطران الياس سليمان مطران ابرشية اللاذقية وطرطوس للموارنة خلال تلقيه التهاني أهمية التسلح بالاخلاق لنبذ الفتنة ودحر المؤامرة. |
|